الصيدلي ابراهيم علي ابورمان - تدخين الارجيلة اصبح في هذه الايام موضة عصرية يتبناها الرجال والنساء على حد سواء وتنتشر المقاهي التي تقدم لمرتاديها الارجيلة مع اختلاف درجاتها السياحية والعادية، وتوجد في البيوت ايضا حيث لا يمانع الاب من ان تشاركه زوجته وابناؤه في تدخين الارجيلة.
الارجيلة مثلها مثل الدخان اضرارها متعددة بل تفوق الارجيلة اضرار السجائر العادية وذلك مثبت بالدراسات العلمية الموثقة وهي مختلفة نذكر منها ما له علاقة بالشخص نفسه والاخرين الذين قد يتشاركون في استعمال الارجيلة.
الارجيلة ناقلة للامراض المعدية
من الملاحظ ان للجو العام الذي يرافق تدخين الارجيلة كما ان اكثر من شخص يستخدم الارجيلة في نفس الوقت وان بربيش الارجيلة ينتقل بين فم شخص الى اخر دون مراعاة ان ذلك قد يشكل خطرا على صحته وصحة الاخرين، وحتى ان المقاهي التي تقدم الارجيلة نادرا ما تقوم بتبديل بربيش الارجيلة ويبقى يستخدم لفترة قد تزيد عن اسبوع ، بالاضافة الى ان البرابيش لا تعقم ولا تنظف مما يجعلها بيئة مثالية لنمو العفن والبكتيريا وقد يلاحظ ذلك من يستخدمها لاول مرة، الا ان مدخني الارجيلة لا ينتبهون لان رائحة المعسل تطغى عليها فلا يوليها اي اهتمام مع انها قد تكون مصدرا لكثير من الامراض المعدية، مما يعني ان هناك مجال لانتقال الأمراض المعدية عن طريق اللعاب، بداية من الرشح والانفلونزا والامراض التنفسية الفيروسية الاخرى كانفلونزا الطيور والخنازير ، ومروراً بمرض القوباء الجنسي.
مرض السل ينتشر عن طريق الارجيلة
في الوقت الذي يؤكد فيه أطباء ومسؤولون أن تدخين الأرجيلة المشترك ينقل أمراض السل والكبد الوبائي فإن رواد المقاهي لتدخين الارجيلة يجهلون حجم المخاطر التي قد تسببها الأرجيلة.
إحصائيات وزارة الصحة الأردنية تؤكد ارتفاع نسبة تدخين الأرجيلة من 6% - 22% في غضون أربعة أعوام.
شملت الفئة العمرية من 13 الى 15 سنة من طلبة المدارس البالغ عددهم حوالي 1.5 مليون طالب، ويشكلون ما نسبته خمس سكان المملكة.
ووجدت الدراسة ارتفاعا في نسبة مدخني الأرجيلة لدى هذه الفئة التي توزعت بنسبة 27.3% على الذكور و16.7% على الإناث.
تدخين الأرجيلة باتت عادة مقبولة اجتماعيا من الرجال والنساء، وكما ان توفرها في أماكن عديدة سياحية يسهم في زيادة أعداد المدخنين كنوع من الرفاهية، كما ان الأرجيلة موجودة بنسبة عالية في البيوت ، حتى أنها من العادات المقبولة اجتماعيا وتدخينها اصبح له ألفة اجتماعية وتجد العائلة بأكملها تدخن من نفس الارجيلة .
دراسات عالمية
الخطر في موضوعنا هذا هو ظهور دراسات عالمية تم اجراؤها تؤكد أن «جرثومة السل تعيش في بربيش الأرجيلة»، واللافت هنا إلى أن مادة القطران والأوساخ التي تترسخ في «البربيش»بيئة مثالية لكي تنمو وتعيش بداخله الجراثيم بأنواعها لتنقل العدوى بين الناس.
كما أن الجراثيم تنتقل من خلال الاستخدام المتكرر للبربيش من أشخاص عديدين، وهي وسيلة جيدة لانتقال المرض بكل سهولة عدا عن الأمراض المعدية الأخرى التي تنتقل بالطريقة نفسها ومنها مرض السل الذي عاد إلى الانتشار مجددا عن طريق الأرجيلة، بعدما كان قد بدأ بالاندثار .
بالاضافة أن الأرجيلة نفسها تحمل العديد من الأوساخ بالاضافة الى وجود أضرارا عديدة أخرى مثل الانتفاخ الرئوي، وسرطان الفم والشفة.
وبحسب دراسة أجريت في الجامعة الأردنية فإن «الرأس الواحد من الأرجيلة يعادل ما بين 40-60 سيجارة»، إضافة إلى أن المعسل المستخدم عبارة عن «فواكه متعفنة» تؤخذ زيوتها، وعند حرقها تسبب أضرارا كبيرة بالاضافة إلى أن البرابيش لا يتم تنظيفها على الوجه المطلوب ناهيك عن التعقيم فمقاه تدخين الارجيلة تعمل من الناحية النظريةعلى تنظيفها بشكل اسبوعي وهذا لا يكفي للقضاء على الجراثيم وفي خالة وجود طلب على الارجيلة تقدم بدون تنظيف ويمكن بسهولة ملاحظة هذا الامر بمراقبة السلوك المتبع في تقديم الارجيلة.
