خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ضحايا (اختناقات المدافئ) في تزايد مستمر والحل بزيادة الوعي

ضحايا (اختناقات المدافئ) في تزايد مستمر والحل بزيادة الوعي

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

عمان - طارق الحميدي- جلست سهام بجوار المدفأه بعد يوم شاق وبارد, لتنعم بدفئها قبل أن تغمض جفونها وتستسلم لذلك النعاس اللذيذ, إلا أنها لم تكن تعلم أنها استسلمت لغاز ثاني أكسيد الكربون الذي بدأ يملأ رئتها.
بدأت سهام (41 عاما) فور عودتها المبكرة على غير المعتاد من العمل بإشعال المدفأه في المنزل في حين لم يعد أحد من أفراد أسرتها إليه بعد, لتجلس بجوار المدفأه تطلب دفأها.
وتسللت حرارة «النار» اللذيذة إلى جسدها شئيا فشيئا وأحست بمتعة ودفء لم تحظ به يوما ما قبل أن تتثاقل جفونها لتبدأ بالارتخاء لتدرك أن شيئا ما خدر جسدها ومنعها حتى من القدرة على الحديث.
حاولت أن تصل إلى هاتفها إلا أنها لم تستطع ثم ما لبثت أن فقدت الوعي قبل أن تتدخل القدرة الإلهية لتنقذها بعد أن قادت ابنها الكبير الذي عاد مبكرا يومها من مدرسته على المنزل ليجدها ملقاة على الأرض ويتصل بالإسعاف الذي قال أنه تم إنقاذها في اللحظة الأخيرة.
وتقول أم خالد إن الأمر لا يتعلق فقط بالحرص واليقظة التي يدعيها جميع من يقعون في هذه الأخطاء والتي قد يدفعون ثمنها يوما ما مشيرة أن المدفئة التي اختنقت بغازها كانت جديدة ولم تستعمل كثيرا كما أنه لم يمضي وقت طويل على إشعالها في ذلك اليوم, إلا أن الخطأ كان في بقائها في غرفة صغيرة محكمة الإغلاق تماما.
لم يعد يخلو اسبوع من أخبار تقض مضاجع الأردنيين من وفيات وإصابات خطيرة أو حتى حرائق جراء نسيان المدافئ مشتعلة خاصة في ساعات المساء و وقت النوم.
وتسبب انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من المدفأه إلى إشباع الغرفة خاصة إذا ما كانت مغلقة وبالتالي يحل مكان الأكسجين ليسبب الاختناق والوفاة إضافة إلى أن هذا الغاز يخدر ويشعر الجسم بقليل من الدفئ وهو عديم الطعم واللون والرائحة لهذا يطلق عليه أحيانا «الموت اللذيذ».
وعلى الرغم من الرسائل التي تبثها الجهات المختصة مثل المديرية العامة للدفاع المدني والتي تفيد بكيفية التعامل بشكل صحيح مع هذه الصوبات وعدم الاستهتار بها أو الاستخفاف بنتائج تركها مشتعلة إلا أن هذه الحوادث لم يوقفها شيء حتى الآن بل على العكس كما تظهر أرقام الدفاع المدني أنها بازدياد.
يوم الخميس 16/12 من العام الماضي استيقظ الأردنيون على وقع خبر كارثي يفيد بوفاة أم وطفليها في محافظة عجلون نتيجة استنشاقهم غاز ثاني أكسيد الكربون الخارج من المدفأه.
وبعدها بأيام جاء خبر وفاة زوجين ليلة زفافهما نتيجة استنشاق الغازات الصادرة عن الصوبات وغيرها الكثير من الأخبار المفجعة التي لا تنتهي.
