د. حسين عياش
استشاري أول ورئيس قسم طب الأطفال
المستشفى الإسلامي
التشنجات الحرارية هي اكثر أنواع التشنجات شيوعاً بين الاطفال والصغار وقد عرف المرض منذ زمن أبو قراط ولكن حديثاً تم فصله وتمييزه عن غيره من التشنجات غير الحرارية مثل الصرع.
ويعرف المرض بشكل عام بحدوث تشنجات لدى أطفال صغار سليمين من الناحية العصبية ويحدث نتيجة ارتفاع درجة حرارة الطفل الناتجة من التهابات خارج الجهاز العصبي وعادة ما يكون ارتفاع الحرارة ناجماً عن التهاب في الجهاز التنفسي مثل: التهاب الحلق واللوزتين والرشوحات الى التهاب القصبات الهوائية.
ما هي نسبة حدوثها؟
تحدث التشنجات الحرارية بنسبة 3-4% بين الأطفال من عمر 6 شهور إلى 5 سنوات وأكثر سن تحدث فيه هذه الحالة ما بين عمر 14-18 شهرا. ويتساوى الذكور والإناث بنسبة الإصابة به.
وهناك علاقة وراثية بين التشنجات وحدوثها عند الأطفال حيث وجد أن هناك عادة تاريخا عائليا للاصابة بمثل هذه التشنجات ما بين أقرباء المريض من الدرجة الأولى. وقد تم عزل جين خاص للتشنجات الحرارية والتي أثبتت بعض الدراسات أنه يورث كصفة سائدة.
الأعراض؟
عادة ما تكون هنالك أعراض لالتهاب الجهاز التنفسي تسبق التشنجات بساعات قليلة وعند الفحص السريري نجد كما يلي:
ارتفاع درجة حرارة الجسم عادة فوق 39م.
تشنجات انقباضية وانبساطية عامة للجسم.
مدة التشنجات من ثواني الى عشر دقائق.
لا تتكرر التشنجات خلال 24 ساعة.
التشنجات غير مصحوبة بأعراض عصبية.
ويفضل أخذ التاريخ المرضي من الشاهد على التشنجات عند حدوثها , ويجب فحص الطفل فحصاً دقيقاً للتأكد من التشخيص وكشف سبب ارتفاع درجة الحرارة والتي عادة ما تكون أسبابه بسيطة. ولا بد من استبعاد أسباب أخرى لارتفاع درجة الحرارة وخاصة التهابات الجهاز العصبي (السحايا) وتجرثم الدم خاصة في الأطفال ما دون عمر 18 شهرا .
ما مدى تكرار التشنجات الحرارية ؟
عادة ما تتكرر هذه الحالة بنسبة من 30-50%.و يعتمد ذلك:
على سن الطفل وقت حدوث التشنجات الحرارية لأول مرة فالطفل كلما كان صغيراً دون سن 12 شهر كانت نسبة التكرار أعلى.
عندما تحدث التشنجات مع درجة حرارة منخفضة بين 38 إلى 39 درجة مئوية.
ما مدى خطورة هذه التشنجات وهل ستصاحب الطفل لاحقاً ؟
المتعارف عليه أن التشنجات الحرارية لا تصاحب الطفل مدى الحياة , بل ينمو الطفل نمواً طبيعياً من الناحية البدنية والعقلية وسوف لن يصاب بها عندما يكبر ( عن السادسة من العمر تقريباً ) على الأغلب.
لكن هناك امكانية 9% أن يصاب الطفل بتشنجات غير مصاحبة للحرارة (الصرع) بعد عمر السنة السادسة إذا كانت إصابته بالتشنجات الحرارية مصاحبة لأي من المعطيات الآتية :
1- إذا استمرت نوبة التشنجات الحرارية أكثر من 15 دقيقة.
2- إذا حصل أكثر من تشنج حراري في نفس اليوم.
3- إذا كان التشنج موضعياً ولا يشمل الجسم كافة.
4- إذا أصيب الطفل بالتشنجات الحرارية قبل تسعة أشهر من العمر.
5- إذا كان هناك للطفل تاريخ مرضي لإعاقة ذهنية أو حركية قبل بدء التشنجات الحرارية.
6- تاريخ عائلي(أقارب من الدرجة الأولى) للصرع.
ما يجب أن نفعله عند حدوث التشنجات؟
أثناء حدوث التشنجات:
يجب الهدوء لأنه من مصلحة الطفل المصاب.
خفض درجة حرارة الطفل بالأدوية المخفضة للحرارة( التحاميل )
ايقاف التشنجات بالأدوية إن توفرت ( حقنة الفاليوم الشرجية ).
. الفحص السريري الدقيق لمعرفة سبب الحرارة واستبعاد التهاب السحايا أو تجرثم الدم خاصة لمن هم دون عمر 18 شهر.
إجراء بعض الفحوصات المخبرية البسيطة لاستبعاد نقص السكر أو الكالسيوم والمغنيسيوم أو اضرابات الأملاح وخاصة الصوديوم الذي قد يكون مسبباً أو مصاحباً للتشنجات عند الأطفال.
لا ينصح باجراء صور شعاعية للدماغ أو تخطيط للدماغ إلا في حالات محدودة جداً وليس كإجراء اعتيادي وذلك تبعاً لتطور الحالة المرضية.
المتابعة والملاحظة:
بعد حدوث التشنجات لأول مرة يجب على الطبيب المعالج أن يشرح للأهل التفاصيل المتعلقة بهذه الحالة .
خفض درجة الحرارة عند بدء ارتفاعها لأي سبب كان وإيقاف التشنجات عن طريق الحقن الشرجية وذلك من خلال الشرح والإيضاح للأهل
عادة لا يحتاج الطفل إلى مضادات تشنج لفترات طويلة إلا في حالات معينة تقتضيها حالة الطفل لما لهذه الأدوية من مضاعفات على صحة الطفل .
في بعض الأحيان وخاصة عند وجود خوف شديد من الأهل من حدوث تشنجات لاحقة ننصح وبحذر بإعطاء شراب الفاليوم أثناء فترات ارتفاع الحرارة بالإضافة إلى خافضات الحرارة مع ما يحمله إعطاء شراب الفاليوم من بعض الأعراض الجانبية البسيطة.
التأكيد دائماًَ من جانب الطبيب المعالج أن الغالبية العظمى من الأطفال ممن عانوا من تشنجات حرارية يتجاوزون هذه المرحلة من دون أي مشاكل مستقبلية تذكر .