مفهوم التنمية الاقتصادية

مفهوم التنمية الاقتصادية

هنالك عدة اتجاهات في الفكر الاقتصادي تطرقت الى تعريف التنمية ومن هذه الاتجاهات: الفكر الاقتصادي في الغرب ، ويستمد مفهومه من تجربة النمو الاقتصادي الغربي ، والتنمية ما هي الا عبارة عن : العملية الهادفة الى خلق طاقة تؤدي الى تزايد دائم في متوسط دخل الفرد الحقيقي بشكل منظم لفترة طويلة من الزمن، هكذا تم تعريف التنمية حسب الفكر الاقتصادي في الغرب .

اما اقتصاديو العالم الثالث ، و حسب هذا الفكر فالتنمية تعرف بانها: العملية الهادفة الى احداث تغيرات هيكلية سواء كانت (اقتصادية، واجتماعية) يتحقق بموجبها للاغلبية من افراد المجتمع مستوى من الحياة الكريمة التي تنخفض في ظلها مشكلة البطالة، علماً بان هذا الفكر تأثر بنتائج التجارب التنموية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي خصوصاً تجربة بعض الدول الآسيوية، حيث عجز النمو الاقتصادي في تلك الدول من زيادة المستوى المعيشي للمواطنين.

ويتفق الفكران على ان القاعدة الاساسية للتنمية تتمحور في ايجاد الطاقة الانتاجية (مادي، بشري، ومواقف اجتماعية)، القادرة على رفع انتاجية الفرد وزيادة كفاءة المجتمع لتحقيق الزيادة المنتظمة في انتاج السلع والخدمات تفوق الزيادة في عدد السكان للقضاء على مشكلة البطالة.

وفي منتصف السبعينيات تمت إعادة تعريف التنمية الاقتصادية على أساس الجهود المبذولة، لتخفيف حدة الفقر وتوفير فرص العمل في سياق اقتصاد الدول النامية،ومن هذا المنطلق حاول البروفسور دودلي سيزر أن يضع سؤالاً مهمًّا حول معنى التنمية بقوله: ''السؤال الذي يجب توجيهه عن تنمية أي بلد هو ماذا حدث بالنسبة إلى الفقر والبطالة؟ فإذا كانت معدلات البطالة والفقر قد انخفضت بمستويات عالية يصبح من دون شك أن عملية التنمية تصبح محل اهتمام، أما إذا ازداد أكثر من واحد من الأمور المشار إليها (البطالة والفقر) فمن المستغرب أن نسمي ذلك تنمية حتى وإن ارتفع نصيب الفرد من الناتج الإجمالي.وفي هذا المضمون يضيف البروفسور إدغار أوبينس: ''إن التنمية يتم معالجتها عادتاً من قبل الاقتصاديين على أساس انها مجرد تمرين في الاقتصاد التطبيقي بدون أن تتعلق عملية التنمية بالأفكار السياسية أو تكوين الحكومات أو دور الأفراد في المجتمع.

اما البروفسور كيم إلاستإذ بجامعة كارولينا الأمريكية يقول عن التنمية (لا يوجد على وجه الأرض مجتمع بلغ التنمية، طالما التنمية هي وضع مثالي، وبالتالي فهو يعتبر مصطلح مجتمع نامٍ مصطلحا خاطئا، والاصطلاح الصحيح هو ان المجتمعات يمكن تقسيمها على اساس انها مجتمعات أكثر أو أقل تقدماً في عملية التنمية.وكذلك نلاحظ ان هنالك خطـأ يشابه مما تحدث به كيم عن التنمية ، فالاقتصاد في بلد معين قد ينمو ولكن المجتمع هو الذي يتنامى وكذلك قد تتغير المؤسسات الاجتماعية ولكن المجتمع هو الذي يتنامى ولذلك فالتنمية المجتمعية هي التنمية، والتغييرات الأخرى في المؤسسات الاجتماعية تعتبر فقط جوانب من التنمية المجتمعية.

ومما سبق يمكن تعريف التنمية الاقتصادية بانها عبارة عن :عملية مجتمعة واعية موجهة نحو ايجاد تحولات في الاطار الاقتصادي و الاجتماعي تكون قادرة على تنمية طاقات انتاجية تؤدي الى تحقيق زيادة منتظمة في متوسط الدخل الحقيقي للفرد على المدى المنظور وفي نفس الوقت تكون موجهة نحو تنمية علاقات اجتماعية سياسية تكفل زيادة الارتباط بين المكافأة والانتاجية.

و من خلال مما سبق فإن التنمية عملية بحد ذاتها بسبب انها مستمرة وليست حالة.

وعندما تساهم فيها كل الفئات والقطاعات تصبح عملية مجتمعية.

وعملية واعية عندما تكون عملية محددة الغاية، اي انها ليست عملية عشوائية، وتفضي الى تحولات هيكلية في الاطار الاجتماعي والاقتصادي، وتحقيق زيادة منتظمة وهذا يعني زيادة امكانيات المجتمع الاقتصادية والتقنية وهذا يودي الى زيادة في دخل الافراد.

alfawwaz@bau.edu.jo