مضى قبل أيام جنرال عسكري محترف قاد اللواء المدرع /40 في حرب عام 1973 رجل وقائد عسكري محترف وباحث استراتيجي جمع بين السياسة والحرب وحمل الكثير من الألقاب على مر العقود اللواء المرحوم خالد هجهوج المجالي الذي جمع بين عروبية هواه وأردنية انتمائه وهاشمية حبه وولائه والتزامه بالمصلحة الوطنية العليا. اللواء الركن خالد هجهوج المجالي الذي لاقى وجه ربه راضياً مرضياً كان شامخاً كشموخ قلعة الكرك وحاز على تقدير وإعجاب جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال قيادته للواء المدرع 40 في حرب 1973 في هضبة الجولان شهد الجميع لدوره البطولي والشجاع فقد أبلى هذا اللواء قيادة وضباطاً وجنوداً بلاءً رائعاً وسجل أروع وانصع الصفحات العسكرية الناصعة في الدفاع عن ثرى الجولان الطهور واعترف قادة الجيش الإسرائيلي ببسالة وشجاعة اللواء خالد هجهوج وها هم رجال اللواء المدرع 40 يستذكرون بطولة وشجاعة خالد هجهوج الذي كان يقود معركة اللواء في الجولان بثقة واقتدار حيث كتبت بعض الصحف الغربية عن خالد هجهوج خلال حرب 1973 العبارة التالية (جنرال أردني يقود معركة وكأنه يتنزه) لأنه قائد صاحب قلب كبير لا تهزه المصاعب وميادين القتال. هذا هو الجيش العربي الذي سطر ويسطر أجمل صفحات العطاء والتضحيات من خلال رجال أفنوا زهرة شبابهم وربيع عمرهم في خدمة وطنهم وأمتهم خاصة منهم القادة العسكريون البواسل الذين دافعوا بكل كبرياء عن كرامة وطنهم بشرف وإقدام عسكري محسوب في ساحات الوغى ومن بينهم أبو سرحان المجالي الذي لاقى وجه ربه وهو يجهز نفسه للاحتفال بنشر مذكراته وكأنه يقول لنا الرجال تمضي والأوطان باقية لان في الوطن الاردني الغالي رجالاً في الجيش العربي لا يعرفون إلا الولاء للقيادة ولا يرتاحون إلا عندما يمتطون صهوة الدبابات فكانوا الأقرب إلى رمضاء صحرائنا ولهيب غورنا وزمهرير برد جبالنا لأنهم نشامى الجيش العربي ورجال اللواء المدرع 40 ''لواء الله'' حيث كانوا يستمدون الشموخ والعنفوان من القيادة الهاشمية والخلق الرفيع والانضباط العسكري والتواضع من مدرسة الهاشميين. هذا هو خالد باشا هجهوج المجالي الجنرال الإنسان الذي رحل عن هذه الدنيا ولديه عشق هذا الوطن بشجره وإنسانه لأنه اردني الانتماء وهاشمي الولاء وكركي الأصل ولا يتأثر بتقلبات الطقس السياسي لان الوطن عنده لا يقبل القسمة على اثنين. لقد كانت جنازته مهيبة لجنرال مهيب وحضور مميز لأبناء الجيش العربي عاملين ومتقاعدين يجسدون معنى الوفاء والتلاحم والتضحية وان دل هذا على شيء إنما يدل على الأصالة والتضحية وهذه هي سمة القوات المسلحة التي جسدت مقولة '' إننا شركاء في الدم والماء والحب والحياة''. من حق الأجيال القادمة علينا نحن أبناء الجيش العربي ان نعرفهم بجهد وعطاء من رحلوا من القادة وان تدعو لهم بالرحمة والغفران وتقول اللهم امنحهم راحة في آخرتهم عن تعب بذلوه بلا كلل ولا ملل من اجل وطنهم وقيادتهم وجيشهم، وامنح ذويهم الصبر والسلوان وعلينا ان لا ننسى من أعطوا بسخاء لهذا الوطن ورحلوا وهم يمسكون دفاتر ذكرياتهم بيد وأحلام طموحات أوطانهم بيد. * باحث ومحلل استراتيجي
