كتب: زياد الشلة - عاش المواطنون خلال الايام الماضية في حالة من القلق والترقب لما ستفسر عنه الاحوال الجوية نتيجة تعرض الكرة الارضية بدءا من يوم الجمعة الماضية الى عاصفة شمسية حيث تدفقت الرياح الشمسية نحو الارض وتسببت بارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة في الاردن ودول المنطقة.
وكانت التوقعات ان يكون لهذه الرياح الشمسية آثار جانبية على الاردن ودول المنطقة وان تطال الاثار السلبية في الاردن قطاع الاتصالات والهواتف والانترنت والمؤسسات الطبية والصحية والمستشفيات والقطاعات الاقتصادية المختلفة كالبنوك والمؤسسات المصرفية والاجهزة الالكترونية واجهزة الكمبيوتر وخطوط الانترنت والتي اكد الخبراء الفلكيون ان تدفق الرياح الشمسية عبارة عن جسميات مشحونة بالبروتونات والالكترونات التي تخرج من سطح الشمس تترافق احيانا مع تدفقات غازية ضخمة وتحتاج الى ايام لوصولها الى مدار الارض وتنعكس على القطبين الشمالي والجنوبي والذي يمتد الى خطوط العرض وانها قد تؤدي الى انقطاع الاتصالات الحديثة والتيار الكهربائي والاقمار الصناعية.
المهندس محمد عبدالرحمن، كان قد اعد دراسة خلال عام 2010 اشار فيها الى تحذير وكالة ناسا الأميركية من حدوث عواصف شمسية عاتية عبارة عن جسيمات مشحونة تنبعث من سطح الشمس وتعرف ايضا بالبلازما وان انبعاثات البلازما التي تختلف عن اشعة الشمس المعهودة تصل ذروتها مرة واحدة كل 11 سنة وان ذروة الدورة المقبلة عام 2012 وان هذه الانبعاثات الشمسية ليست غريبة على بني البشر حيث تعرضت الارض الى موجة عاتية من هذا النوع عام 1859 بداية شهر ايلول وادت الى تدمير كافة شبكات التلغراف في اوروبا واميركا اضافة الى احداث العديد من الحرائق في اماكن متعددة على الارض.
ويربط المهندس محمد عبدالرحمن ابو حسان بين هذه الظواهر العلمية والفلكية وما ذكره القرآن الكريم قبل 1400 سنة حيث يؤكد ان مجال الارض المغناطيسي والذي يعتبر الدرع الواقي لانبعاثات الجسيمات من الشمس وان كوكب الارض يتميز بوجود المجال المغناطيسي الذي يحمي الارض من الجزيئات ذات الشحنات الكهربائية والتي تتعرض الارض وذلك بسبب وجود الحديد في باطن الارض والذي نرى نعمة الله عز وجل حيث خص الحديد في سورة كاملة بالقرآن الكريم (سورة الحديد) ولولا ان انزل الله عز وجل الحديد في باطن الارض لما كان هناك مجال مغناطيسي الذي يعد من اهم اركان الحياة على الارض وهو الذي يحمي الكرة الارضية من الرياح الشمسية المشحونة مغناطيسيا ويعمل كدرع واقية من وصولها الى سطح الارض مؤكدا انه لولا وجود هذه الخاصية لغدا كوكبنا ككوكب المريخ الذي هو ابعد من الارض عن الشمس ولكنه اضحى كوكبا قاحلا وجافا وحارا وعديم الحياة بسبب افتقاره الى الدرع الذي يحميه من الرياح الشمسية وكما هو معلوم فان المغناطيسية هي سبب توليد الطاقة الكهربائية وان الامواج الكهرومغناطيسية تشكل اساس الاتصالات اللاسلكية ومردها المغناطيسية والكهرباء موضحا انه من هنا تتجلى عظمة القرآن الكريم الذي جاء للانسانية لكافة العصور والازمان بان جاءت سورة الحديد سورة كاملة خصها الله عز وجل في محكم اياته الكريمة لتكون بيانا لنبي البشر على مر القرون والازمان.
ويضيف المهندس ابو حسان قائلاً: إنه عندما ننتقل الى سورة الرحمن والتي تشير الى الخروج من اقطار السماوات والارض وهي المعجزة العلمية التي تكونت عند بني البشر بفضل الله تعالى بخروجه من الغلاف الجوي للارض بعد ان تمكن من وصولها الى سرعة 40 ألف كم في الساعة الامر الذي مكن الانسان من الوصول والنزول على سطح القمر ووضع الاقمار الصناعية والمحطات الفضائية التي تدور حول الارض مشيرا الى ان الاخطار التي توقعتها وكالة (NOAA) من ذورة العواصف الشمسية عام 2012 تكمن في تدمير واعطاب الاقمار الصناعية والاتصالات وشبكات الكهرباء ومحولات الكهرباء وحدوث الحرائق حيث ينقلنا الى تدبرنا للقرآن الكريم في سورة الرحمن «يرسل عليهما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران»، والذي يعتبر النحاس موصل للكهرباء والحرارة اكثر من الحديد ولقد وصف الله عز وجل لون السماء بأنه (وردة كالدهان) وكما هو معروف بان العواصف الشمسية التي يصاحبها ألوان خلابة تأتي نتيجة شحن ذرات الهواء الخارجية وتهيجها من الجسيمات الشمسية وكأنها مصابيح النيون وفي تدبرنا للآيات الكريمة فان وصف السماء كوردة الدهان هو اللون الاحمر الذي يتم رصده لانبعاثات الشمس.
ويبقى التساؤل: هل ظاهرة تدفق الرياح الشمسية اختراق للغلاف الجوي للارض يسبب فشل المجال المغناطيسي من حمايتنا كما ورد ونقل العلماء الروس والأميركان علما انه قد ورد في القرآن الكريم آيات عديدة عن انشقاق السماء او ان هناك تغييرات ستحدث على الكرة الأرضية، الا اننا نجزم دائماً انه لا يعلم الغيب إلا الله عز وجل ولكن الله امرنا ان نتدبر القرآن الكريم لنتذكر ونتعلّم ونخشى.
[email protected]