فتحي الأغوات - تشكل المواقع السياحية والأثرية الرافد الحيوي للمنتج السياحي في محافظة الكرك حيث تزخر المحافظة بالعديد من المواقع السياحية والتاريخية المهمة بدءاً من منطقة وادي الموجب وطرقه المنحدرة مروراً بجبل شيحان وصولاً إلى مدينة الكرك العتيدة وقلعتها الشامخة وما تضم داخلها من حصون وسراديب ومواقع دفاعية إضافة إلى ما تحتضنه مدينة المزار الجنوبي من أضرحة شهداء معركة مؤتة التي تعد معلماً من المعالم التاريخية في المحافظة ووجهة مهمة للسياحة الدينية ومحجاً يقصده الزوار من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
ويؤكد مختصون في القطاع السياحي أن الإمكانيات السياحية التي تتمتع بها المحافظة من شأنها في حال استغلالها بالشكل الأمثل أن تحدث نقلة نوعية في مستوى معيشة سكان المنطقة، مشيرين إلى أن الاستثمارات السياحة تساهم في تخفيف مشكلة البطالة بين صفوف الشباب من خلال اجتذاب الكوادر الشابة من أصحاب الكفاءات المؤهلة والمدربة من أبناء المنطقة بما يعزز الرغبة الحقيقية لدى المستثمر، لافتين إلى أهمية وضع استراتيجيات سياحية فاعلة تسهم في الارتقاء بالعمل السياحي وتسويقه واستثمار موارد المنطقة سياحيا كما هو مؤمل.
وفي حديث ل «الرأي الشبابي» قال صقر المصاروة، مستثمر في القطاع السياحي في الكرك، إن الواقع السياحي في المحافظة بحاجة إلى المزيد من الدعم والمتابعة من قبل الجهات المعنية من اجل النهوض بالمستوى السياحي في المدينة.
وأشار إلى العديد من المشاكل والممارسات التي مازال العاملون في القطاع السياحي يعانون منها بشكل يومي عند استقبالهم أفواج السياح، لافتاً إلى وجود مطاعم غير مرخصة سياحيا تقدم خدمات للسياح بشكل مخالف للأنظمة والقوانين، مشيراً إلى أن هذه المطاعم لا تتوافر فيها الشروط الصحية أو المرافق الصحية المناسبة للزوار مما ينعكس بأثر سلبي على المنتج السياحي للمدينة، مؤكداً ضرورة أن ترخص تلك المطاعم عن طريق وزارة السياحة وجمعية أصحاب المطاعم السياحية.
وأضاف أن مما يعوق الحركة السياحية أيضا هي مشكلة السير وعدم وجود مواقف للحافلات السياحية داخل مدينة الكرك بسبب غياب التنظيم داخل المدينة حيث تتسبب الأعداد الهائلة من السيارات المتوقفة على جانبي الشارع بإعاقة حركة السير وبخاصة الحافلات السياحية الكبيرة، مطالباً الجهات المختصة بوضع حل لهذه المشكلة.
ونوه المصاروة إلى النقص في عدد الإدلاء السياحيين من أبناء المحافظة، مؤكداً أن أبناء الكرك قادرون على تقديم الخدمة المميزة والمعلومة السياحية أفضل من غيرهم الأمر الذي يحتاج إلى المزيد من الجهود التي تصب في تدريبهم وتأهيلهم في مجال الخدمات السياحية، معتبرا هذه المعيقات ساهمت بتقصير مدة إقامة السائح في الكرك ما أثر سالبا على الحركة السياحية والنشاط الاقتصادي في المدينة.
وفي السياق بين محمود الصعوب، مدير إدارة ساحة القلعة، أن لجنة إدارة ساحة قلعة الكرك السياحية تهدف لتكون مركزا للاستثمار والخدمات السياحية ووسيطا بين القطاع العام ممثلا في وزارة السياحة والآثار وبلدية الكرك الكبرى ودائرة الآثار العامة وبين القطاع الخاص ممثلا في مؤسسة إعمار الكرك وممثلين عن القطاع الخاص في المدينة.
وأشار إلى انه تم استثمار جميع المواقع التي تم تأهيلها من قبل البنك الدولي وجايكا اليابانية من مواقع أثرية وسياحية وبخاصة ساحة قلعة الكرك وأبنيتها العثمانية القديمة وتأجيرها واستثمارها كمطاعم سياحية والقاعة التراثية المؤهلة للعديد من النشاطات الثقافية والسياحية.
