عمان - محمود الزواوي - فيلم «أوز العظيم والقوي» (Oz the Great and Powerful) هو الفيلم الروائي الطويل الخامس عشر من إخراج المخرج سام ريمي، الذي يشتمل رصيده السينمائي على الإنتاج والتأليف والتمثيل.
يجمع فيلم «أوز العظيم القوي» بين أفلام الحركة والمغامرات والخيال العلمي. ويستند الفيلم إلى سيناريو للكاتبين السينمائيين ميتشيل كابنر وديفيد ليندسي - أبير مبني على قصة سينمائية لميتشيل كابنر مشتقة من رواية «ساحر أوز العجيب» للكاتب ل. فرانك بوم والتي صدرت في العام 1900، ضمن 14 قصة ألفها هذا الكاتب تتعلق بمغامرات «أوز». وقدمت هذه الرواية في مسرحية على مسارح برودواي بنيويورك بعنوان «ساحر أوز» في العام 1902، وأنتج حول هذه الرواية عشرات الأفلام السينمائية، وأهمها الفيلم الكلاسيكي الشهير «ساحر أوز» (1939) رائعة المخرج فيكتور فليمنج والممثلة - المغنية جودي جارلاند. ويحتل هذا الفيلم المركز السادس في قائمة معهد الأفلام الأميركي لأفضل 100 فيلم أميركي.
تسبق أحداث قصة فيلم «أوز العظيم والقوي» أحداث القصة الأصلية «ساحر أوز العجيب» بعشرين سنة. وتعود إلى بدايات قصة «ساحر أوز»، وتلقي الضوء على بداية الساحرة الشريرة وكيف تبوأ الساحر منصبه الرفيع. والشخصية المحورية في قصة الفيلم هو أوسكار ديجز (الممثل جيمس فرانكو) الذي يعمل كممثل متجول في المناطق الريفية وساحر بسيط في سيرك متجول.
يفر أوسكار من السيرك على متن منطاد خلال هبوب عاصفة بعد أن يطارده مدير السيرك على أثر مغازلته لزوجته، ويحط به إعصار قوي فجأة في عالم أوز. يلتقي أوسكار هناك بالساحرة ثيودورا (الممثلة الأوكرانية ميلا كونيس) التي تعتقد أنه يحقق نبوءة ملك أوز الراحل بأنه الساحر الذي سيتخلص من الساحرة الشريرة التي قتلت ملك أوز والذي سيصبح ملك أوز الجديد. ترافقه الساحرة ثيودورا إلى المدينة الزمردية، وفي الطريق تقع في حب أوسكار بعد أن يتغزل بها، كعادته مع النساء الأخريات. ويلتقي أوسكار وثيودورا في الطريق بالقرد الطائر فينيللي (الممثل زاك براف) الذي يدين لأوسكار بحياته بعد أن أنقذه من أسد كاسر. وعند الوصول إلى المدينة الزمردية يلتقي أوسكار بالساحرة أيفانورا (الممثلة البريطانية راتشيل وايز)، شقيقة الساحرة ثيودورالتي تشك في أن أوسكار هو الساحر الموعود. وتبلغ إيفانورا الساحر أوسكار بأن الساحرة الشريرة تقيم في الغابة المظلمة ويمكن القضاء عليها بتدمير صولجانها الذي هو مصدر قوتها. ويكتشف أوسكار عند وصوله إلى الغابة مع القرد الطائر فينيللي والفتاة الصينية (الممثلة جوي كنج) أن المتهمة بأنها «الساحرة الشريرة» هي في الحقيقة جليندا الساحرة الطيبة (الممثلة ميشيل وليامز) التي تبلغ الساحر أوسكار بأن إيفانورا هي الساحرة الشريرة.
