خبراء: الإقبال على الطاقة النووية يتراجع مقابل الطاقة المتجددة

خبراء: الإقبال على الطاقة النووية يتراجع مقابل الطاقة المتجددة

عمان - طارق الحميدي - اكد خبراء في الطاقة النووية أن الطلب على الطاقة النووية أخذ بالتراجع منذ بداية التسعينيات إلا أنه أخذ بالركود بعد كارثة تفجير المفاعل النووي في فوكوشيما في اليابان .وقالوا خلال يوم علمي اقامته نقابة المهندسين بالتعاون مع جمعية حفظ الطاقة واستدامة البيئة بعنوان «ماذا تعلمنا من كارثة فوكوشيما» أن الطاقة النووية لم تعد الخيار الافضل خاصة مع تقدم العلوم التكنولوجيه المتعلقة بالطاقة المتجدده.وأكدوا أن كارثة فوكوشيما شكلت منعطفا مهما في الطلب على الطاقة النووية حيث أخذت الكثير من الدول بالتراجع عن طلب الطاقة النووية والاتجاه نحو الاقة الصديقة للبيئة.وبدوره وقال نقيب المهندسين عبدالله عبيدات ان الهدف من اليوم العلمي ليس مناقشة احدى اكبر الكوارث التي شهدها شرق اليابان من جراء الزلزال المدمر الذي ضرب مدينة فوكوشيما وما الحقه من ضرر بمفاعلاتها النووية فحسب بل ايضا محاولة الاستفادة من تلك الحادثة في مجال التخطيط لادارة المخاطر والتوصل الى توصيات يتم ايصالها للجهات المعنية من اجل تجنيب وطننا كوارث مشابهة.واثنى عبيدات خلال افتتاح اليوم العلمي على جهود شعبة المناجم والتعدين في النقابة وعلى ماقدمه الخبراء من اليابان وبريطانيا من معلومات وخبرات اثروا من خلالها اليوم العلمي.ومن جانبه قال رئيس الشعبة المهندس سمير الشيخ ان اليوم العلمي عقد بالتنسيق مع جمعية حفظ الطاقة واستدامة البيئة وهو ليس الاول من نوعه الذي يتم من خلاله مناقشة الاراء والافكار المتعددة لما فيه مصلحة الوطن والمواطن.واضاف انه نظرا لعدم قناعة البعض بمختصينا وخبرائنا تم استضافة خبراء اجانب لنستمع الى ارائهم وخبراتهم في موضوع الطاقة النووية الذي يعد اكبر واهم مصدر مصدر للطاقة في العالم والاكثر كلفة وخطورة.واشار الى ان الدراسات والتقنيات التكنولوجية العالية التي يحتاجها الاعتماد على الطاقة النووية في بلدنا لازالت غير متوفرة، والى انه سبق للشعبة ان عقدت ورش حول موضوع الطاقة النووية ورفعت توصياتها الى الجهات المسؤولة والتي اكدت اننا نملك العديد من البدائل ابتداء بالطاقة الشمسية والرياح وانتهاء بالصخر الزيتي والمياه الحارة.ومن جانبه قال المفوض السابق لدورة الوقود النووي في ‏هيئة الطاقة ‏الذرية الأردنية،الدكتور نضال الزعبي أن كميات اليورانيوم الموجودة في الاردن غير تجارية ولا يمكن أن يعول عليها من أجل دعم المشروع النووي.وأكد الدكتور الزعبي في بداية اللقاء أن شركة اريفا الفرنسية غادرت الاردن لعدم وجود اليورانيوم بكميات مجدية وهو ما كان معروفا من البداية لكل الخبراء المحايدين.وبين الدكتور الزعبي أن هناك تخبطا في البرنامج النووي الاردني وعدم وضوح في الرؤيا.بدوره قال رئيس جمعية حفظ الطاقة واستدامة البيئة الدكتور ايوب ابو ديه أن المشروع النووي الذي اوصى مجلس النواب السابق بوقف العمل فيه يجب أن ينفذ هذا القرار.وبين الدكتور أبو ديه أن دولا مثل اليابان والاتحاد السوفياتي سابقا والولايات المتحده الامريكيةو ذاقت الويلات منه ويجب علينا ان نتعلم منها ونأخذ الدروس والعبر من تجاربها.ومن جانبه اشار رئيس جمعية حفظ الطاقة واستدامة البيئة الدكتور ايوب ابودية ان اليوم العلمي يصادف الاحتفال الذي خصصته الامم المتحدة للحد من تلويث البيئة خلال الحروب والنزاعات المسلحة، واليوم العالمي لمواجهة اسلحة اليورانيوم المستنفذ.وقال اننا نتطلع ان تقوم نقابة المهندسين بدورها المعهود في الوقوف بحزم تجاه المشروع النووي ومساءلته لعدم استجابته لقرار البرلمان في ايار الماضي بوقف المشروع لغاية الانتهاء من دراسة الجدوى الاقتصادية وتقييم الاثار البيئية.وشدد الناشط في اللجنة الشعبية المناهضة للمشروع النووي الدكتور باسل برقان أن المشروع النووي يستهلك مياها للتبريد أكثر مما يستهلكه المواطنون للشرب مبينا أن ما يوفره المشروع للشرب يكون قد استهلك أعلى منه للتبريد.وشارك في اليوم العلمي الدكتور ستيفن توماس الخبير في سياسات الطاقة واقتصادياتها والبرفسور في جامعة غرينتش في لندن والذي تحدث عن تجاربه في اقتصاديات المفاعلات النووية حول العالم ورؤيته لآفاق المشروع النووي الاردني، والباحثة اليابانية ماريكو كوماتسو والتي تجري دراسة دكتوراة في جامعة هيروشيما بعنوان «اعادة بناء التركيبة الاجتماعية بعد كارثة فوكوشيما» والتي تحدثت عن معاناة الاسر اليابانية التي عاشت في دائرة نصف قطرها 30 كيلوا مترا حول المفاعلات التي انفجرت وانصهرت واطلقت عناصر مشعة الامر الذي استدعى تهجير مئات الالاف من سكانها لعشرات السنين.كما تحدث في اليوم العلمي مؤلف الموسيقى واتارو اواتا الذي رصد تقرير الحكومة اليابانية وشركة الكهرباء تجاه السكان وكيفية استقبالهم للصدمة، والذي عمل على مراقبة شدة الاشعاعات ويقدم المعلومات للسكان لحماية انفسهم.