د.رنده فؤاد خصاونه - قال تعالى : « فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ « (الرحمن: 68) أخرج الله تعالى ( الرمان ) من الفاكهة، لأنه ذكر الفاكهة، وبعدها ذكر الرمان، وبهذا يكون للرمان أمر آخر . وقد قيل في هذه الآية رأيان : الأول: ( النخل والرمان ) مغايران للفاكهة. أي: من غيرهما. والعطف من باب عطف المتغايرات. وبيان ذلك: أن ( الفاكهة ) ثمرُها مخلصٌ للتفكُّه. أما ( النخل ) فثمرُه فاكهة وطعام. وأن ( الرمان ) ثمرُه فاكهة ودواء، فلم يخلصا للتفكه. ومن هنا تغايرا مع الفاكهة، فجاز عطفهما عليها. والثاني :( النخل والرمان ) من الفاكهة. والعطف من باب عطف الجزئي على الكلي. وإنما عطفا على ( الفاكهة )، اختصاصًا لهما، وبيانًا لفضلهما. قال الزمخشري:«كأنهما - لما لهما من المزية - جنسان آخران » . وقال صاحب كتاب ( القرآن وإعجازه العلمي ) في هذه الآية:« يثبت العلم أن أكثر الطعام فائدة للإنسان الفاكهة بأنواعها المختلفة، فقد جمع سبحانه فيها من الغذاء والدواء ما جعلها مكتملة العناصر اللازمة لصحة الأبدان، وقد خص الله العليم الخبير بما خلق بعض أنواع الفاكهة التي ذكرها في هذه الآية بأنها ذات فائدة غذائية أكثر من غيرها، وهذه هي ( النخل والرمان ). أما ( النخل ) فقد دلت التحاليل الكيميائية على أن التمر يحتوي على نسبة مرتفعة من السكريات ( 76 تقريباً )، ويستفيد الجسم من التمر في إنتاج طاقة عالية وسعر حراري كبير، علاوة على ما يحتوي عليه من عناصر الكالسيوم والحديد والفسفور وكميات من الفيتامينات الواقية من مرض البلاجرا، مما يجعل التمر غذاء كاملاً. وأما ( الرمان ) فيحتوي لبه وعصيره على نسبة مرتفعة من حمض الليمونيك الذي يساعد بتأثيره على تقليل أثر الحموضة في البول والدم، مما يكون سببًا في تجنب مرض النقرس، وتكوين حصى الكلى، كما أن عصير الرمان به نسبة لا بأس بها من السكريات السهلة الاحتراق والمولدة للطاقة، كما أن به مادة عفصية قابضة تقي الأمعاء مما يصيبها من إسهال، كما أن قشور سيقان أشجار الرمان تستخدم في القضاء على الدودة الشريطية ».
آيات علمية في القرآن ..
12:00 27-2-2013
آخر تعديل :
الأربعاء
آيات علمية في القرآن ..
مواضيع ذات صلة