يختلف المغاربة في كل شيء ولكنهم يتفقون جميعا وبدون نقاش على وحدة المغرب الترابية لذلك فأن زيارة الملك إخوان كارلوس إلى سبته ومليليه المحتلتين منذ خمسة قرون مست بشعور المغاربة وتصريح المسؤولين الأسبان حول هاتين المدينتين والزيارة معا أثارت غضبا شديدا على مستوى المغرب العربي .لكن الذي لايعرفه الكثيرون أن هناك حربا أخرى تشنها اسبانيا على المغرب عبر محاصرة المنتجات والبضائع المغربية وإتلافها في أحيان كثيرة وهي حرب اقتصادية تؤذي الواقع الاقتصادي والاجتماعي المغربي . بالإضافة إلى الدعم المباشر وغير المباشر للعناصر الانفصالية في الصحراء المغربية التي كانت تحتلها اسبانيا أيضا إلى عام 1976 والتي على أثرها جاءت المسيرة الخضراء التي شارك فيها جميع المغاربة من اجل استقلال وجلاء الاستعمار عن كل الأراضي المستعمرة. يضاف إلى هذا التصعيد الذي تمارسه اسبانيا الآن من خلال الزيارة الأخيرة لملك اسبانيا إلى المدنتين المحتلتين و احتلال جزيرة ليلى قبل ثلاث سنوات التي لايمكن إلاّ أن نعتبرها جزءا من التراب والمحيط المغربي استنادا لمفهوم وأحكام القانون الدولي كونها تقع قبالة الشواطئ المغربية وضمن الحدود الدولية هذا إذا طبقنا المفهوم القانوني العادل بعيدا عن هيمنة الاستعمار والقوة . الحقيقة المهمة التي لا يعرفها الكثير أن الإدارة السياسية في المغرب تتمتع بروية الحوار السياسي الهادئ وهي مدرسة لها باع طويل في العمل السياسي الناجح استطاعت من خلاله خلق توافق إبداعي بين الإرادتين السياسية المتمثلة في الحكومة والدولة المغربية والشعبية التي تستمد جذورها من نضال المغاربة وباعهم الطويل في مقارعة الاستعمار التي تذكرهم بالمناضلين الشرفاء أمثال محمد الخطابي ومحمد الزرقطوني والملك الجد محمد السادس الذي نفاه الاستعمار لسنوات طويلة خارج المغرب . لايمكن لأي عاقل إلا أن يقول أن سبتة ومليلية مدينتان عربيتان إسلاميتان منذ فجر التاريخ ، لكن سطوة الاستعمار ونظرية القلعة لازالت هي التي تسيطر على عقول هؤلاء المستعمرين . الغريب في الأمر أن اسبانيا لازالت وفي كل مناسبة وغير مناسبة تطالب بريطانيا بالرحيل عن جبل طارق وقد نؤيدها ونقف معها في ذلك فهل تفكر اسبانيا بنفس الطريقة وترحل !! [email protected]