خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

صويلح: زّهرة البياض.. مَقام الحنين (1-3)

صويلح: زّهرة البياض.. مَقام الحنين (1-3)

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

لا أرتحل إليها، لأني مقيم فيها..
وهي مكان الطفولة، وفيها رفاق الدراسة، والأهل، والأصدقاء، والجيران، والأقرباء، ولذا فحين تكون الكتابة عن صويلح، تكون الحيرة حول نقطة البداية التي منها أخط بوح هذا المكان. كما أنه ولكثرة ما أعرف من تفاصيل حول المكان والإنسان فيها، أشعر بأنه لا بد من كتابة مخطوط كامل حول صويلح حتى تكون الإحاطة بهذه الذاكرة الثرية فيها، لكن ولحسن الحظ،فقد كفاني جهد المبادرة في التوثيق والكتابة حول صويلح، الزميل الباحث محمود سالم رحال، ابن صويلح العارف بتفاصيلها، الذي كان بذل جهدا في تتبع تاريخ وذاكرة صويلح، حيث أثمر عمله هذا كتابا شاملا، شافيا، وافيا، أهداني إياه، عنوانه «صويلح.. أرض المهاجرين»، صادر عام 2009م، فحفزني ما قام به من مبادرة في توثيق المكان، لأن أكتب هذا البوح حول صويلح، عربون محبة للمكان، وزيادة في تقديم جهد الصديق محمود رحال الذي لملم كثير من قصاصات تاريخ المكان ووثائقه. وحتى نكون منصفين في جانب التوثيق هذا، لا بد من الإشارة أيضا إلى ما قدمه الزميل الروائي الباحث محمد رفيع من إضافة، وتوثيق، من خلال إعداده وتحقيقه ونشره في جريدة الرأي، على حلقات «تقرير من قرية صويلح.. وأحوال الزمان لسامي أيوب فخري وعبده يوسف التل».
كل هذه الكتابات جعلتني أُقدم على الكتابة عن صويلح، مصرحا ببوحها، في حديث سوف يكون للعاطفة فيه مساحة، بسبب هذه العلاقة الوجدانية مع المكان وأهله منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي، وكأنها قصة أرويها عني، أو حكايات أحاول سردها عن كل وجه أعرفه، وكل حجر مررت بجواره، وكل شارع سرت فيه.. إنها صويلح جزء من نبض القلب، وبعض تفاصيل الذاكرة.

معرفة الطريق

كأنني أعيد وصف مسيرتي لسنوات طويلة، عندما تأخذني الحافلة الى عمان، ثم أعود من هناك، ومعي صديق، أو رفيق درب، وفي العادة كنا نستقل الباص، وبعد حديث قصير، نسرح في تتبع الطريق وتأخذنا موجة من صمت، كأننا نكتشف الدرب أول مرة، وكأنني في هذه الحالة أريد تأكيد المعرفة بالطريق والمكان، من خلال شرح بسيط، لقادم مفترض لا يعرف المكان فأقول له: المتجه من عمان نحو اتجاه شمال غرب، سوف يمر بصويلح وهو باتجاهه الى جرش، وقرى ومدن الشمال من الأردن. وكذلك الحال إذا كان المرتحل يريد الذهاب الى السلط والفحيص والأماكن في تلك الجهات الغربية، حيث المسافة بين عمان وصويلح يمكن تقديرها تجاوزا بـ13كم، فهي جزء من عمان، أو ضاحية من ضواحيها، وتقع ضمن أمانة عمان الكبرى، فهي إحدى مناطقها الواسعة، والمهمة. وفي هذا السياق يمكن تحديد صويلح على نحو أنه يحدها من الشرق الجبيهة والجامعة الأردنية، ومن الغرب الفحيص والحمر والسلط، ومن الشمال صافوط وسهول البقعة، ومن الجنوب وادي السير والمدينة الطبية، وبهذا فإن حدود صويلح تمتد شرقا حتى المدخل الرئيس للجامعة الأردنية، وغربا حتى ضريح وصفي التل، وشمالا حتى حدود بلدة صافوط، وجنوبا حتى مدينة الحسين الطبية.

