أحببت فتاة.. ولا تبادلني المشاعر نفسها

أحببت فتاة.. ولا تبادلني المشاعر نفسها

ميساء القرعان

السيدة ميساء, أنا طالب جامعي, مشكلتي بدأت منذ سنة تقريباً, فقد أحببت فتاة, وهي في الجامعة معي ولكنها لا تبادلني المشاعر نفسها، أو بالأحرى هو حب من طرف واحد!
حدث ذات مرة أن عبّرت لها عن مشاعري الحقيقية تجاهها بشكل مباشر وجهاً لوجه، ولكنها تلبكت كثيراً ولم تعطني جواباً..
لا أعرف ماذا افعل؟ هل استمر أم لا جدوى من الاستمرار؟
وإن كان الحل بعدم استمراري, فهنالك مشكلة النسيان، فالنسيان هنا شبه مستحيل خصوصاً خلال الفترة الحالية؛ لأنني أراها يومياً في الجامعة وهي تراني كذلك..
لقد فعلت كل شيء ممكن حتى ألفت انتباهها أو أعبّر لها عن مشاعري ولكن أشعر بأن ذلك دون جدوى!! ماذا أفعل؟

(أ.أ)?الأردن

الأخ «أ.أ»؛ أشكر ثقتك بدايةً لتوجيه الاستشارة إلى زاوية استشارات الشباب، وسأبدأ معك من مفردة «مستحيل» التي ذكرتها في استشارتك، لأن لا شيء مستحيلاً، وما أنت فيه اليوم قد يتغير غداً..
أقدر مشاعرك تجاه هذه الفتاة لكن في الوقت ذاته ومن خلال ما ذكرت لا أعتقد أن هذه الفتاة تبادلك شعوراً يشابه شعورك، وقد يكون تعلقك بها لهذه الدرجة هو سبب عدم مبادلتك مشاعرك بمشاعر من قبلها وهذا يخلق نوعاً من التحدي اللاشعوري لديك، والرغبة في أن تكون على علاقة حب معها.
أنت لم تحدثها ولا تعرفها أيضاً، فإن ترى فتاة وتلفتك هذا ليس حباً، قد يكون إعجاباً وأحلام يقظة في ألا يكون الحب من طرف واحد، لكن هذه هي الحقيقة وعليك تقبلها، إلا إذا كنت أنت ترغب أن تعيش عذاباً من طرف واحد، ويبدو أنك غير قادر على جعل العلاقة من طرفين وتوهم نفسك بأن النسيان مستحيل بحكم أنك تراها يومياً..
وحين أقول لك غير قادر فهذا لا ينتقصك شيئاً لكنها ربما تكون مرتبطة أو لا تشعر بأية مشاعر تجاهك، ومحاولات لفت انتباهها لن تؤدي إلى نتيجة فالحب يأتي أو لا يأتي دون الحاجة إلى لفت انتباه الطرف الآخر وقد مضى سنة على معرفتك بها ولم تلتفت لك لسبب يخصها هي وقد يكون حولك ممن لا تراهن من تلفت انتباههن وأنت لا تدرك ذلك، لأن تركيزك منصب باتجاه هذه الفتاة.
ما أنصحكَ به هو اتخاذ قرار ذاتي بأنك لا تراها حتى حين تراها، استبعدها من مخيلتك ولا تفتعل أي تصرف تعتقد أنه قد يحرّك مشاعرها فهذه التصرفات أحياناً تجعل الطرف الآخر ينفر، لأن ليس للحب مقاييس أو اشتراطات أو سلوكيات معينة، هذه مشاعرها التي تحكمها وتجعلها لا تلتفت إليك تماماً كما تتحكم بك مشاعرك لكن الفارق هو أنك تعيش حالة عذاب في حين هي لا تعيش مثل هذه الحالة وإذا سألتك هل تقبل أن تحب إنسانة من طرف واحد ولا تشعر بقيمتك لديها؟ ستكون إجابتك لا، وإذا سألتك أيضاً: هل ترضى أن يكون حبها لك بفعل إلحاحك وإصرارك ومحاولة لفت انتباهها؟ سيكون جوابك بالطبع لا، وهي إن أحبتك بهذه الطريقة فلن يكون حباً صادقاً واعذرني لأنني أكتب لك بصدق ولمصلحتك، لا تتعلق بوهم ولا تدع الوهم يكبر وتذكر بأنك ما زلت في مقتبل عمرك وقد تحظى بحب حقيقي من طرفين بعد حين ولتتحمل آثار نسيانها ونسيان فتاة لا تبادلك نفس المشاعر يكون سهلاً إن فكرت بمنطق وعقلانية إلا إذا هي أبدت لك عكس ذلك بعد فترة لكن حاليا حاول أن تتناساها ولا تعرها اهتماماً ليس لأنها لا تستحق لكن لأنها لا تبادلك المشاعر ذاتها.