مسكينة هي باكستان.. لبعدها عن الله، ولقربها من الفوضى الدائمة !. كم هي مسكينة، كأنها تعيش الساعة الخامسة والعشرين !. قبل أيام دخلت باكستان في أزمة سياسية جديدة (لا سابقة لها في بلاد أرهقتها الأزمات ) بعدما قرر الائتلاف الحاكم العمل على إجراءات إقالة الرئيس (برويز مشرف) . قبل أيام سمعت إسلام أباد صرخة مزدوجة، كان أبطالها الرجل الأول بحزب الشعب الباكستاني (آصف علي زرداري) زوج ابنة القدر المغتالة (بنازير بوتو)، وزعيم (الرابطة الإسلامية ؟ جناح نواز) رئيس وزراء باكستان السابق (نواز شريف) .. صرخة مفادها: (لدينا أنباء سارة للديموقراطية.. الائتلاف يرى ضرورة إطلاق إجراءات إقالة الحاكم). ما معنى هذا ؟. معناه دخول باكستان لحلقة جديدة من الفوضى السياسية، والتي لا يُستبعدُ (كما حال الماضي البعيد والقريب) بان تتحول إلى فوضى (السلاح) .. معناه أن ترجع باكستان إلى مفهوم (تصفية حسابات الماضي) .. الماضي الذي شهد انقلاب (الجنرال مشرف ) الأبيض قبل ثمانية أعوام، وإزاحة (شريف) عن سدة الحكم، وجعله يحتسي قهوته الصباحية كل يوم في جو جدة (الرطب الحار) بعيدا عن هواء البلاد التي حكمها ذات يوم .. معناه أن يستحضر زوج (بوتو) حقد سنوات المنفى، ورحلات طيران امتدت لسنوات وسنوات بين دبي (المنفى) ولندن (المنفى)، سنوات عاش خلالها الرجل ومن تبقى من (آل بوتو) ارق المنفيين وخوف الاغتيال الذي اصطاد (بي- بي) وألحقها بابيها (ذو الفقار علي بوتو) .. معناه استثمار لا مثيل له لمليشيات القبائل حيث حلم (إسقاط دويلات الأقاليم) وتكريس الفكر الطالباني في الأرض المجاورة لبلاد الأفغان. لا يختلف اثنان ممن يتابعون الشبكة الباكستانية السياسية الكثيفة على أن تحرك الأغلبية البرلمانية ضد الرئيس (مشرف) سيقود البلاد إلى انقسامات وفوضى (لا تعرف عواقبها)، خاصة إذ ما فهمنا إن إقالة مشرف تحتاج إلى أكثرية ثلثي أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في باكستان، وبأنه وبموجب الدستور يحق لـ(مشرف) حل الجمعية الوطنية الباكستانية .. بل الذهاب إلى ابعد من ذلك (إعلان حالة الطوارئ) في البلاد. إذن ..هي حرب سياسية توشك أن تتحول إلى طابعٍ آخر .. طابع يمكن أن يعمق جروح باكستان القديمة، ويجعلها تغرق في التعب أكثر وأكثر .. حرب يروج من خلالها (الرجلان) لأفكار الفوضى التي مل منها الشعب.. الفوضى التي لم ولن تأتي بحلول لمشاكل إسلام أباد السياسية والحياتية، وستبقى بمثابة توجيه مضلل لـ(بوصلة) السياسة الباكستانية. تبقى فكرة الحديث .. يقولون : منهج السياسة لا يغيره سوى طريق الآلام.. فالآلام تكفي لتغيير الحكايات وتفاصيل الحكايات. لهذا يمر السؤال الذهبي في ذهننا: ألا يكفي ما مرت به ارض باكستان إلى الآن ؟! [email protected]