التأثير النفسي للألوان على الشخصية والسلوك

تاريخ النشر : الثلاثاء 12:00 23-3-2010

د. محمد عبد الكريم الشوبكي - لماذا كانت بقرة بني إسرائيل صفراء فاقعة اللون تسر الناظرين؟ ولماذا يقبل الناس بالتهافت على المطاعم ذات اللون الأحمر والبرتقالي؟ ولماذا اكبر نسبة السيارات المعرضة للسرقة من ذات اللون الأحمر ؟؟ ولماذا تحاط الملاعب الرياضية باللون الأزرق  ؟؟؟ ولماذا تتصف غرف الانتظار للمقابلات التلفازية والممثلين باللون الأخضر وكذلك المستشفيات ؟؟ ولماذا يوضع المجرمون العنيفون في السجون في غرف أرجوانية ؟؟ ولماذا يلبس رجال البوليس اللون الأسود ؟؟ ..
وأسئلة كثيرة يفسرها علم سيكولوجية الألوان .
إن للون معنى ثابتا بشكل عام لدى المشاهد، فهو قوى نفسية دافعة كأداة تحفيزية او مثبطة قد تشجع على الاحجام او الاقدام .فتوظيف علم نفس الألوان للتسويق بتأثيره على المزاج والسلوك في تصاعد في الدول الصناعية خاصة في مجال تصميم الأزياء ، الشعارات، الألوان التي تستخدمها القنوات الفضائية ، المواقع الالكترونية ،وغلاف الكتب ،وحاجيات الأطفال من العاب وملابس ، ومغلفات الملابس و بضائع التسوق .......الخ.فعلم النفس الصناعي يستخدم بشكل رئيسي  سيكولوجية الألوان حيث تقوم الأبحاث على دراسة التأثير النفسي لألوان سلعة ما على مجموعات كبيرة من الناس، وتخرج بنتائج حول استجاباتهم ومن ثم التسويق ،ومما لا شك فيه وبعد دراسات كثيرة ثبت علميا ان اللون مرتبط بتأثيرات نفسية على الإنسان بمزاجه وسلوكياته .
فاللون  الأحمر محط الأنظار ولفت الانتباه ( الاستثارة ). انه لون القوة ،وذو دلالات للحركة،والإثارة والحيوية، يزيد سرعة النبض ،وضغط الدم، و سرعة التنفس بسبب زيادة إفراز هرمون  الأدرنالين الناجم عن اثارة الغدة النخامية  ،والذي يؤدي إلى (السلوك الاندفاعي)  فمثلا السيارات الحمراء أكثر عرضة للسرقة بسبب لونها المثير للسارق ،و المطاعم ذات اللون الأحمر تثير المزيد من طلب الوجبات الغذائية  من غيرها.وكذلك  الطقوس التي تحتاج للإثارة كالشراء والامتلاك والحب والعاطفة والحماس . و لبس الألوان الحمراء في بعض المجتمعات في أعياد الميلاد ،و أعياد رأس السنة الميلادية ،و يوم الفلانتين ( يوم الحب ) للإثارة والاندفاعية ، مع ان اللون الحقيقي للحب هو الوردي وليس الأحمر حيث انه أكثر الألوان إراحة للنفس يملي عليها الاسترخاء، انه لون الرومانسية والحب واللطافه والإحساس الرهيف حسب الدراسات ولذلك يضع الغربيون المجرمين العنيفين في غرف ذات اللون الوردي للتهدئة النفسية .
اما اللون الأصفر الفاقع فهو  شديد الإثارة للعين،  انه أكثر الألوان التي تبعث السرور كما أثبتت الدراسات.  انه لون الشمس يؤدي الى ارتفاع المزاج والحيوية والتألق والابتهاج رمز الإشعاع للضوء، والدفء. فهو يبعث الشعور بالسعادة والغبطة والفرح. فالشخص  المحاط بالألوان الصفراء يشعر بالتفاؤل بسبب ازدياد إفراز الدماغ لهرمون السرور والسعادة ( السيروتونين ) كما اثبتت الدراسات العلمية.وايضا  لون الذهب بسبب فقاعة الطيف الأصفر منه يجلب السرور والسعادة وفي هذا السياق فان القران الكريم حينما يصف البقرة (صفراء فاقع لونها تسر الناظرين) تأكيدا وانسجاما للدراسات على هذا اللون،وحسب الدراسات فهو  أكثر الألوان التي تؤدي إلى المزيد من الإقبال الشرائي .بسبب الشعور بالفرح والسرور لمجرد اللون ( دمى الأطفال ، سلع النساء ،الاكسسورات ،....الخ ) وينصح باستخدامه في غرف الجلوس البيتية، والمطبخ وغرفة الإعاشة لإضفاء السرور. وقد تبين انه يؤدي  إلى زيادة في عمليات الايض (البناء والهدم في الخلايا ) وبالتالي ظهور أفكار خلاقة ومبدعة ،ولذلك ينصح به للصفوف المدرسية خارج المنزل لاستحثاث الطلاب وإثارتهم للدراسة .
اما اللون الأخضر فهو  رمز النمو للطبيعة ، والربيع ، والأشجار ، ولون النقود المالية (رمز استمرارية الحياة ) ، انه أريح وابسط الألوان للعين، ويعمل على تقوية البصر ويضفي الهدوء والاسترخاء والراحة على النفس ، وكثيرا ما يستخدم في المستشفيات و غرف الانتظار ما قبل المقابلات التلفازية او التمثيل لإعطاء هدوء نفسي. وهو ذو دلالات شخصية ترتبط بالكرم والحظ والخصوبة.
واللون الأزرق  يسود معظم العالم: السماء والمحيطات والبحار، فرؤيته تؤدي إلى إفراز الجسم لهرمونات عصبية مهدئة0( اندوفين)endorphine  وتزيد من التركيز والانتباه والهمة  مع الاسترخاء و ينصح بالدرجات الطفيفة والوسطى منه لغرف النوم والمستشفيات وغرف العمليات الجراحية ومكاتب ضباط التحري  وغرف الدراسة في المنزل والحمامات بسبب ذلك  ، ولا شك ان له مدلولات شخصية على الصمود والاعتماد على الذات والحكمة والإخلاص حيث وجدت الدراسات ان الناس الذين يعملون في غرف ذات اللون الأزرق يتصفون بالجدارة والهدوء والتركيز الأكثر في حل المهمات ،ولذلك تحاط  معظم الملاعب الرياضية  بالألوان الزرقاء.
وقد تصاعدت الدراسات والأبحاث حول ارتباط اللون للمزاج خاصة في عام 2007 ? 2009
فدراسة (هندرسون) عام 2007 أثبتت أن اللون يؤثر على كيفية استجابتنا النفسية والجسدية ، ودراسة (الفرد كركورد ) وجدت إن اللون الفاقع مرتبط بالأمور المفرحة والمبسطة والرفاهية واللون الداكن مرتبط بالأمور الجدية.
وعشرات الابحاث التي اثبتت  أن اللون مرتبط بالمزاج خلال الفصل من كل سنة، فالمزاج في الصيف ( المشمس) يجعل الناس حيويين وفرحين ،ففي اللون الأصفر الشمسي دور كبير في إحداث ذلك. أما في الشتاء يتميز المزاج غالبا بالكآبة بسبب قلة التعرض للضوء وكذلك الحال بالنسبة لفصل الخريف ( لتدني هذا الطيف ) ومن هنا يظهر ما يسمى باضطراب المزاج الفصلي الكآبي SAD)) .
وفي دراسة واسعة للعالم (ويكسنر)  عام 2009 ثبت أن الألوان الباردة تؤدي إلى شراء ايجابي ومربح ومريح للنفس وان معظم الناس يختارون الأسود للإحساس بالقوة والأصفر للسرور والمرح وان لدرجات اللون الواحد تأثيرات على المزاج والاختيار فالكلمات الايجابية التفاؤلية كانت تكتب باللون الفاقع، والكلمات السلبية والتشاؤمية باللون الداكن، مما يثبت قوة ارتباط المزاج باللون ويمكن القول بأنه مادامت الألوان قد ثبت تأثيرها البيولوجي على المزاج فان كمية اللون لشيء ما (فاقع، داكن ، أطياف أخرى ) هو مصدر مزاجنا المتقلب والمتنوع كاللون الذي نعيش ونراه وكذلك حرارة اللون ( بارد او حار ) فانه يرتبط بالمزاج وهذا يجعلنا نربط الطقس باللون فنراه ايجابيا او سلبيا ويمكن أن يكون المزاج ليس الا نتيجة للسنوات الطويلة التي ربطنا بها الألوان بخبرات سابقة مؤلمة او مفرحة.
فلا تتوانى في تغيير الالوان سواء في ملبسك او مكتبك او منزلك او الأماكن التي تزورها لان في ذلك تأثير ايجابي على مزاجك وسلوكك ......انه علاج ذاتي مُجدٍ وغير مكلف  يخفف من وطأة التوتر والقلق والكآبة ويضفي على نفسيتك الحيوية والسرور والراحة والرضى.