صالح الرميان

ها قد وصلت صويلح..
بعدئذ أطرق باب المحبة هناك.. سلام على كل من فيها..سلام على من واطنها، ومن مرّ عبرها، ومن صار جزء من فسيفساء تاريخها..
وسلام على من أعارها اسما مقرونا بالصلاح والفلاح ومحبة الطيبين، وهنا يأخذني الحنين الى تلك التسمية للمكان، لماذا سميت صويلح بهذا الاسم؟ وهنا أقلب الكتب، وأستعين بما خطه الصديق الباحث محمود رحال في «صويلح أرض المهاجرين»، حيث يقول في كتابه بأن صويلح كانت تحمل عدة أسماء منها؛ قرية عين صويلح، وأرض المهاجرين (الشيشان والشركس)، والقرية البيضاء (وذلك لكثرة تساقط الثلوج فيها)، وزهرة البلقاء. وسميت باسم قرية عين صويلح، نسبة لعين الماء الموجودة فيها، وأصل اسم العين (النبع)، مأخوذ من أثر ديني (مقام) مدفون به أحد الشهداء قرب شجرة أثل، والمقام موجود في الجهة الجنوبية على طريق وادي السير، وعلى مسافة قدرها 100 متر تقريبا من حديقة المدرسة الثانوية، حيث توجد هناك شجرة أثل، حولها عدة مقابر، وأحجار كبيرة، وعند توسعة الطريق قلعت هذه الشجرة. وصويلح تصغير صالح، ولا بد أن أطلق هذا الاسم تكريما لأحد الشهداء السابقين، والمسمى بهذا الاسم، والمدفون في هذه القرية. وتنسب قرية صويلح الى (صالح الرميان) الذي أنشأ هذه القرية في عام 1240هـ/1824م، وهو من قبيلة العقيلات من (بريدة-السعودية). وهناك رواية أخرى تقول: أنه حط الرحال في زمن ماض بقرب العين الغربية رجل مريض لم ينفع فيه أي علاج، وبعد أن مكث ثلاثة أيام يستقي من مائها تماثل للشفاء، وعوفي فيما بعد، فقال أن هذا عين صالح، ومنه حرّف الاسم المعروف عين صويلح، إلا أن الرواية الأولى أقرب الى الصحة من الثانية. وفي اللغات السامية صويلح تصغير صالح، وبالآرامية صَلَح: نجح، وبالعربية صلح، نجح: صلح، صالح، صلّيح».
أما الباحث ركاد نصير، فهو يعطي معنى الاسم، صويلح، في كتابه «معاني اللغوية لأسماء المدن والقرى وأحواضها في المملكة الأردنية الهاشمية» حيث يقول بأن «صويلح.. الصالح: ضد الفاسد، وله حظ صالح أي كثير. وصويلح إسم شخص».

الجامع.. وعين الماء

تغيرت كثيرا صويلح..
كل سنة تختفي منها تفصيلة من تفاصيلها القديمة، يزداد البناء الحديث، ويهدم المعمار العتيق، كما في كل الأمكنة والمدن والقرى الأخرى. وكذلك الحال مع المياه التي كانت مشهورة بها، فهي توشك أن تتلاشى، حيث تم البناء على عين الماء، واختفت ملامحها. والحال مشابه للأزقة العتيقة التي صارت شوارع وبيوتاً حديثة، غير أن الصامد الوحيد بوجه موجة التغيير هذه هو الجامع الكبير، الذي ما زال معلما لوسط السوق في صويلح، يؤشر الى البدايات الأولى التي توثق لملامح من تاريخ تأسيس قرية صويلح، ذلك أن أول من بنى هذه القرية هم المهاجرون الشيشان، في شهر نيسان من عام 1905م، واستقروا فيها عام 1906م، وقد تم بناء القرية تحت رئاسة المريد أحمد البياني.
أما ما كانت عليه صويلح قبل تاريخ 1905م، فتفيد المراجع التاريخية، وذاكرة الكبار، بأنه لم يكن فيها أية بيوت باستثناء عين الماء التي تؤمها الرعاة والمارة على الطريق، وأرضها غابة من البلوط، وكانت بيدرا لأهالي السلط، كما أن أراضيها كانت تستغل من قبل أبناء العشائر وأهل القبائل لغايات الرعي.
ويشير الباحث محمود رحال في «صويلح.. أرض المهاجرين» أنه عندما قام الشيشان بتأسيسها، خططوا بعض الشوارع والأزقة فيها، وقسموا الأراضي على العوائل، وشيدوا البيوت، والمرافق الأخرى الضرورية لمعيشتهم.. وكان من عادات المهاجرين الشيشان الإسلامية أن يقيموا الجامع عند وصولهم للموقع، فكان أول بناء لهم في منطقة صويلح الجامع، فقد سكنوا في بداية الأمر في الكهوف، وبعد ذلك شيدوا البيوت».

