كتبت ? سهير بشناق - «وجدت نفسي امام افكار مسبقة ومعتقدات سلبية بحق المراة تجرح كرامتها وتضعها امام خيارات الرجل غير المنصفة وذلك بسبب تجربتي غير الناجحة بعقد قراني على شاب لم نتمكن من اتمام الزواج لخلافات فكرية فحدث الطلاق قبل الدخول ...وهذه التجربة اصبحت وصمة عار في حياتي كلما علم بها الاخرون تراجعوا عن قرار الارتباط ... وهي مشكلة حقيقيية «.
هذا هو حال «باسمة» 25 عاما التي نقلت مشكلتها «للرأي» والتي تبدو انها مشكلة تعاني منها العديد من الفتيات اللواتي ارتبطن بعقود زواج ولم يتممن زواجهن لاسباب عديدة لكنهن دفعن ثمن هذه التجربة بالرغم من اعتبارها تجربة لا تشين الفتاة التي لم تقدم على سلوك خاطىء بل التزمت بالاحكام الدينية التي تطالب الفتاة والشاب بعقد قرانهما لتتاح لهم الفرصة الصحيحة للتعارف قبل تكوين اسرة والدخول الى مؤسسة الزواج.
تقول باسمة باعتقادي ان قراري بالطلاق قبل الدخول سوف يلازمني تبعاته في حياتي بالرغم من ايماني باني لم ارتكب اي خطأ.
واضافت» بعد وقوع الطلاق استكملت حياتي بشكل طبيعي كأي فتاة اخرى سوف يتقدم لخطبتها الشباب ولكن ? للأسف ? فجمعيهم عندما اكتشفوا باني مطلقة قبل الدخول لا يعودون مرة اخرى ويخبرون اسرتي بانهم لا يمكنهم الارتباط بفتاة مطلقة».
واشارت باسمة الى ان هذه المشكلة تعاني منها فتيات اخريات خضن هذه التجربة لكنهن واجهن معتقدات سلبية من قبل بعض الرجال الذين لا يزالون يؤمنون بان الفتاة ان تم عقد قرانها ولم تتزوج فانها تصبح غير مؤهلة للزواج من جديد.
واكدت باسمة التي تعمل معلمة ? بانها ليست نادمة على قرارها بعد اكمال اجراءات الزواج لانها تؤمن بان الزواج يحتاج لمقومات كثيرة اساسية ليكتب له النجاح وان تغاضي المرأة عن الاساسيات يدخلها في تجربة يكون مصيرها الفشل.
لكنها بينت في ذات الوقت ان اعتقادات بعض الرجال تجاه النساء المطلقات قبل الدخول توضح مدى الفكر الخاطىء الذي لا يزال يحكم عقولهم متساءلة عن الازدواجية التي يعيشون بها فهم يقبلون على الزواج من نساء غير عربيات باختلاف العادات والتقاليد ونمط الحياة ويرفضون الارتباط بفتيات لم يرتكبن اخطاء سوى عقد قرانهن ولم يتممن الزواج.
الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبقية اشار الى ان نسبة الطلاق قبل الدخول وصلت العام الماضي الى ( 79 ) % وهو ما اعتبره ايضا مشكلة اجتماعية خاصة وان نظرة المجتمع تجاه النساء المطلقات هي واحدة سواء قبل الدخول او بعده.
واضاف الخزاعي ان مشكلة الفتيات المطلقات قبل الدخول من المشاكل الاجتماعية التي تزداد يوما بعد يوم ولا يتم الاعتراف بها بالمجتمع ولا تندرج تحت احصائيات النساء المطلقات بعد الزواج بالرغم من انه يعتبر طلاقا.
واكد الخزاعي اهمية وعي المجتمع بهذه القضية التي تقع تحت ظلمها الكثير من الفتيات اللواتي تتغير نظرة الرجل التقليدية نحوهن في حين علمهم بارتباطهم بعقود زواج.
واعتبر الخزاعي ان نسبة المطلقات قبل الدخول ( 79 ) % هي نسبة مرتفعة تستحق الوقوف على اسبابها واكتشاف الاسباب التي تؤدي الى الطلاق قبل الدخول والتي عادة تتاثر بها الفتيات اكثر من الرجال كما هو في قضايا اجتماعية كثيرة.
واوضح الخزاعي ان الزواج غير المنظم يسهم في ارتفاع هذه النسبة بشكل ملحوظ مشيرا الى ان الشباب والفتيات يقدمن على عقد قرانهم دون دراسة اسس الارتباط وتوافق افكارهم وتقارب بيئتهم الاجتماعية والاسرية وهي جمعيها امور هامة لاستمراية التوافق واكمال الزواج.
واضاف ان ضغوطات اسر الشباب والفتيات تسهم في كثير من الحالات لوقوع الطلاق قبل الدخول كمتطلبات اسر الفتيات لازواج بناتهن والمبالغة فيها او لرفض الفتيات القبول بشروط اسر الشباب والانصياع لتدخلاتهم في حياتهم قبل بدئها.
وطالب الخزاعي بضرورة ترك حرية الاختيار بالزواج للشباب والفتيات انفسهم مع الابقاء على جانب تقديم النصيحة لهم والنابعة من خبرة حياة طويلة من قبل الوالدين والتي تساعد بدرجة كبيرة على عدم الوقوع باخطاء ثمنها مكلف في حياة الابناء.
وتبقى الفتاة التي اختارت الطريق الصحيح دينيا واجتماعيا بعقد قرانها قبل فترة من اعلان الزواج تتحمل تبعات قرارها هذا بسبب معتقدات خاطئة وفكر يدور في محيطه كل رجل يعتبر ان المرأة المطلقة قبل الدخول امرأة ارتكبت خطأ في حياتها يعزفون عن الزواج بها في حين ان الازدواجية الفكرية والحياتية التي يعيش بها الرجال تجاه اقدامهم على الزواج من قبل نساء غير عربيات ومحاولتهم ادماجهم في بيئتهم وحياتهم تضعهم امام العديد من الاسئلة المشروعة التي تطلقها الفتيات اللواتي خضن تجربة الطلاق قبل الدخول متسائلات : باي حق نظلم؟.