قلوبنا يعتصرها الالم والغضب امام ما يجري على ارض غزة هاشم من مذابح تقترفها اسرائيل امام سمع وبصر العالم كله.. وهي جرائم لن تمر وستدفع اسرائيل ثمنها وسيلحق بها العار ما عاشت.
اليوم والمؤامرة تنسج خيوطها بمزيد من القتل والذبح كي تفضي لهروب اسرائيل من استحقاقات اقامة الدولة الفلسطينية التي اجمع العالم على قيامها وتمكينها لتكون قابلة للحياة. فان المطلوب استمرار العمل ومواصلته والوعي عليه حتى لا تغرق اسرائيل مشروع الدولة الفلسطينية بدماء اطفال غزة وتحت ركام البيوت التي يجري هدمها على رؤوس اهلها على امتداد القطاع.
وحتى لا تفوز اسرائيل بمعركة فرضتها وهي تعرف ما تريد من ورائها مما هو ابعد من المعركة وخسائرها وابعد من صواريخ المقاومة وذرائعها فيها فان المطلوب فلسطينياً واردنياً وعربياً مواجهة المخطط الاسرائيلي وفضحه وعدم تمكينه من الوصول الى هدفه وهو دفن الدولة الفلسطينية التي يرى الاردن ان له مصلحة في اقامتها وهي مصلحة تتعدى الارض الفلسطينية الى الامن الوطني الاردني لان عدم اقامة الدولة هو مؤامرة بحد ذاتها ومحاولة لاقامتها في مكان آخر وعلى حساب دول وشعوب اخرى وهذا ما لا يقبله الاردن وما يعمل من اجل دحره حتى تظل الحقوق الوطنية الفلسطينية حية ومتداولة وبرسم ان تتحقق.
واذا كانت اسرائيل قد اختارت وقت عدوانها وجرت اليه الكثير من الاهداف واستغلت ذرائع معينة وعبأت على اساسها واستعملت كل انواع الاسلحة المحرمة والقتل بمختلف الاشكال وحاصرت ودمرت شعبا كاملا في غزة وقد وجدت تفهم الحليف الاول لها وهي الادارة الاميركية التي اعتبرت الافعال الهمجية الاسرائيلية بمثابة الدفاع عن النفس..
فان المطلوب الان هو التحرك العربي في افضل درجات التنسيق ليس من اجل الملاومة او تحميل هذا الطرف المسؤولية او ذلك وليس من اجل المزايدة او اثبات صحة او خطأ مقولة معينة. وانما المزيد من التنسيق العربي ليتولد ثقل عربي يؤخذ به ويحسب حسابه وحتى نكون كفلسطينيين واردنيين وعرب قادرين على فضح المخطط الاسرائيلي وكشفه ووقفه بالاستعانة بجهد عربي ودولي كان ومازال يؤمن باقامة دولة فلسطينية ويشجعها.
مطلوب استمرار دعم السلطة الشرعية الفلسطينية الممثلة في السلطة الوطنية الفلسطينية التي يمثلها الرئيس محمود عباس والتي تحظى بالاعتراف العربي والدولي فاي جهد عربي او دولي لا يصب في هذا الاتجاه فانه يبدد الجهود الفلسطينية بل انه لا يدرك الاهداف التي عمل الفلسطينيون منذ انشاء منظمة التحرير الفلسطينية على انجازها والتي جاءت محطات كثيرة لاحقة للوصول اليها.
الاردن ينسق مع القيادة الفلسطينية الشرعية ويرى ضرورة اسنادها ودفعها للحركة باتجاه عدم انجاح العدوان الاسرائيلي.. بل وفضح هذا العدوان وكسب الاطراف الدولية لصالح الدولة الفلسطينية.
مطلوب ان يتوقف نزف الدم في غزة وان تقوم مصالحة وطنية فلسطينية فورية لاعادة اللحمة الفلسطينية حتى تستطيع الاطراف العربية والدولية اختيار الموقع الصحيح لاسناد الشعب الفلسطيني.
هنا في الاردن كان جلالة الملك اول من نبه لما يحدث من خطط تتغطى بالعدوان على شكل مؤامرة لتصفية القضية والقفز فوق استحقاقاتها وهذا يتطلب منا هنا الوقوف خلف الملك والالتفاف حول قيادته ورص الصفوف والانصراف الى افضل اشكال العمل المثمر في دعم القضية الفلسطينية، فنحن اردنيون بالمطلق للدفاع عن الاردن وفلسطينيون بلا مزايدة في الانتصار للقضية الفلسطينية.
نحن هنا الاقرب.. نحن اهل الضحية اهل الشهيد.. نحن لسنا معزين فقط ولذا علينا الصبر في حضرة الاستشهاد وهيئته لا الضجيج والفزع وخلخلة الصفوف.. نستطيع ان نخدم الاردن اكثر بمزيد من العمل ودعم الاقتصاد الوطني والحفاظ عليه وتعزيزه والحفاظ على الامن الوطني وتقويته ونستطيع ان نخدم فلسطين باساليب هادئة ومثمرة وعملية.
لقد قمنا بالكثير مما يرتبه علينا الواجب وما زلنا ونحن على ثغرة من ثغور الوطن لا نريد لاحد ان يؤتى لها من قبلنا ولذا لا بد من اليقظة واستعمال العقل بعيدا عن المزايدات او الاصطياد في المياه العكرة...