مريم شريف
(1)
هنالك ضوءٌ زائدٌ في ذاكرتي
يشبهُ الظلامَ تماماً
كم يشبهُ الظلام...
(2)
أيّها البعيدُ
أنت لا تقرأُ القصيدةَ
أنت تمرّ بقلبي
هل رأيتني
على المقعد الوحيد
والطاولةِ المحبوسةِ في الضوء الخافت
في الغرفة المتّسعةِ، فارغةِ الجدرانِ، كما أرغبُ
(كي لا يُفحِمَني الفراغ)
أمام النافذةِ وليلها تماماً
حيث لا أكونُ
ولا يحبسني المقعدُ والضوءُ الخافتُ
أنا في البعيد... أيضاً
أشاهدُ وجهكَ
وهو يمرُّ بقلبي ..
....
(3)
أنا لا أصغي لكلماتكَ
أُصغي للصوت
صوتِ كلِّ مفردةٍ على حِدَة
أصغي لمرور المساءِ فوق الأشجار القريبةِ
وأرى، كما يرى من يُغمض عينيه من الألم،
أنّ الجنّة
في الظلال....
.........
(4)
في مكاني
لا خطوةٌ قبل
لا خطوةٌ بعد
أتناقصُ حثيثاً
كمياهٍ راكدة..
....
بعد قليل
سيأتي الليلُ المنسوجُ على هيئة غيابك
وسأجلس مع الوحشة.. وحدنا
أليس هذا شبيهاً بعودة كلمةٍ إلى سياقها...
لِمَ الألمُ إذن؟!