مثلث برمودا وسر اختفاء السفن والطائرات فيه

مثلث برمودا وسر اختفاء السفن والطائرات فيه

إن هذا المثلث كناية عن بقعة واسعة في المحيط  الأطلسي تمتد من برمودا إلى ساحل فلوريدا في أمريكا وبورتوريكو، وكان هذا المثلث قد كوّن لنفسه خلال السنوات الستين الماضية اسماً سيئاً يقترن بالمخاطر والألغاز المحيرة بسبب اختفاء العديد من السفن والطائرات فيه دون معرفة الأسباب المؤدية إلى ذلك، كما أن حوالي ألف طيار وبحار قد فقدوا حياتهم نتيجة لتلك الحوادث الغامضة المروعة في مثلث برمودا. ما هو هذا المثلث بالضبط؟ وما سر اختفاء السفن والطائرات فيه؟!
إن مثلث برمودا هو موضوع كتاب نشر أولاً في الولايات المتحدة ثم نشر في بريطانيا، ومؤلف الكتاب هو الباحث تشارلز برلتز. يشير المؤلف في كتابه هذا أن أحداً لم يعثر حتى الآن على أية قطعة أو شظية من حطام السفن أو الطائرات التي فقدت! أو أية جثة من جثث الطيارين أو الملاحين الذين فقدوا في مياه المثلث! ومما يحير العقل أيضاً أن حوادث الاختفاء هذه ليست بالحوادث العادية حيث أنها تقع عندما يكون الطقس جيداً في المحيط وفي الوقت الذي تكون فيه السفينة أو الطائرة على اتصال باليابسة.
وقعت حادثة من هذا القبيل في شهر كانون الأول من عام 1948 بالقرب من فلوريدا في الولايات المتحدة كان الطيار قد اتصل ببرج المراقبة الجوية في ميامي قائلاً: إننا نفترب من الموقع ونستطيع مشاهدة أضواء مدينة ميامي، وكل شيء يسير على ما يرام، ونحن الآن بانتظار التعليمات منكم كي نبدأ بالهبوط. كانت هذه الكلمات الأخيرة التي سمعت من الطائرة التي تبين فيما بعد أنها اختفت ولم يعثر على أي أثر من حطامها عندما أجريت عملية واسعة النطاق للبحث عنها بالرغم من أن الطائرة اختفت وهي تحلق فوق مياه صافية لا يزيد عمقها على ستة أمتار!!
كان هذه في عام 1948، وقبل ذلك بحوالي ثلاث سنوات أي في عام 1945، كانت خمس طائرات من طائرات البحرية الأمريكية قد اتصلت ببرج المراقبة فجأة تفيد بأن كل شيء أمامها محير ومثير للقلق فالطيارون عاجزون عن معرفة الاتجاه الذي تطير فيه طائراتهم حتى أن المحيط لم يكن يبدو لهم في مظهره المألوف، وبعد ذلك اختفت الطائرات الخمس ومن فيها. وكذلك اختفت طائرة النجدة التي أرسلت إلى المنطقة على الفور!!
هذا بعض ما يسرده المؤلف في كتابه 'مثلث برمودا' من حقائق مذهلة عن حوادث الاختفاء في أجواء المحيط، كما يسرد أيضاً حوادث أخرى اضطربت فيها الاتصالات اللاسلكية وتبدلت مغناطيسية الأرض على نحو لم يتيسر تفسيره علمياً بصورة مقنعة حتى الآن. فكانت السفن والطائرات في تلك الحوادث تختفي عن شاشات الرادار لفترة من الزمن وكانت ساعات الملاحين والطيارين تفقد الوقت بمقدار واحد في آن واحد، كما كانت إبر البوصلات تدر بسرعة حول نفسها فجأة بدون أي معنى، كما أن السماء كانت تتحول إلى لون أصفر!!
ومن الغريب في الأمر أن كريستوفر كولومبس الذي اكتشف أمريكا في عام 1492، كان قد لاحظ عندما مرّ في المنطقة ذاتها خطوطاً مضيئة من المياه البيضاء في المحيط، ولاحظ هذه الظاهرة المحيرة بالذات رجال الفضاء الأمريكيين من الفضاء الخارجي. وإذا عدنا إلى موضوعنا الأساسي وهو اختفاء الطائرات والسفن في مثلث برمودا دون العثور على أي أثر لحطامها فكيف يفسر العلماء هذه الظاهرة الغريبة حقاً؟ والسؤال الأكثر أهمية هو: حتى إذا استطاع هؤلاء العلماء حل اللغز الكبير فهل يستطيعون أن يوافوا العالم بتقرير عن اكتشافهم أم أنهم سيختفون أيضاً عن وجه الكرة الأرضية كما اختفى العديد قبلهم دون أن يخلفوا أي أثر وراءهم؟ هذا ما يتساءله المؤلف في كتابه 'مثلث برمودا'.
يوسف جورج عبدالله