الحب في القرآن.. للأمير غازي

الحب في القرآن.. للأمير غازي

هذا كتاب قيم انجزه صاحب السمو الملكي الامير غازي بن محمد بن طلال الهاشمي في طبعة انيقة صدرت حديثا وهو ينتمي الى ذلك النوع من الكتب الاصيلة في التراث العربي سواء في موضوعه او منهجية البحث فيه فقد غطى الامير وبمقدرة فائقة واسلوب جميل وكفاءة مشهود لها هذا الجانب من الدراسات ليملأ به فراغا حديثا في المكتبة العربية التي لم تواصل التأليف على اثر السابقين الذين تناولوا الكثير من الدراسات الشبيهة والغربية..

هذا كتاب يذكر بكتاب «ابن حزم الاندلسي» في «طوق الحمامة في الألفة والآلاف» وان كان كتاب الامير اصاب البعد الإلهي في الحب والمجسد في القران في حين اصاب ابن حزم الحب الدنيوي وتجلياته..حيث درس ابن حزم الحب في الشرق والغرب في زمنه ووضع فيه ثلاثين فصلا او بابا مستجيبا في ذلك الى رغبة العلماء فكان اول داع الى الناس بالحب..

في حين عمد الامير ليؤسس لبحث جديد وعميق في حب الله لعباده وحب عباده له وحب الله لرسوله وللمؤمنين وللانسان وفي ان الله سبحانه نفسه حب ومحبة منه المسرة وهو باعثها في العباد.

..كان ابن حزم اماما فقهيا وكان مرجعه وسنده الكتاب والسنه لم يعتمد في كتابه على ما سمعه وانما على ما لاحظه بنفسه وما راه..

واذا كان المؤلفون للكتب في التراث قد ذهبوا الى الادب والشعر وتباروا في ذلك فان الامير ذهب الى القران والسنة لياخذ بالحب الالهي وتجلياته من منطلقات بحثية وصوفية عميقة..فكان له السبق الذي لم يحققه سابقوه والذي سيعجب به لاحقوه فقد ادرك مالم يدركه الكثير من الاوائل واكتسب شجاعة من لم يسجلوا شجاعة في مثل هذا التأليف بعد..

والحب عند المؤلف الامير غازي درجات وهو اشد لدى المؤمنين لقوله تعالى «والذين امنوا اشد حبا لله «(سورة البقرة 2_165) وقد وقف علماء الامة عند الكتاب واطروه وذكروا فضله ومحاسنه وقيمته العلمية وتركوا في ذلك اراءهم فقد قال عنه مفتي سوريا فضيلة الشيخ الدكتور احمد بدر الدين حسون انه «الارسخ في القلب والاقرب الى الفكر والاكمل في التأثير «..وقال عنه مفتي الديار المصرية الشيخ د.علي جمعة «لقد اجاد الامير وافاد «ووصفه رئيس علماء البوسنة والهوسك بقوله «هو رسالة لا مثيل لها في الماضي «اما مفتي المملكة الشيخ نوح سلمان فقال «لم يسبق اليها ولم تخالف ثوابت العقيدة الاسلامية « اما العلامه سعيد البوطي عميد كلية الشريعة في دمشق فقال «اهنئك بالحب الذي دعاك الى ما كتبت فقد اتخذته دليلا الى معرفة الله والكون « اما رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ عبدالله بن محفوظ فقال :انه رحلة في اعماق النفس.. انه عمل نافع «.. اما سماحة اية الله الداماد فقد قال «في هذه الاطروحة للدكتوراه تصدى الامير لهذه المهمه بكل نجاح وجداره واضاف معطى قيما الى تراث الادب الاسلامي»..

اما فضيلة الشيخ الحبيب عمر بن محمد من اليمن فقال «هذا الكتاب احتوى على وجه من اوجه الخطاب الرباني الذي تحتاجه الامة في هذا العقد» اما الداعية عمرو خالد فقال «انه اضافة هامة للفكر الاسلامي في الواقع المعاصر» ومن باكستان فضيلة الشيخ محمد تقى العثماني فقال «انه تأليف مبتكر باسلوب بديع رائع..

ومن المغرب العلامه طه عبد الرحمن قال عن اطروحة الدكتوراة للامير غازي «ان هذه الرساله فضلها في كونها اقتحمت مجال الموضوعات القرانية الفلسفية المسكوت عنها «..اما مفتي المملكة السابق الشيخ سعيد الحجاوي فقال «ادعو كل مؤمن بل كل انسان لقراءة هذه الرسالة لانها تهمه وتفيده حقا «..

اما الشيخ عبد المقصود حامد استاذ العقيدة والفلسفة في الازهر فقال عنها «سد الامير بها ثغره في المكتبة الاسلامية» اما الاستاذ الدكتور كامل العجلوني فقال عن كتاب الامير غازي..

«انه الاول من نوعه فريد في اسلوبه ومنهجيته ودقيق في تفاصيله ملتزم بفكره يجب ان يكون مرجعا لكل دارس على المستوى الجامعي والبحثي « اما صاحب الرسالة «الدكتوراة «من الازهر الامير غازي فقال «لنا في هذه الرساله خمسة اهداف «سردها بالتتابع وجعل كتابه في خمسة ابواب الاول :الحب الالهي والثاني حب الرسول والثالث حب الانسان اما الرابع فهو انواع الحب والخامس جعله عن المحبوب (الجمال واللقاء والرضوان)..

واذا كان الباحثون قد صنفوا هذا الكتاب في باب التراث الادبي الاسلامي المميز فانه أجدر ان يصنف ايضا في باب الادب او الفكر الصوفي النظيف اما الخلاصة والاستنتاج فقد جاءا ليضيئا هذا الكتاب ويقدما عصارة لثمرة وتلخيصا عميقا لابوابه..

هذه الرسالة ستبقى خالدة خلود الحب في القران واهله وستبقى تشير الى دور الامير الشاب الذي اخذ الى نفسه هذا الحمل لينهض به مع كل من احبوا الله ومن التقوا على حبه فله عن المحبين خير جزاء..