منذ بدء العمل بالتوقيت الصيفي قبل ربع قرن في شهر نيسان من كل عام، وكثير من الناس يتساءل عن كيفية توفير الطاقة حيث التطبيق والواقع يقولان بغير ذلك، وبالحقائق القائمة؟ الأصل في التوقيت لأغراض التوفير ان بداية العمل توافق شروق الشمس وليس قبلها الا في حالات تتطلبها طبيعة عمل بعض المؤسسات لظروف خاصة بها.. والمتابع لشروق الشمس في شهور نيسان وأيلول وتشرين أول وبالتجارب السابقة وتدقيقها مع المفكرة يجدها تشرق في السادسة والثلث صباحا وتزداد في تشرين أول الى السادسة وخمسين دقيقة. في هذا الوقت يكون الخارجون للعمل غادروا المنازل وقد استهلكت الطاقة ولم يتم توفيرها وكذلك الحال في الشوارع والمكاتب والمنازل.. وفي المساء يخرج الكثيرون للسهر ليلا حيث تغيب الشمس مبكرا فلا بد من استخدام الطاقة في المنازل والمحال التجارية والأماكن العامة، ويزداد الأمر في فصل الصيف (أيار وحزيران وتموز وآب ومنتصف ايلول) وهي شهور تكثر فيها المناسبات الاجتماعية (الأعراس وحفلات التخرج، وقدوم المغتربين والمصطافين) وتبدأ السهرات بعد التاسعة لأن غروب الشمس يكون الثامنة مساء فيمتد السهر لساعات متأخرة بعد منتصف الليل، ونكون قد استهلكنا ساعة اضافية ليلا ان لم تزد على ذلك نهاية الاسبوع زيادة في الاستهلاك وليس التوفير كما يقول المعنيون بشؤون الطاقة. اذا كنا نخسر ساعة صباحا في شهور نيسان وأيار وأيلول وتشرين أول (أربعة شهور) مضافا اليها ساعة في المساء في شهور حزيران وتموز وآب ومنتصف أيلول (النصف الأول) فيصبح المجموع ثمانية شهور فيكون ما جرى توفيره بحسبة بسيطة لاشيء، ومع الزيادة الحاصلة في فصل الشتاء بفعل قصر فترة النهار وامتداد ساعات الليل.. وفي الجانب الآخر، خروج الأطفال ( طلاب المدارس ورياض الأطفال) والشمس لم تشرق بعد في عتمة الليل، ولا ننسى ان أيلول موعد لشهر رمضان وهو يتقدم سنويا، وفيه نمط يحتاج لزيادة في استهلاك الطاقة عبر الاستيقاظ للسحور والفجر والتراويح وغيرها.. وزيادة في التوضيح يلاحظ الجميع كيف يبدأ الموظفون دوامهم في التوقيت الصيفي بعد سهرات الصيف ذات الليل القصير التي تمتد الى ما بعد منتصف الليل لينام أحدهم ساعات لا تتجاوز الاربع وليستيقظ في الخامسة او قبلها حسب بعده عن مكان العمل فيكون الانتاج في العمل ليس كما هو المطلوب، وجولة بسيطة على المؤسسات المختلفة نجد قلة المراجعين في ما بعد الواحدة ظهرا، فيما بعض الموظفين قد انتقل من مكتبه اما مغادرا أو لمكتب مجاور بحثا عن الراحة او تجديد روتينه اليومي. هناك مقترح بسيط وهو يوفر الطاقة بكل تأكيد ولا بأس ان يناقشه المعنيون في ورشة عمل خاصة لذلك، لمراجعة النظام بالتوقيت الصيفي وهو ان يبدأ الدوام صيفا على نظام التوقيت الشتوي (لا تغيير في عقارب الساعة) وللافادة من ضوء الشمس وتوفير الطاقة ان يكون فقط مطلع شهر أيار وحتى بداية أيلول وان نبدأ بالدوام صيفا في السابعة صباحا لا ان نجعلها الثامنة لنكسب بداية النهار للعمل وما بعد الدوام وأول الليل ليستفاد منه في ما يخص من امور تترك لحرية الناس، وهذا النظام متبع في دولة الكويت، فالعمل مع بداية النهار وشروق الشمس وكذلك التوقيت بدلا مما هو موجود ومعمول به والذي اصبح لا يعني للمواطن سوى تقديم وتأخير الساعة بعقاربها فقط وليس أكثر.