ظاهرة انتشار الأرجيلة بين الناس والهوس الشديد بها، اسباب تؤدي إلى زيادة نسب الإصابة بمرض السل بشكل كبير وتنشيط العدوى ويمكن لجرثومة المرض أن تعيش في بربيش الأرجيلة لشهور وسنين .
الجرثومة تدخل إلى الجهاز التنفسي أو المعدة والأمعاء وكما ان أجواء الضباب من دخان الأراجيل في المقاهي والاكتظاظ الكبير، والرذاذ الذي يخرج من الفم، كلها عوامل محفزة وبيئة مناسبة لتواجد جرثومة مرض السل بالاضافة الى أن تدخين الأرجيلة يعمل على اضعاف جهاز المناعة والخلايا في الجهاز التنفسي، ويقلل من مناعة الغشاء المخاطي لهذا يكون هذا عاملا مساعدا في دخول الجرثومة إلى الجسم.وما يعتقد البعض بان المبسم الذي يوضع البربيش يمنع انتقال الأمراض هو ظن خاطئ لان المشكلة تكمن في الأرجيلة وجميع مكوناتها وليس في البربيش فقط. وكما أن الأرجيلة باتت تسبب أمراضا خطيرة ومعدية، من خلال التبغ المستخدم والمواد الملونة والنكهات المختلفة ومادة الجليسرين المسرطنة، وبربيش الأرجيلة الناقل للأمراض المعدية، بحسب دراسات عالمية وبناء على دراسات حديثة أجريت في مصر أثبتت أن جرثومة السل تعيش داخل الأرجيلة.
بعض المطاعم الراقية في عمان في سبيل حل المشكلة تستخدم أنواعا معينة من البرابيش تستخدم لمرة واحدة فقط، ويتم التخلص منها بعد انتهاء الزبون من تدخين الأرجيلة.
الارجيلة تفوق السجائر في اضراها
الارجيلة تضر بالصحة مثل دخان التبغ، الدراسات تخلص إلى أن دخان النارجيلة يسبب سرطان الرئة مثله مثل دخان السجائر كل دورة للنارجيلة (بالعامية نفس) يدوم عادة أكثر من 40 دقيقة، ويتكون من 50 - 200 استنشاق, وكل استنشاق هو 0،15 - 0،50 ليتر من الدخان. في جلسة التدخين التي تستمر لمدة ساعة من الشيشة. إن التدخين في جلسة من 45 دقيقة تؤدي لأن يستنشق المدخن 1،7 مرة من النيكوتين من سيجارة واحدة. كما أن استخدام الماء لتصفية الدخان لا يزيل جميع المواد الكيميائية الضارة.كما ان تدخينها لفترة تتراوح بين 30 و60 دقيقة يعادل علبة من السجائر , وذلك بسبب هذه الكمية الكبيرة من التبغ النقي
وهذا مخالف لما يعتقد به البعض من ان الماء يمتص السموم وهذا صحيح الى حد ما اذا كانت السموم تذوب في الماء , لكن النيكوتين لا يذوب في الماء كما انه يحتوي على مواد مسببة للسرطان .
و من خلال مقارنة مدخن السيجارة بالمدخن الارجيلة مدخني الارجيلة يتعرضون لكميات اكبر من النيكوتين واول اكسيد الكربون بالاضافة الى سموم اخرى تكون موجودة في السجائر.
وكما ذكرت دراسة قام بها باحثون بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة أشارت إلى وجود كميه كبيرة من التبغ والقطران في مادة المعسل إضافة للأصباغ والنكهات والمواد الكيميائية المخمرة التي تعطي المعسل بعض الروائح، ما جعل ضرر تدخين رأس واحد من الارجيلة يتجاوز أكثر من 20 إلى 30 مرة ما يوجد في السيجارة الواحدة.
وفي دراسة أجريت في كلية الطب في الجامعة الأردنية في عمان، تبين بأن نسبة تركيز النيكوتين والكوتينين أحد المواد التي ينتجها النيكوتين في الجسم تصل إلى مستويات عالية بعد تدخين النرجيلة، مما يؤكد على أن النرجيلة تتسبب في أضرار جسيمة .
دراسة أخرى أجريت في أحد المراكز الطبية في الباكستان تؤكد على أن المدخنين يستنشقون أول أكسيد الكربون Co وهو غاز سام يؤثر على عملية تزويد أجهزة الجسم المختلفة بالأكسجين، ويؤثر سلبا على لياقة الجسم ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب ولم يلاحظ الباحثون أي فرق في كمية أول أكسيد الكربون بين النرجيلة المزودة بفلتر وتلك التي لا يتوفر فيها فلتر إلا أنه تبين بأن النرجيلة ذات الحجم الصغير هي أكثر خطورة من النرجيلة الكبيرة، وذلك لان الدخان يتركز بشكل أكبر في النرجيلة صغيرة الحجم ,والنتيجة التي توصل إليها الباحثون هي أن خطر استنشاق أول أكسيد الكربون الناتج عن النرجيلة هو نفس الخطر الناتج عن تدخين السجائر .
