أشعر بخسارة صديقة كانت توأم روحي

أشعر بخسارة صديقة كانت توأم روحي

ميساء القرعان

 

أنا فتاة عمري 16 سنة وطوال حياتي كنت أعاني من مشكلة عدم وجود صديقة مقربة لي، لكنني كنت محظوظة في الفصل الدراسي الأول من هذا العام ووجدت الصديقة المقربة التي كنت أحلم بها.
كنت حريصة دائماً على أن أجعل علاقتنا قوية جداً، وقد حدث ذلك وأصبحنا نذهب ونعود معاً إلى المدرسة، وأصبحنا لا نستطيع الابتعاد وكأننا روح في جسدين.
كنت أحبها كما أحب نفسي أو أكثر وحينما كنت أشعر بأنها غاضبة أبادر فوراً إلى سؤالها عن السبب وأعتذر لها حتى لو لم أكن أنا المخطئة، وإذا أخطأت هي كنت أتسامح معها ولا أشعرها أبداً وأسامحها رغم أنه لو كان غيري مكاني لما سامحها، هذا لأنني أحبها جدا ولا أستطيع احتمال الانقطاع بيني وبينها أكثر من يوم.
كنت دوماً أدافع عن صديقتي وحريصة جدا على ألا أجرح مشاعرها، ورغم أنها لم تكن تراعي مشاعري إلا أنني كنت أجد عذراً لها وأقول إنها إنسانة وليست ملاكاً والإنسان يخطئ.
المشكلة الحقيقية بدأت منذ فترة، حيث حدث خلاف بيني وبينها لكنني كما أفعل في كل مرة أصلحت الخلاف لكنها أصبحت بعد ذلك قليلة الكلام معي مما أزعجني بشدة، واتخذت موقفاً مشابهاً فأصبحت أعاملها بالمثل وقد أدى ذلك إلى جعلها تقطع علاقتها بي بشكل نهائي.
حاولت أن أصلح الأمور وأن أسألها عن السبب لكنها لم تجبني وأغلقت هاتفها ثم غيرت الرقم، وهذا زاد أزمتي، فأوصلت لها رسالة بطريقة ما بأن تعاملي كان قد تغير معها بسبب معاملتها لي وبأنني لا أستغني عنها، لكنها لم تعد لي وأصبحت لديها صديقة أخرى، وهذا أثر على دراستي ونومي وتركيزي، وطوال الوقت أفكر بها وبالأيام التي قضيناها معا، ولا أستطيع أن أتخيل حياتي من دونها.
حالياً لا أستطيع رؤيتها في المدرسة وأتمنى لو تختفي عن وجه الأرض ولا أستطيع نسيانها وأشعر بأنني تائهة من دونها.. أرجو أن تساعديني.
الوحيدة - عمان

 


الأخت «الوحيدة»؛ أنت مثل غيرك من الفتيات في هذا العمر اللواتي يجدن أنفسهن في الصداقة. فوجود صديق مقرب هو حاجة لأي شخص بغض النظر عن عمره لكن في مثل سنك تزداد هذه الحاجة قليلا، وقد ذكرت في رسالتك بأنك طوال عمرك لم تحظي بوجود صديقة مقربة وهنا أقول لك إن ما مضى من عمرك منذ شعرت بحاجة وجود صديقة لا يتجاوز أربع سنوات في الحد الأقصى وهذا ليس زمنا طويلا.
أنتِ في سن صغيرة وحاجتك لوجود صديقة حاجة جديدة نسبيا ككل الفتيات في مثل عمرك، لكن الاختلاف يكون في بعض الأحيان في أن بعض الأشخاص انتقائيون في علاقاتهم ولذا يتأخر عثورهم على الصديق او الصديقة المناسبة، ولست أدري إذا ما كنت من هذا النوع.
لكنك لم تذكري أيضا الأسباب التي جعلتك تحبين هذه الفتاة وترينها توأم روحك وأعتقد أنها لم تكن تشبهك في الصفات وهذا ما لمسته من التفاصيل التي أوردتها، لكنك وتحت وطأة الرغبة في وجود صديقة مقربة وحاجتك لذلك كنت ترينها بعين المحبة وتغفرين لها كل أخطائها بل أنك قد عودتها على أن تكوني المبادرة دوما لإصلاح أي خلل في العلاقة أو الاعتذار حتى لو لم تكوني مخطئة وهي لم تكن كذلك، لذا اختلت موازين العلاقة وتحولت من صداقة إلى علاقة حاجة أحد الطرفين للآخر ووجود طرف ضعيف وطرف قوي يتحكم بسير العلاقة.
قد تكون لها أخطاؤها لكنك كنت مخطئة أيضا في طريقة تواصلك معها منذ البداية، فالصداقة الحقيقية لا تتطلب أن يكون هنالك طرف ملزم بالاعتذار دوما وطرف مستقبل للاعتذار وينتظر أن تكون المبادرة من الطرف الآخر، لكنك وبسبب رغبتك في الاحتفاظ بها كصديقة مارست هذا الدور حتى أشعرتها بأن العلاقة قد تكون خانقة إلى حد ما وحين قررت أن تعامليها بالمثل كان الوقت قد مضى وكانت هي اعتادت على نمط تعامل معين منك ولذا لم تتقبل ردة فعلك واختارت صديقة أخرى.
ما أنصحك به عزيزتي هو أن تفكري بموضوع الصداقة بنظرة أكثر شمولية فهذه الصديقة ليست الفتاة الوحيدة في العالم، حاولي ألا تريها ولا تدعي وجودها يستفزك، تعاملي مع المشكلة كما أنها لم تكن حينها سوف تكونين أكثر قدرة على إعادة الاختيار وقد تحظين بصديقات أخريات لا صديقة واحدة، وقد تكون صديقتك الأخرى المتوقعة أكثر قربا لك وأكثر انسجاما معك من هذه.
ما تشعرين به حاليا هو شعور مؤقت بخسارتها لأنه لا يوجد لديك البديل وليس لأنها صديقة استثنائية ويندر وجود مثلها، دعيها حاليا وصديقتها الجديدة ولا تشعريها بأنك مستَفَزة وابحثي عن صديقة أخرى لكن لا تتعاملي معها بذات الطريقة، ولاحقا قد تكتشف صديقتك التي خسرتيها بأنك كنت الأفضل وتعاود هي التواصل معك وحينها تقررين أنت إذا ما كنت ترغبين في استعادتها كصديقة أم لا.
ركزي في دراستك وحاولي أن تتجاهلي وجودها كي تتمكني من رؤية غيرها من الصديقات..
مع تمنياتي لك بالتوفيق.