مستشار الأمراض النفسية والعصبية

.alrai-related-topic { width: 100%; } .alrai-related-topic .wrapper-row { gap: 27px; flex-wrap: nowrap } .alrai-related-topic .item-row { padding-right: 1px; width: 280px; } .alrai-related-topic .item-row .item-info { padding: 15px 15px 28px 16px; border: 1px solid rgba(211, 211, 211, 1); height: 118px; } .alrai-related-topic .item-row .item-info a { color: #000; color: color(display-p3 0 0 0); text-align: right; font-family: Almarai; font-size: 15px; font-style: normal; font-weight: 800; line-height: 25px; text-decoration: none; -webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; display: -webkit-box; overflow: hidden; } @media screen and (max-width:768px) { .alrai-related-topic .wrapper-row { flex-wrap: wrap } .container .row .col-md-9:has(.alrai-related-topic) { width: 100%; } .alrai-related-topic { margin-top: 10px; } .alrai-related-topic .item-row { width: 100%; } }
.alrai-culture-art-widget{border-right:1px solid #d9d9d9;padding-right:11px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1 a{color:color(display-p3 0 .6157 .8745);text-align:right;font-family:Almarai;font-size:24px;font-style:normal;font-weight:800;line-height:39px;text-decoration:none;padding-bottom:5px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1{margin-bottom:26px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1::after{content:"";position:absolute;left:0;right:0;bottom:0;background:linear-gradient(90deg,rgba(0,85,121,.05) 0,#009ddf 100%);z-index:1;height:3px;width:100%}.alrai-culture-art-widget .img-row{width:100%}.alrai-culture-art-widget .img-ratio{padding-bottom:58%}.alrai-culture-art-widget .item-info{padding:23px 0}.alrai-culture-art-widget .item-info a{color:#000;color:color(display-p3 0 0 0);text-align:right;text-decoration:none}.alrai-culture-art-widget .item-row:not(:first-child)>a{display:none}.alrai-culture-art-widget .item-row a{color:#000;color:color(display-p3 0 0 0);text-align:right;text-decoration:none;-webkit-line-clamp:3;-webkit-box-orient:vertical;display:-webkit-box;overflow:hidden}.alrai-culture-art-widget .item-row:not(:last-child){border-bottom:1px solid #d9d9d9}@media screen and (min-width:1200px){#widget_1703 .alrai-culture-art-widget{border-right:0px;padding-right:0}}
.alrai-epaper-widget{margin-top: 20px; max-width:250px}
Tweets by alrai
.alrai-facebook-embed{margin-top: 70px;}
#widget_2097 .alrai-section-last-widget {padding-top:35px;margin-top:0;} .alrai-section-last-widget .row-element .item-row .img-ratio{ display:flex; } /* Horizontal scroll container */ .alrai-section-last-widget .full-col { overflow-x: auto; overflow-y: hidden; -webkit-overflow-scrolling: touch; width: 100%; } /* Flex container - critical changes */ .alrai-section-last-widget .content-wrapper { display: flex; flex-direction: row; flex-wrap: nowrap; /* Prevent wrapping to new line */ align-items: stretch; width: max-content; /* Allow container to expand */ min-width: 100%; } /* Flex items */ .alrai-section-last-widget .item-row { flex: 0 0 auto; width: 200px; /* Fixed width or use min-width */ margin-right: 7px; display: flex; /* Maintain your flex structure */ flex-direction: column; } /* Text handling */ .alrai-section-last-widget .article-title { white-space: nowrap; /* Prevent text wrapping */ overflow: hidden; text-overflow: ellipsis; display: block; } /* Multi-line text truncation */ .alrai-section-last-widget .item-row .item-info a { display: -webkit-box; -webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; overflow: hidden; white-space: normal; /* Allows line breaks for truncation */ } /* Hide scrollbar */ .alrai-section-last-widget .full-col::-webkit-scrollbar { display: none; } @media screen and (min-width:1200px){ .alrai-section-last-widget::after { transform: translateX(0); } } @media screen and (max-width: 768px) { .alrai-section-last-widget .row-element .content-wrapper { flex-direction: row !important; } .alrai-section-last-widget::after{ transform: translateX(100%); right:0; left:0; } }
.death-statistics-marquee .article-title a,.death-statistics-marquee .title-widget-2 a{text-align:right;font-family:Almarai;font-style:normal;font-weight:700;line-height:25px;text-decoration:none}.death-statistics-marquee .breaking-news-wrapper{width:100%;display:flex}.death-statistics-marquee .breaking-news{background-color:#7c0000;padding:22px 17px 24px 18px;color:#fff;text-align:right;font-family:Almarai;font-size:22px;font-weight:700;line-height:25px}.death-statistics-marquee .breaking-news-content{background-color:#b90000;padding:22px 18px 24px 21px;color:#fff;text-align:right;font-family:Almarai;font-size:22px;font-weight:700;line-height:25px;width:100%;position:relative}.full-container .marquee-container-widget:not(.relative-widget) .wrapper-row{position:fixed;width:100%;right:0;bottom:0;z-index:100000}.death-statistics-marquee .marquee-container-widget .title-widget-2{width:75px;background-color:#757575;color:#fff;height:60px;display:flex;align-items:center;justify-content:center}.death-statistics-marquee .title-widget-2 a{color:#fff;color:color(display-p3 1 1 1);font-size:15px;padding:16px 18px 16px 15px;display:block}.death-statistics-marquee .content-row:not(.content-row-full){width:calc(100% - 100px);background-color:#000}.death-statistics-marquee .content-row marquee{direction:ltr}.death-statistics-marquee .content-row .img-item{display:inline-flex;height:60px;align-items:center;vertical-align:top}.death-statistics-marquee .content-row .article-title{height:60px;display:inline-flex;align-items:center;color:#fff;padding:0 15px;direction:rtl}.death-statistics-marquee .article-title a{color:#fff;color:color(display-p3 1 1 1);font-size:17px}.death-statistics-marquee .title-widget-2{width:100px}#widget_1932{position:static;bottom:0;width:100%;z-index:1}