عمان -بترا - تتمنى ندى المعلمة في مدرسة عبدالله ابن ام مكتوم للمكفوفين لو انها وافقت على استخدام العصا كمعين لها في حركتها بشكل عام اذ ان استخدام العصا كمعين للكفيف يسهل حركته خاصة في الشارع وفقا لقولها لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ).
واضافت ل ( بترا ) التي التقتها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للعصا البيضاء الذي يوافق الخامس عشر من تشرين الاول من كل عام «كنت في مرحلة المراهقة عندما رفضت استخدام العصا للمساعدة في المشي بدون مرافق خاصة خارج المنزل , وكنت خجولة من استخدامها خوفا من معرفة الناس بانني كفيفة وظنا مني ان اذى ما سيلحق بي لو استخدمتها» .
واكدت ضرورة التهيئة الشخصية والنفسية للكفيف من المدرسة والبيت قبل المباشرة باستخدام العصا .
معلم اللغة العربية في المدرسة ذاتها رامي عثمان الحاصل على الماجستير في اللغة العربية قال انه لم يعتد على تسيير امور حياته باستخدام العصا , وان له اسلوبه الخاص في معرفة الحواجز التي قد تعترضه سواء كانت من البشر او السيارات او الجدران , وان احساسه بالفراغ والمكان ياتي من صوت الارتداد من الارض عند المشي ما يعطيه ايحاء بوجود حاجز ما .
وبحسب متخصصين فان العصا ترمز الى استقلالية المكفوفين ، حيث تساعدهم على التحرك بحرية دون مساعدة أحد وتمكنهم من القيام بأمور حياتهم المختلفة دون الاعتماد على الآخرين .
ومن خلال استخدام العصا وفقا لقولهم يستطيع المكفوفون الانتقال بأمان وممارسة دورهم في مجتمعاتهم ومحاولة تفادي العوائق وتحديد مواقع الأشياء وحمايتهم من الإصابة بالأضرار المختلفة .
مدير المدرسة قاسم عنيزات ابدى استعداد ادارة المدرسة لتامين العصا لكل من يريدها مع عقد دورات خاصة للتعلم على التحرك بواسطتها موضحا ان استخدامها يعتبر رسالة الى المبصرين من اجل التعامل مع الكفيف بطريقة لائقة وتقديم المساعدة الكاملة له في عبور الطرق وخاصة عند الاشارات المرورية .
مستشارة شؤون المكفوفين في المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعوقين الدكتورة شادن عليوات قالت ان العصا تعتبر وسيلة مساعدة جيدة جدا للمكفوفين بحيث تساعدهم على التنقل بسهولة ويسر اكثر مستعرضة انواعها المتمثلة بالعصا الطويلة , والمطوية وهي الاكثر شيوعا اضافة الى عصا الليزر .
واشارت الى ان جمعية الصداقة للمكفوفين بالتعاون مع المجلس تقوم بتوفير العصا مجانا للكفيف ولمرة واحدة .
وقالت ان عصا الكفيف لها مواصفات عامة ابرزها انها مصنوعة من الحديد ولونها ابيض فسفوري لاظهارها في الظلام ومنع وقوع حوادث مع الكفيف , ولها مقبض جلدي من الاعلى اضافة الى وجود قطعة جلدية في اسفل العصا لمنع مرور التيار الكهربائي اليها لافتة الى ان العصا الملونة باللونين الابيض والاحمر تبين ان حاملها كفيف اصم .
واضافت اننا لا نشجع على استخدام عصا الليزر لانها كثيرة التلف وباهظة الثمن ولا تتلقى الاشارات بالعوائق الزجاجية , وترسل اشارات عن العوائق الامامية للكفيف فقط .
وبينت ان العزوف عن استخدام العصا جاء نتيجة عدم وجود التدريب الكافي مشيرة الى ان المجلس وبالتعاون مع جمعية الصداقة للمكفوفين عقد اخيرا دورات لتدريب مدربين على استخدام العصا .
وبينت كذلك ان طبيعة الشوارع في المملكة كثيرة الارصفة المزروعة بالاشجار اضافة الى وجود سلات المهملات المعلقة على الاعمدة والتي تشكل في مجملها عوائق لاستخدام الكفيف العصا ما يجعل اعتماده على المرافق اسهل من استخدامه لها .
واوضحت ان استخدام العصا له سمة ودلالة قانونية حيث تشير الى كف البصر وان حاملها بحاجة الى التعامل معه بطريقة خاصة ولبقة .
واشارت الدكتورة شادن الى انه تم توقيع اتفاقية مع امانة عمان سيتم بموجبها تأهيل شارع واحد في السنة من شوارع عمان يتمتع بمواصفات خاصة يلبي احتياجات الاشخاص من مختلف الاعاقات سواء الحركية او البصرية .
وكان الأعضاء الفخريون في المجلس العالمي لرعاية المكفوفين اقروا في اجتماعهم الذي عقد في شهر شباط من العام 1980 في باريس , يوم الخامس عشر من تشرين الاول من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للعصا البيضاء .