وبعد سلسلة من التطورات والمواجهات والانعطافات والمفاجآت المثيرة يصبح الساحر أوسكار ملك أوز الفعلي وينجح في توحيد سكان أوز ضد الساحرات الشريرات ويقدّم مجموعة من الهدايا لأصدقائه الكثيرين، ويجمع شمله مع الساحرة الطيبة جليندا. وتنتهي قصة فيلم «أوز العظيم والقوي» بشكل يوحي بأن هذا الفيلم سيتبع بفيلم آخر ضمن سلسلة سينمائية محتملة لقصص «ساحر أوز». وأعلن بالفعل عن إنتاج فيلم متمم لقصة هذا الفيلم، وكلف الكاتب السينمائي ميتشيل كابنر بكتابة سيناريو الفيلم الجديد، كما أسند للممثلة ميلا كونيس أحد أدوار البطولة في هذا الفيلم.
ويشتمل سيناريو فيلم «أوز العظيم والقوي» على عدد من التلميحات والإشارات إلى قصة وأحداث رواية «ساحر أوز» والرائعة السينمائية المبنية عليها «ساحر أوز» (1939. ويقدّم الجزء الافتتاحي للفيلم الذي يشتمل على المشاهد المتعلقة بالأرض على مدى عدة دقائق بالأبيض والأسود قبل أن تنتقل مشاهد الفيلم في العالم الخارجي المتمثل في أوز إلى الألوان الطبيعية. ويتزامن ذلك بطبيعة الحال مع وصول بطل القصة الساحر أوسكار ريجز إلى بلاد أوز.
يتميز فيلم «أوز العظيم والقوي» بقوة إخراجه على يد المخرج المتمرس سام ريمي الذي يشتمل رصيده السينمائي على إخراج أفلام «الرجل العنكبوت» الثلاثة التي جمعت بين النجاح الفني والتجاري، حيث بلغت إيراداتها العالمية الإجمالية على شباك التذاكر 2,5 مليار دولار. وتظهر اللمسات الفنية المميزة للمخرج سام ريمي في سعة الخيال والمقومات الفنية الشاملة للفيلم. كما يتميز الفيلم بقوة أداء ممثليه وعلى رأسهم بطل الفيلم جيمس فرانكو والممثلات ميلا كونيس وراتشيل وايز وميشيل وليامز في أدوار الساحرات، وببراعة المؤثرات البصرية المبهرة والإخراج الفني والموسيقى التصويرية للموسيقار داني إيلفمان.
وقد تدرب بطل الفيلم الممثل جيمس فرانكو، استعدادا لأداء دور الساحر، على يد الساحر المحترف لانس بيرتون. وتطلب وضع الماكياج وتغيير ملامح وجه الممثلة ميلا كونيس لأداء دور الساحرة الشريرة أربع ساعات يوميا، كما تطلبت إزالة الماكياج ساعة أخرى. واستغرقت إزالة آثار الماكياج عن وجهها قرابة الشهرين.
يشار إلى أن ثلاثة ممثلين هم روبرت داوني وجوني ديب وجون رايلي رشحوا لدور بطل الفيلم الساحر أوسكار ديجز قبل إسناده للممثل جيمس فرانكو. كما رشحت الممثلات هيلاري سوانك وآمي أدامز وكيرا نايتلي وأوليفيا وايلد وبليك لايفلي وكيث بيكينسديل وربيبيكا هول لأداء دور الساحرات الثلاث قبل إسناد تلك الأدوار لميلا كونيس وراتشيل وايز وميشيل وليامز. كما رشح المخرجان سام مينديس وأدم شانكمان قبل اختيار المخرج سام ريمي لإخراج الفيلم.
صعد فيلم «أوز العظيم والقوي» إلى قمة قائمة الأفلام التي تحقق أعلى الإيرادات في دور السينما الأميركية خلال أسبوعه الافتتاحي، واحتفظ بمركز الصدارة على مدى أسبوعين، وبلغت إيراداته العالمية الإجمالية على شباك التذاكر خلال الشهر الأول لعرضه 454 مليون دولار، وبذلك يحتل المركز الأول في الإيرادات بين جميع الأفلام الأميركية خلال الربع الأول من العام 2013. وبلغت تكاليف إنتاج هذا الفيلم 215 مليون دولار.