الصداقة كلمة صغيرة في كتابتها وكبيرة في معانيها.. وهي عملة نادره وأروع وأقوى الروابط الأنسانية بين بني البشر أن وجدت.. بكل معاني الحب والوفاء والأخلاص والأمانه والصدق والمروءة والكرم والتعاون.. الصداقة هي علاقة محبة متبادلة بين الأنا والغير، أساسها حالة وجودية وسط.. بين الكمال المطلق والنقص المطلق يكونان في حالة اكتفاء ذاتي بين الخير الأقصى والشر الأقصى. أما الشر والنقص المطلقين فتنتفي معهما إمكانية طلب الكمال. إن الصديق عند أفلاطون هو من يتصف بقدر كاف من الخير والطيبة ويسعى إلى كمال أسمى وأعلى، وقدر قليل من من النقص أو الشر قد يحول دون تحقيق ذلك.أما أرسطو اعتبر الصداقة تقسم الى ثلاتة أقسام وهي صداقة المنفعة..صداقة المتعة.. صداقة الفضيلة ، الصنف الأول والثاني متغيران متبدلان يزولان بزوال المنفعة والمتعة، ولذلك لا يستحقان اسم الصداقة إلا مجازا. الصداقة الحقيقية هي صداقة الفضيلة لأنها تقوم على محبة الخير والجمال لذاتهما أولا ثم للأصدقاء ثانيا، ولذلك فهي تدوم وتبقى.. وفي هذه الصداقة تتحقق المتعة والمنفعة أيضا ولكن ليس كغايتين بل كنتيجة للخير والجمال في ذاتهما، كما أن هذا النوع من الصداقة يكون نادرا. وفي جميع الأحوال فإن الصداقة في رأي أرسطو ضرورية للحياة البشرية المشتركة، ولو أمكن قيام الصداقة الحقة، صداقة الفضيلة لما احتاج الناس للعدالة والقانون وهي صداقة للمفاهيم والأفكار التي تنتج معرفة بالوجود الانساني.. فهي جزء من نظام العلاقات والتعامل بين بني البشر مبنية على الديمقراطية..العدالة.. المساواة.. والمواطنة إن فلسفة اليوم لتتجه بقوة إلى حماية الذات عن الموضوع قدرما تستطيع. ربما كانت النسبية الفلسفية درعا لهما وباعادة الاعتبار إلى الذات أصبح الانسان أكثر نضجا في النظر إلى الوجود. ويبقى للصداقة كما تتجلى فى تاريخ الفكر العربى خصوصية لم تقاربها دراسات تليق بما هو متراكم من مشاهدها ومواقفها، وللصداقة مواطن مفصلية فى تاريخ تلك الحضارة لتبقى كحالة وجدانية سامية تبحث عن المخلصين في كل زمان ومكان ، الافراط في الانسانية جعل إرث الصداقة ينفي كل امكانية الاختلاف في الرؤى والتوجهات وقوى الأحاسيس والأفكار بين الأصدقاء. إن الكثير من الناس الأن يفخرون من كثرة الأصدقاء و لو علموا الحق لما فاخروا بهم لأن الصديق ليس بكثرة العدد.. يجب اختبارهم بالخير والطيبة و والمواقف والشدائد والصدق ... لأن الصديق وقت الضيق وأيام المحن.. والصداقة لا تقوم بين الافراد والاشخاص فقط بل تقوم بين الامم والشعوب والدول والمنظمات والمدن ، والصداقة هي احدى الحاجات الضرورية للحياة لانه لا يقدر ان يعيش احد بلا اصدقاء مهما توفرت له الخيرات فالأصدقاء هم الملاذ الذي نلجأ اليه وقت الشدة والضيق ، لذا يجب علينا أن نحسن اختيار الصديق لان الصديق مرآة لصديقه ، فيجب علينا اختيار الصديق المتأدب بالأخلاق والملتزم بالسلوك الحسن والجميل،لأننا إذا لم نحسن اختيار الصديق انقلبت الصداقة إلى عداوة. الصداقة في الطفولة تأتي بلا اختيار أو جهد وفي الكبر هي اختيار وحرية كما أن الكبار لهم صداقات صغيرة والصغار لهم صداقات كبيرة وما أجمل أن يكون لك صديق خالص الصداقة تستحم على شواطئه همومك ومشاعرك وأحاسيسك فالطريق لا يطول أبدا متى ما وجد الإنسان الصحبة الطيبة والصداقة الدافئه ، إن الرابطة بين أصدقاء الماضي عادة ما تكون أقوى من الأصدقاء الجدد ، صديق كل امرئ عقله (افلاطون) الحياة محبة والصداقة هي أجمل لحن عرفه اللسان وصدقته الأيام والصداقة كالمظلة كلما أشتد المطر كلما ازدادت الحاجة اليها.. samira-fakhoury@hotmail