آية في البداعة.. والهندسة

كما أن لأهمية موقع صويلح، وتميز بيئتها ومناخها، وطيب هوائها، فقد تم الإشارة إليها في كثير من المراجع، والكتابات، حيث ترد بعض تفاصيل المكان عند مصطفى الدباغ في كتابه «بلادنا فلسطين»، وأيضا عند المؤرخ سليمان موسى في كتابه «رحلات في الأردن وفلسطين»، وفي جريدة المقتبس، وغيرها من الوثائق والمصادر، وهنا نشير الى بعضها، حيث يذكر مصطفى الدباغ أنه «في عام 1921م نزلها(قرية صويلح)، الأستاذ الزركلي (خير الدين الزركلي)، وذكرها بما يأتي: «أما صويلح فغاية في جودة المناخ، وعذوبة الماء، وطيب الهواء. أهلها شراكس وشيشان، وبيوتها نحو مئتين، منها (120) للشيشان، والبقية للشراكس». وعند سليمان موسى في «رحلات في الأردن وفلسطين ترد في سياق كتابة البريطانية ستيوارت ارسكين، في أنه «ومن الانطباعات التي تكونت عند السيدة البريطانية ستيورات ارسكين، وبعد زيارة قامت بها لشرقي الأردن في ربيع سنة 1924م، فقالت إن الطريق بين عمان والسلط صالحة في بعض المواقع، ورديئة في مواقع أخرى. وإذا حالفك الحظ فإنك تستطيع أن تقطعها في ساعة وربع، وتمر الطريق بمناظر جميلة، وخاصة قرب صويلح-القرية الشركسية، وتتعرض الطرق هنا للانجراف في فصل الشتاء، ولا بد من إصلاحها بعد ذلك».
وأيضا، كتب خليل رفعت الحوراني في صحيفة المقتبس، بتاريخ 26 كانون الأول 1910م، أنه «وكان في أرض البلقاء وأرض بني 300 قرية، وعدة مدن عامرة بآثارها، ومنها ما بقي موجودا مثل السلط ومادبا والفحيص وماحص وزيزياء واليادودة وأم العمد ولبنى، ونحو 150 خربة مزروعة بيد الرحالة ومنها ما أعيد تعميره من جديد على أيدي المهاجرين القفقاسيين، ومنها ما جرى بناؤه من العدم مثل وادي السير وناعور وصويلح والرصيفة ورأس العين وعيون الحمّر».
وفي «تقرير من قرية صويلح.. وأحوال الزمان لسامي أيوب فخري وعبده يوسف التل» الذي حققه الزميل محمد رفيع يشار فيه الى أن «قرية صويلح شوارعها نظيفة ومساكنها صحية وهي مبنية من الحجر أو اللبن كما أنه يحيط بكل منزل حديقة جميلة مزروعة بالأشجار المثمرة والتزيينية، أما ترتيبها فهو آية في البداعة والهندسة، فالبلدة تقطعها ثلاث طرق رئيسية متوازية من الشرق الى الغرب، إحداها معبدة، وتصل هذه بعضها ببعض طرق فرعية تمتد من الجنوب الى الشمال، وأن هذه الطرق الأساسية والفرعية صالحة لسير المركبات والسيارات».

سيرة القرية

تقع صويلح شمال غرب عمان، على الطريق الموصل إلى السلط، على مسافة 13 كيلومترا من عمان، وهي تتبع إلى لواء الجامعة في محافظة العاصمة، وتعتبر منطقة من مناطق أمانة عمان الكبرى.
الديموغرافيا
يبلغ عدد سكان صويلح أكثر من 150 ألف نسمة في الوقت الحاضر. لكن العدد الموثق بحسب آخر تعداد عام للسكان والمساكن عام 2004م، فقد كان عدد السكان يقدر بـ(61327) ( 32829 ذكور، و28498 إناث)، يشكلون 12534 أسرة، تقيم في 17915 مسكنا.

