الكثيرون منا وبعض الأطباء يطلقون اسم الإنفلونزا على حالات مرضية تحدث بشكل موسمي بداية الشتاء وتسمى (الرشح، التحسس الأنفي والبردية والنزلة، الزكمة، السُعْر والحَر، الكريب والرشحة، الدوره وأنف العنزة)، وجميعها لا علاقة لها بالانفلونزا، فالانفلونزا: مرض يسببه فيروس وينقل العدوى للغير و(يصيب الحلق والمجاري التنفسية والرئتين) وتقدر نسبة المصابين من 5%- 20% وعادة يشفى المريض بعد أسبوع،لكن أعراض وفترة الإصابة بالانفلونزا تكون اشد وأطول عند المسنين والاطفال والمصابين بأمراض مزمنة ويقترح الكثيرون علاجات مختلفة لكنها لا تفيد، ومن الممكن ان تودي الانفلونزا بحياة المريض.
تاريخيا: انتشرت الأنفلونزا كوباء عالمي (Pandemic) بين الأعوام 1918-1920وسببها (فيروسH1N1 ) وذهب ضحيتها 50 مليون وإصابة 30 مليون بالمرض، وتبعها وباء (1937) في مانشستر،ثم الآسيوية (1947-1958) ثم هونج كونج (1968-1969) وأخيراً (2009-2010) والمسببة عن الفيروس ((H1N1 A وتسببت بوفاة 7000واصابة نصف مليون وسميت انفلونزا الخنازير،إما انفلونزا الطيور فسببها فيروس ((H5N1 وبدأت عام (2007) وتم تصنيع عقار للوقاية منها هو .(Tamiflu)
لا نريد الدخول في تفاصيل علمية للانفلونزا، والمهم أن يعرف القارئ نقاطا هامة عنها، فالمرض غالباً ينتقل من شخص لآخر عن طريق الرذاذ الذي يتطاير بواسطة السعال والعطس من الشخص المصاب للآخرين أو تلوث يد المصاب ومصافحة الآخرين، أو استخدام أدواته. وتتكاثر العدوى بالاماكن المزدحمة وخاصة مدارس رديئة التهوية وأجواء البيئة والمجتمع السيئة، كذلك تقارب الناس في المآتم والأعراس وعادة التقبيل. ليست كل إصابة تنفسية انفلونزا لكنها مجرد رشح أو زكام، أما مؤشرات الانفلونزا فهي: (سخونة عالية وبرديّة مفاجئة، وإرهاق وآلام جسدية وصداع وفقدان الشهية). تقدر الإصابات بين الكبار بالهجمات التنفسية العلوية بـِ 4 ــ 6 والصغار ب 6ــ10 أي في الأردن هناك (50 مليون إصابة تنفسية علوية سنويا) لا تحتاج لمضادات حيوية لأنها إضاعة للمال كما أن المرض يعطل الأعمال مع تغيب الموظف والطالب فنحن نتحدث عن تعطل (100) مليون يوم عمل ودراسة سنوياً. وتقدر تكاليف المعالجات والعطلات سنوياً في الأردن حوالي نصف مليار دينار. (حسب دراسة الأستاذ الدكتور أحمد رامي الإيراني استشاري الصدرية ورئيس لجنة التعليم الطبي المستمر في الجمعية الأردنية لأطباء القطاع الخاص).
علاج الانفلونزا ليس المضادات الحيوية لأنه فيروسي، ولاشيء من كل العلاجات الموصوفة يمنع المرض وليس هناك علاج سوى المطعوم (FLU VACCINE) والذي يعطي مناعة بنسبة 95%، ولابد من اخذ حقنة مطعوم الانفلونزا سنويا لمنع حدوث الأنفلونزا في الفترة بين شهر أيلول – تشرين الثاني، وينصح بعدم تناول اي مضاد حيوي،ويعطى المريض قسطا من الراحة ويتناول السوائل والتدفئة والابتعاد عن بقية أفراد الأسرة أو المحيطين به.
المهم إعطاء المطعوم للنساء الحوامل لحمايتهن واطفالهن من المرض في أي فترة من فترات الحمل حسب WHO ومركز التصدي للأمراض المعدية (CDC) فلا خوف من مضاعفات حسب تقرير تلك المراكز (بتاريخ 12-10-2011). نحن في الأردن كنا ولا نزال نصنع ونعطي أطفالنا مطاعيم متعددة. لماذا لا تبادر وزارة الصحة بتوفير مطعوم الانفلونزا ليعطى للمواطنين سنوياً، وهذا نداء لمعالي وزير الصحة راجياً اعتبار المطعوم من الأولويات الصحية لأنه يوفر أموالاً طائلة وأوقاتاً ضائعة.
