خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

إن خير من استأجرت القوي الأمين

إن خير من استأجرت القوي الأمين

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

في الآية السادسة والعشرين من سورة القصص يقول ربنا الخبير الحكيم ؟ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ؟ صدق الله العظيم.

إطلالة عجيبة ومذهلة على منهجية الحكم في حياة البشر. وإجمال إبداعي لكل ما في التنظيم من عبقرية وعلمية وعظمة، سواء من قبل صاحب القرار أم من قبل من يقع عليه الخيار. منهجية تحدد تماماً كيف يكون التعاطي مع كل العلائق البشرية.

المواصفتان اللتان تشير إليهما الآية الكريمة هما إيجاز معجز لما يجب أن يتحلى به من يقع عليه التكليف. وعندهما تتراجع وتصغر وتختفي كل الصفات الأخرى.

القوة تعني القدرة والفهم والعلم والإحاطة والمعرفة والدراية والتحصيل والخبرة والاستطاعة والتمكّن واتخاذ القرار الصائب المنتج واختيار الوسيلة الصحيحة والعناية الفائقة بالتفصيل وبالإجمال؛ وعدم الاستسلام للأهواء أو السقوط تحت الضغوط غير الشريفة والصمود أمام المغريات ومواجهة التحديات والتصدي للصعاب وتجاوز العقبات، والاقتدار على مقارعة الخصم والظلم والانحراف عن جادة الصواب.

القوة من صفات الذات الإلهية فهو القوي وهو العزيز وهو القادر. والإنسان القوي هو من يقع من يومه تحت تجليات اسم من أسماء الله الحسنى. والله يحب الرجل القوي لأنه القادر على حسن التعبد وصفاء العبودية والاجتهاد في التواصل مع خلق الله وإعانتهم.

والأمانة هي الركن الثاني الذي يقيم أود المرء ويصيغ ذاته على أحسن تقويم. وتحيط الأمانة بمعاني الحرص على الاتفاق وتحاشي إتباع الهوى والبعد عن سياقات الإغراء. والأمانة هي عدم الخيانة وهي الاستقامة وإعطاء كل ذي حق حقه والعدل والصدق والتمسك بالشرف والذود عن حمى الذمة وسكون القلب والحرص من العثار والركون إلى الجادة الصحيحة. والأمانة هي حفظ الوديعة وعدم النكوص عن العهد. والإيمان هو التصديق المطلق بكل ما أنزل الله وأوحى.

في دنيتنا ، هذه الأيام ، غالباً ما يدور كلام، رغم عدم صوابه إلا أنه يجد أعواناً على الظلم والهوى والارتهان إلى إسقاطات الفشل على الآخرين، يقول بأن استئجار المرء يحول دونه القربى أو الصداقة. ففي بعض المؤسسات تجد هناك مسؤولاً بحرم أحد العاملين معه أو تحت أمرته من حقّه حتى لا يقال أنه يحابيه أو لكونه أحداً من أهله أو لكونه صديقه، رغم قدرة ذلك العامل واجتهاده وكفاءته.

هذا أمر غير عادل وفيه ظلم وافتئات على الحق، فكل صاحب اجتهاد وقدرة وتمكّن، يجب أن يأخذ موقعه رغم ما يحيط بذلك من مفاتيح للإنتقاد الذي يكون حينها تجديفاً وحسداً وبعداً عن الحق. فكل من يحسن الصنعة لا بد وأن يوضع في مكانه المناسب، إذا أن الكفاءة هي المعيار الأول والأخير وغير ذلك يظل غثاء يجب أن لا يُبنى عليه. إلا أن هذا الأمر يجب أن لا يؤخذ على المطلق إذ أن هناك استئجارات تأتي خاطئة وتستدرج عواقب ضارة، وهذه يجب معالجتها بكل سرعة وحزم.

التحديد الإلهي هو القول الفصل والقاطع ، فالقوة والأمانة هما المعياران الاوّلان والآخران.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF