ترتبط المملكة الاردنية الهاشمية منذ عشرات السنين بعلاقات مميزة مع مملكة تايلند، وقد قام جلالتا الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله بعدة زيارات الى بانكوك في سنوات مختلفة، تمخضت عن تطوير علاقات الصداقة النافعة في مختلف المجالات بين المملكتين الاسيويتين وتعميقها، وإكسابها دفعة كبيرة الى الامام، وقد وقّعّت الدولتان اتفاقيات في مختلف الحقول منها الثقافية، حيث نشطت فيهما الاسابيع الثقافية والفنية الفلكلورية. وفي المجال الاقتصادي، يعبّر السفير التايلندي لدى البلاط الملكي الهاشمي إسينثورن سورينفاي، عن اهتمام دولته الكبير بالاستثمار في الاردن، خاصة في القطاعات السياحية، والمطاعم، والمنتجعات السياحية والتعليم. ويوضح أن الكثير من المنتجات والسلع الاردنية تلبي جزءاً كبيراً من احتياجات السوق التايلندي. وفي المجال الديني، يؤكد سورينفاي ان حكومة بلاده عممت (رسالة عمان) على جميع سفاراتها في العالم بعد ترجمتها إلى اللغة التايلندية، ئئ وفيما تتعرض مملكة تايلند الى اسوأ أزمة سياسية منذ عشرات السنين، انعكست بشدة على المنتج السياحي المزدهر فيها، والوضع الاقتصادي المتقدم لديها، يبرز دور الملك بوميبول أدولياديج - الذي تحتفل الامة التايلندية قاطبة اليوم الجمعة بعيد ميلاده لكونه يعتبر ايضا العيد الوطني للبلاد - عنواناً للاستقرار ورمزاً يلتقي عليه مختلف الاطياف الاجتماعية والقوى والشخصيات السياسية. المؤسسة الملكية في تايلند فريدة في كل الجوانب، ومن الصعب عادة أن يفهمها الأجنبي، وذلك لأنها تعبّر عن روح الامة وتماسكها، وبسبب تاريخ هذه المؤسسة الطويل الذي يمتد لأكثر من سبعمئة سنة، إضافة لإستمرارها بأداء أدوارها البارزة والحيوية على صعيد المملكة والاقليم والعالم. ويلاحظ المتابع لسلوك التايلنديين السياسي خاصة في هذه الايام، التي تعتبر امتحاناً لوحدتهم الوطنية، ارتباطهم العميق الذي يمتزج بالتاريخ ئوالدين والتقاليد بمؤسسة القصر الملكي والسلام الاجتماعي، سواءً أكانوا من الموالاة أم من المعارضة لرئيس الوزارء، ذلك ان مؤسسة التاج تتمتع بنفوذ معنوي كبير ونافذ وبدعم الامة وهيئاتها الاجتماعية والرسمية ووزرائها، ولأنها تدعو بثبات للمساواة بين افراد الامة كافة في الحقوق والواجبات، ولكونها عنصراً رئيسياً وسبباً مباشراً للوحدة الوطنية الكبرى، فهي تعتبر المحور الأساسي الذي يلتقي حوله الشعب التايلندي ويتوحّد فيه بغض النظرعن خلفياته وانتماءاته السياسية والدينية والاثنية، التي تعمل على تعميق الوعي لديهم للتمسك بالروح والقيم الوطنية.
