عمان - طارق الحميدي-مع دخول فصل الشتاء سنويا تبرز من جديد ظاهرة الاعتداء على الغابات من خلال التحطيب الجائر بغية توفير المواد الاولية لمدافئ الحطب.
وبحسب خبراء وسكان محليين في مناطق تكثر فيها الاعتداءات مثل جرش وعجلون فإن هذه الاعتداءات غالبا ما تكون من بعض التجار الذين يقصدون الربح السريع الذي يخالف القانون ولا يهتم لما سواه سواء من ثروات الوطن الحرجية والتي لا يمتلك أحد الحق في التصرف بها بموجب قانون الزراعه (44).
وأكدوا أنه يجب على الجهات المعنية أن تشدد المراقبة على مثل هذه التصرفات حماية للثروة الحرجية التي أخذت بالتناقص مؤخرا حتى وصلت في الاردن نسبة المناطق الحرجية إلى قرابة (0.8%) من المساحة الكلية للمملكة.
وأكدت وزارة البيئة وعلى لسان وزيرها نايف الفايز أن الوزارة ستتخذ كافة الاجراءات لحماية الغابات وستعمل بالتشارك مع كافة الجهات المعنية على ايقاع اقصى العقوبات لمن تسول له نفسه الاعتداء على ثروة الوطن.
وحذر الفايز في تصريح صحفي من الإعتداء على الثروة الحرجية في المملكة لغايات التحطيب قائلا «نحن أعتاب فصل الشتاء ، وان الوزارة بالتعاون مع وزارة الزراعة والادارة الملكية لحماية البيئة ( الشرطة البيئية ) قد أعدت برنامجاً للرقابة على المناطق الحرجية في محافظات البلقاء وعجلون وجرش للحد من الاعتداء على الثروة الحرجية من خلال تيسير دوريات محمولة وراجلة».
وقال الفايز اننا معنيين بالحفاظ على هذه الثروة الوطنية لاعتبارات بيئية وسياحية وصحية ، معتبراً انها ثروة تهم كل مواطن في هذا البلد خاصةً وانها محدودة اصلا ولا تزيد عن 1% ، معتبراً أنها ثروة تهم كل مواطن في هذا البلد ومن الصعب تعويضها .
وأوضح الفايز بأنه من غير المقبول السكوت على أعمال التحطيب التي يمارسها البعض لغايات الاتجار بالأخشاب وإستخدامها للتدفئة تحت ذرائع إرتفاع أسعار الوقود، مذكراً بأن القوانين ذات الصلة تحضر الاعتداء على الأشجار الحرجية او الاتجار بها وترتب عقوبات تصل حد الحبس إضافة الى الغرامات المالية التي تتراوح بين 100- 300 دينار .
ودعا الفايز المواطنين الى ضرورة ابلاغ الجهات المختصة عن اية إعتداءات على الاشجار الحرجية ليتسنى لها اتخاذ الاجراءات اللازمة بحق المخالفين – خاصة وأننا اصبحنا نعيش خلال السنوات القليلة الماضية واقع التجارة المنظمة لتحطيب الأشجار الحرجية لتجار امتهنوا التحطيب من خارج المنطقة لتحطيب الأشجار الحرجية بإستخدام وسائل متطورة « مناشير كاتمة للصوت «.
وقال مدير عام الجمعية الملكية لحماية الطبيعه يحيى خالد في تصريح للرأي أن الغابات في العالم مسؤولة عن استدامة الانظمه البيئية وحماية الطبيعه والتنوع الحيوي وأن قتلها بهذا الشكل يسبب ضررا بالغا لا يمكن حصر اضراره.
وأضاف خالد أن الثروة الحرجية تتعرض للاعتداءات بشكل متكرر سنويا مؤكدا أنه يجب أن يتم تغليظ القوانين وتطبيقها على المعتدين من أجل ضمان عدم تكرار هذه الحوادث.
وبين أن معظم حالات الاعتداءات وبحسب ارقام الجمعية ومن خلال التصاقها بالمجتمعات المحلية تتأتى من تجار كبار يأتون من خارج تلك المناطق للاعتداء على الثروات الحرجية بذريعة ارتفاع اسعار المحروقات وتوفير البدائل الاقل ثمنا.
