نطلق جزافا كلمه بيروقراطيه على الاشياء وكأنها الروتين الممل، الاجراءات المقيته ، التعقيدات المكتبيه ، التسلط ، العرقله، الاخطاء ... دون النظر للاشخاص انفسهم وكأن البيروقراطيه هي التي تمارس نفسها في الوقت الذي لا يمكن تطبيقها سلبا او ايجابا ،الا من قبل اشخاص، اما انهم بيروقراطين حقا ،او يدعون البيروقراطيه. من ظن ان البيروقراطيه عكس الديمقراطيه فأنه سطحي النظرة ، هامشي المعرفه .. لانه احيانا تكون الديمقراطيه اكثر قسوه وقوه من البيروقراطيه على الديمقراطي نفسه .
المشكله ليست في البيروقراطيه ذاتها ، ولكن في من يمارسها على هواه ، فالسلطه من خلف الموقع «المكتب» ستمارس فأن كانت سلطة جيده عززت البيروقراطيه واثبتت انها الشورى والمشاركه الجماعيه بروح النظام وانها الالتزام .. عندها سينظر لها على انها الجو المنظم واحترام الادارات القائمه بواجباتها
والمؤديه التزاماتها .. والا كيف ستكون المحاكم والمدارس والمستشفيات والمؤسسات وبالتالي الدوله دونها ، فالمشكله لا تكمن بالمفهوم ولكن في كيفيه تطبيقه .
بيرو «مكتب « بالفرنسيه .. قراطيه «سلطه « بالاغريقيه .. واصبحت بيروقراطيه اي سلطه المكتب ثم تترجم بالعربيه بالدواوينيه .. انا ارفض مثل هذه
الترجمات .. لاني ممكن ان اكون بيروقراطيه ايجابيه ، لكني لا يمكن ان اكون دواوينيه .
واتمنى اذا كانت المجتمعات المنظمه هي البيروقراطيه ان نكون واحد منها ، فهي بنهايه المطاف ليست تهمة ولا عرقله لمن فهم معناها واتبع اصولها . ليس العيب في البيروقراطيه ولكن العيب في البيروقراطيين ، ولو عشنا البيروقراطيه الحقه لصارت اماً للديمقراطيه ..!!
[email protected]