تدخين النرجيلة يتسبب بنفس الأضرار التي يتسبب بها تدخين السجائر من المتعارف عليه بأن دخان التبغ يحتوي على مواد سامة تؤدي إلى الإصابة بأمراض السرطان المختلفة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الرئة المزمنة، ويؤثر سلبا على القدرة الجسمية والجنسية، ويؤدي إلى الترهل المبكر للجلد، وغيرها وكما هو معروف، فان التبغ يحترق في الارجيلة أيضا مسببًا أضراراً صحيّة جمّة وقد بينت الأبحاث بأن تدخين الارجيلة يزيد من خطر الإصابة بسرطان الشفاه وبسرطان الفم، وسرطان المسالك البولية عند المدخنين ومن بينهم مدخني الارجيلة.
الارجيلة وسيلة للادمان
كما أن هناك سوء استخدام للارجيلة حيث يعمد البعض الى اضافة مواد أخرى مضرة بالصحة، مثل المخدرات وهذا منتشر في مصر.
وبعضهم الآخر يستبدل الماء الموجود في القارورة بالكحول المسكرة التي من شأنها أن تزيد من تأثيرها السلبي على الجسم هذا الأمر يعتبر خطيرا جدا عندما لا يكون للشخص المدخن سيطرة على المواد التي تضاف للنرجيلة حتى أنه يجهل ما هي المادة التي قام باستنشاقها داخل جسمه، والتي قد تتسبب في فقدانه للوعي في بعض الحالات
الارجيلة والسرطان
نشرت دراسة عن الارجيلة والسرطان في باكستان في 2008، وكان هدفها «العثور على مستويات المستضدات السرطانية بالدم لدى المدخنين النارجيلة فقط دون سواها، أي أولئك الذين يدخنون الارجيلة فقط كانت المستويات لدى هذه المجموعة أقل بالمقارنة مع مدخني السجائر, على الرغم من أن الفارق لم يكن ذو دلالة إحصائية بين مدخن الارجيلةوغير المدخن. واستنتجت الدراسة أيضاً أن من يكثر من تدخين الارجيلة يرفع بشكل كبير من مستويات المستضدات السرطانية وهذا يعني ان الارجيلة تسبب سرطان الرئة بنسبة اكبر من السجائر العادية.
الارجيلة والامراض الجلدية
وهنالك أيضا ظاهرة أمراض الجلد ومنها ما يطلق عليه اسم أكزيما مدخني الارجيلة، والتي تظهر على الأصابع التي يمسك بها المدخن أنبوب الارجيلة وكما ذكر فإن تبغ الارجيلة يحتوي على مادة النيكوتين التي تؤدي إلى الإدمان إن تعرض الجسم للمواد المضرة عند تدخين النرجيلة يدوم فترة طويلة، وذلك بسبب أن تدخين نفس ارجيلة واحد قد يستمر 45 دقيقة وربما أكثر.
تدخين النرجيلة يؤثر على الجنين
إن انخفاض وزن المولود عند الولادة له تأثيراته السلبية على وضعه الصحي وتطوره السليم وفي دراسة أجريت على النساء الحوامل في لبنان، تبين بأن تدخين النرجيلة له تأثير سلبي على وزن المولود، مثله مثل التدخين العادي وتبين كذلك بأن خطر ولادة طفل ناقص الوزن هي أكبر لدي النساء الحوامل المدخنات منه عند النساء غير المدخنات ويزداد التأثير بشكل ملموس عند النساء اللواتي بدأن بتدخين النرجيلة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل وتبين أيضا بأن تأثير تدخين النرجيلة على المولود يمتد إلى مرحلة ما بعد الولادة ويؤدي إلى إصابته بضيق في التنفس.
نصيحة عامة
وفي الختام لا بد من مراقبة المقاهي السياحية التي تقدم الارجيلة والتاكد من اتباعها لشروط النظافة العامة وبخاصة في اجزاء الارجيلة والتاكد من نظافتها باستمرار وخلو البربيش من المواد الصلبة والسائلة على حد سواء ولا يكفي مجرد تغيير البربيش بان تصبح الارجيلة نظيفة ويجب التاكد من المعسل الذي بدوره يمكن ان يكون مصدرا للعدوى وبخاصة انه عبارة عن تبغ مخمر وفواكه متعفنة وهذا يعني انه غني بالفطريات التي تسبب الكثير من الامراض وبخاصة انه يمكن ملاحظة ان النسبة العالية من الاصابة تكون بالتهابات الرئة الجرثومية المنشا عند مدخني الارجيلة كالتهاب القصبات الهوائية مما يعني ان المصابين بضيق التنفس ومرضى الربو يجب ان لا يدخنوا الارجيلة.