ولفت الصعوب إلى أن اللجنة وهي أول صندوق استثماري سياحي محلي مرن في تشريعاته بحيث يعيد استثمار العائد السياحي مباشرة إلى مشاريع أخرى.
بدوره أشار خليل المصاروة مسؤول برنامج التدريب الفندقي والسياحي في مركز الأميرة تغريد للتدريب والتأهيل إلى الخطوة المتميزة التي يقدمها المركز من خلال مؤسسة التدريب المهني في توفير التدريب المتخصص لعدد من شباب وشابات المحافظة ضمن مشروع تطوير السياحة في الأردن (سياحة) الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID).
ولفت إلى أنه تم تأهيل وتطوير قسم الفندقة في المركز بكلفة بلغت 20 ألف دينار لتوفر البرامج التدريبية التي ترفد الشباب بمهارات الضيافة في المطاعم السياحية بالتعاون مع عدد من الخبراء الأجانب، موضحا أن البرامج التدريبية تشمل 20 أسبوعا تدريبيا داخل المركز يحصل فيه الطالب على المهارات والتدريب اللازم وبعدها يذهب مدة 20 أسبوعا آخر إلى التدريب في المنشآت السياحية في المحافظة ليكمل التدريب الميداني.
وأشار إلى أن الطالب يتقاضى شهريا 50 دينارا إضافة إلى 25 دينارا بدل مواصلات مع تأمين الملابس المهنية اللازمة أثناء التدريب والكتب الدراسية، لافتاً إلى أن المركز يقوم حالياً بتدريب 40 طالبا وطالبة لرفد القطاع السياحي بالكفاءات المؤهلة ليكونوا قادرين على المنافسة في هذه الصناعة المتطورة.
مدير سياحة الكرك جعفر شحادة قال إن وزارة السياحة نفذت عدة مشاريع سياحية في مختلف مناطق محافظة الكرك ساهمت في تطوير البنية التحتية للسياحة، مشيراً إلى المشروع السياحي الثالث الذي يجري تنفيذه حاليا وسط مدينة الكرك القديمة بدعم من البنك الدولي حيث العمل جار فيه حاليا، معتبره نقلة نوعية للواقع السياحي في الكرك لشموليته وتطويره للبنية التحتية وسط المدينة بمختلف مكوناتها.
وأضاف أن وزارة السياحة قامت بإنشاء عدة مشاريع سياحية في المحافظة لإطالة مدة إقامة الزائر في المنطقة والحد من البطالة بين أبناء المحافظة كصيانة وتطوير موقع حمامات وادي بن حماد الذي تم تطويره لاستقبال السياح والزوار حيث تم تعبيد أجزاء من الطريق المؤدي إليه بالتعاون مع الأشغال العامة وإنشاء برك مائية إضافة إلى عدد من الوحدات الصحية ومصاطب وأدراج وجسر معدني يصل الموقع بالطريق الرئيس المؤدي له، مشيرا إلى أن جمعية موظفي بلدية الكرك تقوم حاليا بالاستثمار في الموقع.
وبين شحادة أن وزارة السياحة طورت أيضا مشروع عين سارة ومجرى السيل المار منه حيث تم إنشاء وحدات صحية ومصاطب للجلوس ومطعم وحديقة وجرى تسليم الموقع لبلدية الكرك الكبرى لتقوم باستثماره والمحافظة على صيانته وجاهزيته أمام الزوار.
وحول الشكوى من قلة المواقف المخصصة للحافلات السياحية بين شحادة أن المشروع السياحي يهدف إلى ترتيب خارطة المرور في المحافظة وتوفير مواقف للحافلات والسيارات أمام مشروع ساحة قلعة الكرك بشكل مناسب.
وفي ما يتعلق بوجود مطاعم شعبية تخالف شروط الصحة العامة أوضح أن هذه المطاعم مرخصة كمطاعم شعبية من بلدية الكرك الكبرى وتخضع لرقابة القسم الصحي في البلدية، داعيا الأهالي والزوار للمحافظة على المنجز السياحي للمدينة كقيمة سياحية جمالية من العبث والإضرار.
القطاع السياحي في الكرك.. واقع وحلول
12:00 14-7-2011
آخر تعديل :
الخميس