كتبت – سهير بشناق - لم تكن منال قادرة على الانجاب بعد زواج دام سنوات وانتهى بالطلاق لكن ظل حلم الامومة مسيطرا عليها، وهي القادرة ماليا واجتماعيا، على توفير الحياة المناسبة لطفل ما.
لجأت منال–وهو اسم مستعار، حفاظا على خصوصيتها -الى وزارة التنمية الاجتماعية عارضة رغبتها باحتضان طفلة رغم انها لم تعد متزوجة كون التنمية الاجتماعية تعطي الالوية بالاحتضان الى الازواج غير القادرين على الانجاب.
غير أن النساء غير المتزوجات -كأي امراة أخرى- لا تفارقهن مشاعر الأمومة التي قد لا تتحقق عبر الزواج لسبب ما، فيكون الاحتضان هو الطريق لخوض هذه التجربة.
تحدثت منال عن تجربتها التي لم تقف عند حدود الاحتضان فحسب بل بعد احتضانها لطفلتها التي كان عمرها انذاك عامين تزوجت من جديد وكان شرطها الوحيد ان تبقى طفلتها معها.
عن حالتها، تقول هذه الام»بعد زواجي الاول لم يكتب الله لي ان انجب لكن بقي حلم الامومة يراودني فلجأت الى وزارة التنمية الاجتماعية التي منحتني الموافقة على احتضان طفلة تبلغ من العمر عامين. انتقلت للعيش معي ومع والدتي فتغيرت حياتي وشعرت بالفرح الحقيقي رغم اي نجاحات قد حققتها في حياتي العملية، فوجود الطفلة بحياتي اضاف عليها واقعا جميلا لا يقدر بثمن».
وتضيف :» بعد مرور ثلاث سنوات على احتضان طفلتي تزوجت من جديد من رجل توفيت زوجته وعنده طفلان. اتفقنا على ان تبقى الطفلة في الاسرة الجديدة»، مبينة أن «طفلتي تبلغ من العمر الان خمس سنوات وتعيش مع اسرتي الجديدة ومع اولاد زوجي الذين اعتبرهم ابنائي ايضا وهم يعاملون طفلتي افضل معاملة ويعتبرونها اختا حقيقية لهم».
تعتبر منال وجود طفلتها في حياتها منبع خير وامل فبعد ان كانت تعيش بمفردها اصبحت لها اسرة واطفال اخرين تشرف على تربيتهم ورعايتهم وصارت الطفلة تشعر باجواء الاسرة الحقيقية.
ورغم ان تعليمات وشروط الاحتضان لا يوجد بها ما يحول بينها وبين النساء غير المتزوجات من الاحتضان الا ان الوزارة لا تمنح هذا الحق الا بعد التاكد من ان الطفل المحتضن سيشعر بالامن والاستقرار من خلال وجوده مع امراة غير متزوجة قد تكون تعيش بمفردها او مع افراد اسرتها.
ريئسة قسم الاحتضان بوزارة التنمية الاجتماعية ختام جبر تكشف أن عدد حالات الاحتضان لنساء غير متزوجات بلغ خمس حالات منذ بدء برنامج الاحتضان بالوزارة.
وتؤكد أنه لا يوجد في تعليمات الاحتضان ما يمنع من تحضنين امراة غير متزوجة لطفل من مؤسسات التنمية الاجتماعية تنطبق عليه شروط الاحتضان خاصة وان تعليمات الاحتضان نصت على انه يحق لاسرة او شخص مناسب احتضان طفل ما دامت كافة الشروط تنطبق عليهم ولا يوجد ما يمنع الاحتضان.
لكنها تستدرك أن الالوية تعطى للأزواج غير القادرين على الانجاب حرصا على ان يشعر الاطفال المحتضنين باجواء الاسرة التي يكون فيها اب وام لكن هذا لا يمنع ولا يصادر حق النساء اللواتي لم يتزوجن او اللواتي تزوجن ولاسباب معينة تطلقن من خوض تجربة الامومة مادمن قادرات على تأمين متطلبات رعاية الطفل.
وبرغم نجاح التجارب الخمس لنساء غير متزوجات او سبق لهن الزواج ولم ينجبن مع الاحتضان الا ان رغبة الكثيرات منهن بوجود طفل بحياتهن قد يحكم عليها بالموت بسبب عدم تقبل الاخرين خصوصا افراد او اقارب هؤلاء النساء لتربيتهن طفل محتضن وهن غير متزوجات.
ويؤكد الاخصائيون الاجتماعيون في هذا الجانب على اهمية تغيير بعض الافكار النطمية حيال قضايا عديدة بالمجتمع منها قضية احتضان طفل من قبل امراة غير متزوجة ما دامت قادرة وترغب بتربية طفل.
واشاروا الى ان مشاعر الامومة يجب ان لا تصادر لاي امراة ان لم تتزوج لاسباب معينة خاصة وان بعض الاسر لا تتقبل هذه الفكرة وتحمل المراة مسؤولية عدم الزواج التي يتبعها عدم الشعور بالامومة.
واكدوا أنه مع تطور المجتمع اصبح هناك بدائل للأنجاب ويمكن لاي زوجين غير قادرين على الانجاب الطبيعي احتضان طفل حرم هو ايضا من العطف والحنان متسائلين لماذا يتقبل المجتمع والاقارب فكرة احتضان طفل من قبل زوجين ويستنكر ذلك لنساء لم يتزوجن ولهن الحق بالشعور بمعاني الامومة التي تغير حياتهن بشكل كبير وتشعر المراة بوجودها.
مشيرين الى ان هناك نساء لم يتزوجن ولا يرغبن بتربية اطفال او الاعتناء بهم لتبقى في النهاية هذه القضية مرتبطة بخيار ومشاعر هؤلاء النساء فلماذا نصادر حقوقهن ونضعهم بدائرة من الحزن ونمعنهن من سماع الكلمة الاجمل في الحياة.