التربية والتعليم

توجد في صويلح المدارس التالية: مدرسة صويلح الثانوية للبنين، ومدرسة بنات صويلح الثانوية، ومدرسة علي رضا الركابي للبنين، ومدرسة عبد الرحمن الداخل، ومدرسة خديجة بنت خويلد، ومدرسة أم كلثوم الابتدائية، ومدرسة زيد بن الخطاب، ومدرسة صهيب بن سنان، ومدرسة اليرموك الإعدادية، ومدرسة قيساريا الأساسية المختلطة، ومدرسة الكمالية للبنات، ومدرسة أم منيع الإعدادية، ومدرسة أبو مرهف الابتدائية، ومدرسة أم كلثوم الإعدادية. وهناك في صويلح الكثير من المدارس الخاصة، والمراكز الثقافية.

الصحة

يوجد في صويلح مركز صحي شامل.
المجتمع المدني: يوجد في صويلح العديد من الجمعيات والأندية وهيئات المجتمع المدني، منها: الجمعية الخيرية الشركسية/فرع صويلح، والجمعية الخيرية الشيشانية/فرع صويلح، والجمعية الخيرية الشيشانية للنساء، والجمعية الخيرية التركية، وجمعية السلط الخيرية، وجمعية أبناء صويلح للتنمية الاجتماعية، وجمعية الهلال الأحمر، وجمعية أبناء الجنوب الخيرية، مجمعية لواء رام الله الخيرية، والجمعية الأردنية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، وجمعية خديجة بنت خويلد، وجمعية سيدنا علي بن عليم الخيرية، وجمعية صوريف، وجمعية العطاء للتنمية الاجتماعية، وجمعية عي الخيرية، وجمعية المستقبل الخيرية، والهيئة الهاشمية الخيرية لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة من العسكريين، ومكتب الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين، وجمعية مراكز الانماء الاجتماعي، والمؤسسة السويدية للإغاثة الفردية، ومركز نازك الحريري، ومعهد العناية بصحة الطفل وتطويره، ومركز صويلح لتكنولوجيا المعلومات، ومركز المرأة، ونادي صويلح الرياضي، ونادي الحرية، ونادي العرب، ونادي أصدقاء جمهورية شيشان أنغوس.
يوجد في صويلح مقبرتان، والعديد من المساجد، منها: مسجد صويلح الكبير، ومسجد الشركس القديم، ومسجد عبد الله بن مسعود، ومسجد عبد الرحمن بن عوف، ومسجد حي اليطاطوه، ومسجد الهداية، ومسجد الشيخ أحمد، ومسجد خليل الرحمن، ومسجد كامل أبو خلف، ومسجد سلطاني السلط، ومسجد السبطين، ومسجد مراد، ومسجد موسى بينو، ومسجد قرية دابوق، ومسجد التوابين، ومسجد حي أبو مرهف، ومسجد عثمان بن عفان، ومسجد عمار بن ياسر.
ويوجد في صويلح كل الخدمات والبنى التحتية، حيث هي من ضمن مناطق أمانة عمان الكبرى، وهي سوق مهم، للكثافة السكانية فيها، ولوجودها على خطوط المواصلات للمدن الأخرى المجاورة.

دعوة للمشاركة

[email protected]

هذه صفحة تؤسس لكتابة متكاملة حول القرى الأردنية، وتطمح لتأسيس موسوعة جادة شاملة. ولن يتأتى هذا بجهد من طرف واحد، فما يكتب قد يحتاج إلى معلومات للاكتمال، أو قصص أخرى لم يلتقطها الكاتب في زيارة واحدة، وهي مفتوحة للإضافة والتعديل قبل أن ترتسم بشكلها النهائي لتكون وثيقة لكل قرية، والأمل بأن تأتي أية إضافات أو تصويبات أو معلومات أخرى من أهل القرى والمهتمين مع اقتراحاتهم، وعلى العنوان: بوح القرى - الرأي

ص.ب- 6710-عمان-1118-فاكس 5600814
بريد الكتروني [email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF