قبل ايام احتفلنا مع العالم باحياء اليوم العالمي لمكافحة الفقر، كل دول العالم احتفلت بهذا اليوم وكلها رفعت شعارات محاربة الفقر او الحد منه او القضاء عليه. لا توجد دولة واحدة في هذا الكون الواسع تخلو من معاناة الفقر او وجود الفقراء والمعوزين والمعدمين، الفقر بالطبع انواع ومستويات وفي اللغة العربية يوصف اشدها بؤساً بأنه (الفقر المدقع)؟؟ بالدال الساكنة وكسر القاف، والارقام العالمية للفقر تختلف من بلد الى اخر، فهي في بعضها متواضعة جداً. وفي بعضها الاخر مرتفعة جداً، في الاولى لا يتجاوز خط الفقر بضعة دولارات، وفي الثانية يصل الى الالف دولار او اكثر!! ليس مهماً تصنيف الفقر او خطه، طالما انه فقر، أي يرتبط بالمعاناة، وانحدار مستوى المعيشة، وغياب الاساسيات اللازمة لحياة الانسان الكريمة والشريفة والدخل الدائم الكافي لها. وليس مهماً من المسؤول عن هذه الحال، او لماذا وصلنا اليه، في العالم كله وعلى تفاوت واختلاف في مستوياته، طالما ان هناك من يجوع ويعرى ويمرض، ولا يجد من يعينه او ما يعينه على مواجهة هذه السوءات الثلاث التي يرتبط بها الجهل ليكون (رابعة) الاثافي. مع ان الثلاث الاولى كافية ليقوم عليها قدر البؤس والشقاء والعذاب والمعاناة، دع عنك تجاهل الحكومات كلها في العالم لهذه الحال، وقفزها عن الحقائق الموضوعية لتضاف البطالة الى هذه (الاثافي) أي حجارة القدر، فيستمر (طبخ الحصى) ويبقى الاطفال يصرخون من الجوع!! أليست هي تلك الحكاية التاريخية التي عايشها عمر بن الخطاب الخليفة الراشد (رضي الله عنه) واستطاع ان يصل الى تلك الأم التي ظلت تطبخ الحصى ساعات طويلة لأنها لم تكن تجد ما تطعمه لأطفالها!!. لا يحتاج الامر الى كثير من الدراسات والمعلومات لمعرفة الطريقة الصحيحة، والاسلوب الناجع (بالعين) لمواجهة الفقر فأسبابه واضحة وابرزها هذا التزايد المتعاظم في عدد سكان الكرة الارضية، مقابل التناقص الشديد في الموارد الغذائية، وفي الانتاج، ويضاف الى ذلك اختلال كبير جداً في توزيع الثروة بحيث ان نسبة المالكين لغير المالكين تبدو مريعة في تفاوتها فمما لا يزيد على 10-15% من الناس يمتلكون ما يزيد على 58-90% من الثروة العالمية، ويبقى ادراك اسباب ذلك متروكاً لفهمكم، كما ان الصورة المهتزة تصلح مثالاً لانعدام العدالة والمساواة وتراجع تكافؤ الفرص، بشكل مريع!. لنحمل الامهات اللاتي ينجبن اعداداً متزايدة من الاطفال مسؤولية الفقر في هذا العالم، فذاك هو المشجب الاسهل وصولاً، وامتلاكاً. كما ان علينا ان ننظر الى ما حولنا، لتجد ان الحروب المشتعلة في ثلاثة ارباع الكرة الارضية تشكل حلاً نموذجياً، في ظل شريعة الغاب، لمشكلة الفقر، فالمطلوب انقاص او تخفيف عدد السكان في هذا العالم الى ما يزيد على 30%، لكي يعتدل الميزان وتنقشع سحب الفقر والحرمان!! اشك في ان هذا هو الحل الشامل وغير العادل الذي يسعى اليه بوش وادارته من وراء حروبها على البشر في مختلف انحاء الارض، وخصوصاً في العالم العربي والاسلامي حيث التعبير الذي يرتاحون اليه. [email protected]
