أمن إسرائيل أولاً!

أمن إسرائيل أولاً!

وسط رائحة جثث الفلسطينيين المشوية في المحرقة الاسرائيلية، اختتمت كونداليزا رايس،زيارتها الخاطفة للمنطقة التي استهدفت دفع مفاوضات السلام، بجملة قاطعة تؤكد الموقف الاميركي الاستراتيجي،المنحاز للعدوان الاسرائيلي،حيث اعلنت دون تردد او حرج ان أمن اسرائيل اولا ، وبعد الهجوم الذي استهدف مدرسة دينية يهودية في القدس الغربية،تدفقت سيول استنكار من من قبل الدول الغربية،وكان أشدها بالطبع استنكار الرئيس بوش والوزيرة رايس، بعد بضعة ايام من عرقلة المندوب الاميركي اصدار قرار عن مجلس الامن يدين المجازر الاسرائيلية في غزة! وحتى المتنافسان على ترشيح الحزب الديمقراطي هيلاري واوباما لم يفوتا الفرصة، فتسابقا لكسب اصوات اليهود باطلاق الادانات واعلان التضامن مع اسرائيل!.

من يستطيع توجيه اللوم،لاولئك الفلسطينيين وبينهم عدد كبير من الاطفال، لخروجهم التلقائي من بين الانقاض والركام ورائحة الموت الاسرائيلي، الذي لم يوفر حتى رضيعة عمرها عشرين يوما!للاحتفال واطلاق النار ابتهاجا بعملية القدس؟.

التي ربما تكون عنوانا لما ينتظر المنطقة،خلال الفترة المقبلة من سخونة أعلى وتمتد على مساحة جغرافية اكثر اتساعا ،من عملية الشتاء الساخن التي كانت عنوان المحرقة الاسرائيلية في القطاع!فهناك توتر وتصعيد خطير في المنطقة تلعب السياسة الاميركية دورا رئيسيا فيه،وهذا التصعيد يمتد من غزة الى بيروت فدمشق ليصل الى طهران التي تواجه مأزق الملف النووي بمزيد من التحدي!.

هجوم القدس،استهدف اهم مدرسة تلمودية،في اسرائيل أسست عام اربعة وعشرين، تربي وتنمي الأصولية اليهودية والتطرف الديني، وترسخ في اذهان طلبتها اسطورة اسرائيل الكبرى والتأكيد على حق اليهود في استيطان فلسطين، وخريجو المدرسة يتولون مناصب الحاخامات والقضاة،وهذه عملية نوعية شكلت اختراقا كبيرا لكل الاجراءات الامنية الاستثنائية التي اتخذتها اسرائيل مؤخرا خشية قيام حزب الله بالرد على اغتيال مسؤوله العسكري عماد مغنية،او تنفيذ فصائل المقاومة الفلسطينية عمليات انتقامية ردا على محرقة غزة!.

وبغض النظر عمن نفذ ،ومدى صحة البيان الذي نسب العملية الى مجموعة عماد مغنية..وشهداء غزة ،وهو اسم جديد لفصيل غير معروف،فان العملية تنطوي على قدرات استخبارية كبيرة، من الواضح انه تم الاعداد والتخطيط لها بشكل دقيق،ونفذها فلسطيني من سكان القدس وليس من غزة،وثمة معلومات تشير الى ان خلف العملية تنظيم او جماعة تنشط داخل فلسطين 48 ،وذلك يؤشر الى رخاوة الوضع الامني الداخلي في اسرائيل، رغم قدرتها العسكرية الهائلة على التدمير الخارجي وارتكاب المجازر ضد المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين،!عملية القدس هزت اسرائيل واربكت قادتها السياسيين والعسكريين،وربما أعادت خلط الاوراق،وأكدت مجددا ان القتل يجر القتل،والسلام لا يتحقق بالتمني او بمفاوضات عبثية،وتحت نار المحرقة!.

Theban100@hotmail.com