نهاد النجار أب لولدين له قصة أخرى مع غازات المدافئ يقول: «قبل بداية الشتاء أقوم عادة بعمل صيانة للصوبة من خلال تغيير فتيلتها والتأكد من سلامتها ومأمونيتها».
ويضيف النجار (37 عاما) أشعلت الصوبة في يوم بارد لمدة ساعات محدودة ومن ثم قمت بإطفائها وإخراجها من الغرفة ثم بدأ ابني الصغير نور الدين بالبكاء والصراخ والتقيؤ وتبعه ابني الأكبر نضال (6) سنوات وظننت أنهما تعرضا لحالة تسمم نتيجة تناولهما غذاء معين قبل أن تقع زوجتي على الارض.
ويضيف «قبل أن أفكر كيف أتصرف بدأت أشعر بدوار وأفقد الوعي وسقطت على الارض لأستيقظ فجأة وأنا في المستشفى أتلقى العلاج جراء اصابتي بحالة إغماء نتيجة استنشاق غازات الناتجة عن المدفأة.
وهنا يشير النجار إلى تدخل العناية الإلهية مرة أخرى ليقوم أحد الجيران بالاتصال على هاتفه صدفة لتقوم الزوجة لحظة إغمائها بفتح الخط ليسمع الجار صراخ الأطفال ويهب إلى المنزل ويطلب الإسعاف.
وبحسب أرقام الدفاع المدني الرسمية فان العام الماضي شهد 14 حالة وفاة نتيجة استنشاق غاز المدافئ فيما شهد أكثر من 361 حالة اختناق تم اسعافها نتيجة وقوع 162 حادث اختناق.
فيما أشارت أرقام الدفاع المدني أن عام 2009 لم يشهد سوى حالتين وفاة نتيجة استنشاق غازات المدافئ وهو ما يدل على ارتفاع الإصابات بشكل مضاعف.
كما تبين أرقام الدفاع المدني للعام الماضي أن كوادرها أيضا تعاملت مع 215 حالة حريق نتيجة المدافئ خلفت 15 وفاة و أكثر من 260 إصابة.
ويقول مدير الإعلام الناطق الإعلامي في المديرية العامة للدفاع المدني الرائد باسم خلف أن الالتزام بالنصائح والإرشادات التي تصدر من المكتب الإعلامي كانت مبنية على حوادث وتجارب سابقة وحقيقية.
وأشار خلف أن غاز ثاني أكسيد الكربون غاز لا لون له ولا طعم وأنه يعمل على تخدير جسم الإنسان الذي يشعر بالنعاس والدفئ ثم يتخدر تماما وهو ما يؤدي إلى الوفاة.
وبين أن المواطن هو العامل الأساس في هذه الحملات التوعوية وأن المواطنين يجب أن يتعاملوا مع المدافئ بوعي أكبر وأن لا تكون الغرف التي يجلسون فيها مغلقة وأن لا يتركوا المدافئ مشتعلة ساعة نومهم.
ومن جانبه أشار أخصائي الأمراض الصدرية الدكتور بسام شاكر أن نتائج الاحتراق تؤدي إلى إفراز عدد من الغازات السامة أخطرها على الإنسان غاز أول وثاني أكسيد الكربون.
وبين أن هذه الغازات تعمل على طرد الأكسجين خاصة إذا ما كانت الغرفة مغلقة وبالتالي تحل مكانة وتمنع تزويد الجسم بما يحتاجه من الأكسجين اللازم لعملية التنفس.
وأضاف أن غاز يصيب الإنسان بالاختناق حال استنشاقة ويسمى بالقاتل الصامت لأن الإنسان لا يستطيع رؤيته أو تذوقه أو شمه والتنفس في مكان مغلق حيث التهوية منعدمة أو رديئة يؤدى الى تناقص الأكسجين
وزيادة هذا الغاز ويصاب كل الموجودين بأعراض الاختناق وفقدان الوعي فالموت.
ودعا الدكتور شاكر الجميع إلى عدم إغلاق الغرف أثناء إشعال المدافئ وعدم النوم والمدافئ مشتعلة.

 

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF