التسلسل التاريخي لمدينة (القدس الشريف) من(5000 ق.م ـــ 2010 ب.م) (3) القدس في زمن البيزنطيين(الرومان)

التسلسل التاريخي لمدينة (القدس الشريف) من(5000 ق.م ـــ 2010 ب.م) (3) القدس في زمن البيزنطيين(الرومان)

 

في سنة(303 م):
عندما تولى الإمبراطور(مكسيمينوس) عرش الإمبراطورية الرومانية، حدث في عهده، صدامات عنيفة في (إيليا كبتولينا)ـــ القدس،بين الوثنيين والمسيحيين، فقبض على عدد كبير من المسيحيين، وقتلوا وعذبوا وألقيت جثثهم للوحوش، وأمر الوالي الروماني في المدينة، إرضاءً للإ مبراطور، أن لا تدفن جثث المسيحيين الموتى، بل تبقى في العراء حتى تتعفن وتندثر.
    وفي عهده انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين هماالمملكة الشرقية والمملكة الغربية.
سنة (314 م):
تولى الإمبراطور(قسطنطين) عرش الإمبراطورية الرومانية، بعد موت الإمبراطور (مكسيمينوس)، فأوقف كل أنواع الإضطهاد والممارسات الوحشية ضد أتباع الديانة المسيحية، وأعطى الحرية الدينية لجميع، وكانت الإمبراطورية الرومانية منقسمة إلى مملكتين: 1) المملكة الغربية وعاصمتها (روما) 2) المملكة الشرقية وعاصمتها (بيزانس)، وهي (الدولة البيزنطية).
    وعمل (قسطنطين) كل جهده لتوحيد المملكتين بعد اعتناقه للنصرانية، وسمح للدين المسيحي بالإنتشار في الغرب، ودارت بينه وبين (ليسينيوس) ملك روما، حروباً طاحنة، تمكن بعدها (قسطنطين) من التغلب عليه سنة (325م)، وأصبح هو القائد المنتصر الذي لا ينتزعه أحد من الرومان، فوحد مملكة الشرق والغرب.
سنة (326 م):
تنصرت والدة الإمبراطور (قسطنطين)، بعد تنصره بوقت قصير، وزارت مدينة القدس وأمرت ببناء (كنيسة القيامة) بدعم من إبنها، وفي المكان الذي يقال له (الجلجله) أو (الجلجثة) أو (الجمجمة)، وهو المكان الذي صلب فيه (السيد المسيح)، أمرت بإزالة آثار (الهيكل اليهودي)، كما أمرت بإزالة الأصنام والتماثيل التي أقامها الإمبراطور(أدريانوس).
 وفي نفس السنة، أقام الإمبراطور(قسطنطين)على أنقاض العاصمة(بيزانس) القديمة، مدينة جديدة، أسماها ((القسطنطينيه)) سنة (330م)، ووسعها وبنى حولها سوراً منيعاً، وجعلها عاصمة لمملكته. ونقل عاصمة مملكته من روما إلى الشرق، واتخذ المسحية ديناً له ولمملكته، بعيدأ عن مدينة روما التي كانت غارقة في عبادة الأوثان، وبنى فيها كنيسة (إيا صوفيا).
سنة (335م):
قسم (قسطنطين) الإمبراطورية بين أولاده وإخوته، وقد اضطهد اليهود، وفرض عليهم أن يتنصروا، وأن يأكلوا لحم الخنزير، أو يغادروا فلسطين كلها ومن ضمنها مدينة (إيليا كبيتولينا) ــ القدس.
سنة (337م):
 وفي 22/أيار سنة 337م، توفي الإمبراطور (قسطنطين)، ودفن في  القسطنطينية، في كنيسة (إيوستولس)، وجاء بعده الإمبراطور(ثيودسيوس).
سنة (513م):
 في عهد الإمبراطور (أنسطاسيوس)، كان (أوليمبوس) والياً على فلسطين ومن ضمنها(إيليا ــ أورشليم ــ القدس)، وكان بطريرك(إيليا) المدعو (الياس الثاني)، وهو من أصل عربي، فثار الرهبان في عهده على رؤسائهم، كما ثاروا ضد الإمبراطور وواليه على فلسطين وعلى البطريرك، فعزله الإمبراطور، ونفاه إلى العقبة، وعين بدلاً منه (يوحنا الثالث) بطريركاً على (إيلياء).
سنة (527م):
 توفي الإمبراطور(إنسطاسيوس)، وخلفه الإمبراطور(جوستانيان) العظيم، وفي عهده ثار اليهود والسامريون من جديد وللمرة الثالثة في فلسطين، فحاربهم البطريرك (يوحنا الثالث)، بمساعدة من والي (فلسطين) المدعو(ثيودورس)، وتمكنا من إخماد ثورة اليهود، وتشتيت شملهم، وقتل من السامريين حوالي (20) ألفاً.
    وقام يوحنا الثالث بإنشاء العديد من الكنائس والأديرة والصوامع في إيليا والمناطق المحيطة بها من الجبال والوديان، وملئت بالرهبان والنساك من المسيحيين.
سنة (543م):
بنى الإمبراطور (جوستانيان) مستشفى في مدينة (إيليا ــ القدس)، كما بنى بنفس السنة، كنيسة جديدة أسماها (كنيسة العذراء الجديدة)، للتفريق بينها وبين كنيسة أخرى تحمل نفس الإسم، بنيت في وقت سابق، وكان موقعها قرب (كنيسة القيامة) من الناحية الجنوبية.
سنة (567م):
 توفي الإمبراطور(جوستانيان)، وتسلم من بعده عدة أباطرة ضعفاء، كانواسببأ رئيسياً في ضعف وإنهيار الإمبراطورية الرومانية (البيزنطية)، وقد استغل(الفرس) واليهود هذا الضعف البيزنطي، وأخذوا يهاجمون الولايات الشرقية من البلاد.
سنة (610م):
تسلم الملك (هرقل) عرش الإمبراطورية البيزنطية، واستغل الفرس هذا الأمر، فزحفوا نحو البلاد السورية، ومنها فلسطين .
سنة (614م):
  زحفت جيوش (كسرىأنوشروان) ملك الفرس، نحو الغرب، سنة (613م)، واحتلت البلاد السورية، ودخلت إلى فلسطين، وسيطرت على (إيلياكبيتولينا) ــ القدس، وقتلت أكثر من (90) ألف مسيحي، وقاموا بهذه الغزوة بتحريض من اليهود الذين اضطهدوا من قبل المسيحيين البيزنطيين.
    فقام الجيش الفارسي بهدم (كنيسة القيامة) ومعظم الكنائي والأديرة والصوامع المسيحية في المدينة ، وأمر كسرى بجمع رخامها ونقله إلى بلاد فارس.
سنة (627م):
أعاد (هرقل) تنظيم جيشه من جديد، وقام بقطع الطريق على جيش (كسرى)، وهاجم (بلاد الرافدين)، ونتصر على الفرس في معركة (نينوى) الحاسمة، فاضطر كسرى، إلى الموافقة على الصلح، وإنهاء القتال بين البيزنطيين والفرس، وبموجب هذا الصلح، يتم إطلاق سراح الأسرى من البيزنطيين ــ الرومان، وإعادة الغنائم التي نهبوها من (إيليا)، وانسحاب الجيش الفارسي من البلاد السورية كاملة.
سنة (629م):
في 14/أيلول/629م، دخل (هرقل) منتصراً إلى (إيليا ــ القدس)، وفي  تلك الفترة من الزمن، ظهرت (الدعوة الإسلامية)بقيادة النبي العربي (محمد بن عبد الله) القرشي الهاشمي، الذي دعى إلى عبادة الله الواحد الأحد، رب السماوات والأرض، وترك عبادة الأوثان.
 وكانت الإمبراطورية البيزنطية في ذلك الزمن، بقيادة الإمبراطور (هرقل)، والتي كانت من أقوى الدول في ذلك العصر، وكان يقابلها دولة (الفرس) في الشرق، بقيادة الملك (كسرى)، وكان التنافس بين هاتين الإمبراطوريتين على أشده، للسيطرة على بقية الأمم الأخرى في هذه البلاد، وكان المسلمون في بداية عهدهم، ولكنهم تعاطفوا مع البيزنطيين ــ الرومان ضد الفرس، لأنهم يدينون بالمسيحية التوحيدية، ويؤمنون بكتاب سماوي كالمسلمين، أما الفرس فقد كانوا يعبدون الأصنام.
القدس في زمن العهد الإسلامي
 وكانت أول صلة روحية ومعنوية ودينية مابين المسلمين ومدينة القدس، هي حادثة (الإسراء والمعراج)، التي ذكرت في القرآن الكريم، فقد أسريَ بالنبي (محمد بن عبد الله ــ صلعم)، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في القدس، بتاريخ/27 رجب/ سنة (13) للنبوة والدعوة، الموافق 13/ أيلول سنة/621م، أي قبل الهجرة بسنة واحدة، حيث كانت سنة الهجرة في 27/صفرللعام (14) للنبوة،  الموافق 12 ــ 13/ أيلول سنة (622م)...
 وبعد تلك الحادثة العظيمة، نزلت الآية الكريمة التي تقول:   سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ، ولم تكن القدس بحوزة المسلمين في ذلك الزمن.
    كما ذكر في الحديث النبوي الشريف، (لا تشد الرحال إلا ّ لثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى)، وروي عن النبي (صلعم)، عدة أحاديث تمجدُ فيها (بيت المقدس)، ومنها عن أبي هريرة، قال رسول الله (صلعم)، «من مات في بيت المقدس، فكأنما مات في السماء»، وقال أيضاً «أربع مدنٍ من مدائن الجنة: مكة والمدينة ودمشق وبيت المقدس».
    وفي زمن خليفة رسول الله (صلعم)، أبوبكر الصديق، تحركت الجيوش الإسلامية للفتح، ففتحت العراق وبلاد الشام ــ ومنها (فلسطين)، ومصر، أما بالنسبة لفلسطين فقد توجه إليها القادة المسلمون على النحو التالي: ـــ عمرو بن العاص ـــ لفتح أجنادين.
ـــ معاوية بن أبي سفيان، وأخوه يزيد ـــ لفتح قيساريه.
ـــ علقمة بن الحكم، ومسروق بن فلاك العكي ـــ لفتح (بيت المقدس).
ـــ أيوب المالكي ـــ لفتح الرملة.
ـــ علقمة بن مجزرـــ لفتح غزة.
سنة (15 للهجرة ــ 636م):
وصل الخليفة عمر بن الخطاب (أمير المؤمنين)،ــ وهو أول خليفة لقب بهذا اللقب ــ إلى (إيلياء)، واستقبله قادة المسلمين وجنودهم خلف الأسوار، وأخبره أبوعبيدة بن الجراح، عن رغبة الأساقفة المسيحيين، بالإستسلام له شخصياً، فرحب أمير المؤمنين بهم، وكانوا بقيادة بطريرك الكنيسة (صفرنيوس)، ومعه الأساقفة والرهبان والقسيسون والشمامسة،وكانوا يحملونه (الصليب المقدس)، فتلقاهم (أمير المؤمنين) رضي الله عنه، بحفاوة وتكريم.
    ثم تحدثوافي شروط التسليم، وكتب لهم وثيقة (العهدة العمرية) المعروفة لدى المسلمين والنصارى في القدس، ولم يكن إسمها القدس أوبيت المقدس، بل كان إسمها (إيليا، أوإيلياء) وهو إسم روماني أطلقه عليها الإمبراطور الروماني (أدريانوس)، الذي فتك باليهود، وخرب أورشليم ودمر هيكلها سنة (139م)، وبنى على أنقاضها مدينته الجديدة، التي أسماها (إيليا كبيتولينا)، و إيليا ــ كلمة يونانية معناها (الشمس)، وكبيتول ــ ومعناها (المركز أوالمقر).
    وبعد أن أخذ الخليفة عمر بن الخطاب من أهل إيليا (صك العهد)، وأعطاهم (عهد الأمان)، دخل إلى إيلياء، وبذلك تم فتح بيت المقدس وأصبحت القدس منذ هذه اللحظة (إسلامية خالصة)،      وقبل مغادرته المدينة، نصب حاكماً عليها (يزيد بن أبي سفيان)، على أن يأتمر بأوامر القائد الكبير (أبي عبيدة بن الجراح).
سنة (17 للهجرة ـــ 639م):
 قام الخليفة عمر بن الخطاب، بزيارته الثانية إلى (بيت المقدس)، وفي عام (الرماد) حيث اجتاح بلاد الحجاز قحط شديد، وعم ّ الرماد (الطوز) كل البلاد، فجاع الناس وهلكت الماشية، فهب أهل (فلسطين) وبلاد الشام كلها، وأرسلت الحبوب والمعونات إلى إخوانهم في الدين (أهل الحجاز).
    وفي هذه السنة أيضاً، انتشر (مرض الطاعون) في بلاد الشام، ومنها (فلسطين)، وأدى إلى موت العديد من قادة المسلمين، ومنهم (أبو عبيدة بن الجراح، ضرار بن الأزور، ومعاذ بن جبل، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنه، وغيرهم)، وقد سمي هذا المرض (بطاعون عمواس)، واستمر ثلاثون يوماً، وهذا ماجعل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، للمجيء إلى (القدس)، لرفع معنويات المسلمين بعد هذه النكبة، وتقديم شكره لأهل الشام وفلسطين، الذين هبوا لنجدة إخوانهم (أهل الحجاز)، وانتشالهم من المجاعة التي حلت بهم.
القدس في زمن الدولة الأموية    ـ سنة (18ه ـــ639م):
 تولى معاوية بن أبي سفيان ولاية الشام بأمر من الخليفة (عمر بن الخطاب)، وقد استمر في الولاية حتى زمن الخليفة(عثمان بن عفان) الذي تسلم الخلافة بعد مقتل الخليفة عمر ين الخطاب.
سنة (21ه ـــ 641م):
وبعد موت (عبد الرحمن بن علقمة الكناني)، الذي كان والياً على فلسطين، ضمت فلسطين ومنها مدينة(القدس)،إلى عمل (معاوية)، وأصبح هو الحاكم المطلق في (الأردن، فلسطين، إنطاكيا، وقيليقيه)، وظل أميراً عليها مدة عشرين سنة قبل أن يتسلم الخلافة الأموية، ويستقل بالحكم.
سنة (37ه ـــ 657م):
إنتصر معاوية في معركة (صفين) على (علي بن أبي طالب)، وأصبح الحاكم المطلق في (بلاد الشام ومصر والعراق والحجاز).
سنة (41ه ـــ 661م):
بويع (معاوية) خليفة على المسلمين، وسمى دولته (الدولة الأموية)، وعين (سلامة بن قيصر) والياً على القدس، وهو صحابي جليل، وقد أنشأ مقراً للحكومة، في نفس المكان الذي كان يقوم عليه قصر (هيرودس) في زمن الرومان، وهو حصن مستدير، وبني على طراز قصور الأمويين في الشام.
سنة (72ه ـــ 691م):
وفي عهد الخليفة الأموي(عبد الملك بن مروان) تم بناء (مسجد الصخرة) المشرفة، وكان الوالي على فلسطين، يدعى (منصور)، وقد رصد عبد الملك بن مروان، خراج مصر لمدة سبع سنين، وعهد بإدارة هذا العمل، إلى إثنين من رجاله العلماء هما: (رجاء بن حياة إبن جود الكندي، ويزيد بن سلام) وهو من أهل القدس، وبنيت (قبة السلسلة) الواقعة شرقي الصخرة،لتكون نموذجاً لبناء (مسجد الصخرة)
سنة (74ه ـــ 693م):
 أمر الخليفة (عبد الملك بن مروان) بالشروع في بناء (المسجد الأقصى)، ولكنه توفي قبل إتمام بنائه، وعندما تسلم إبنه (الوليد) الخلافة، أكمل بناء هذا المسجد سنة (86 هجري)، وهذين المسجدين هما من أعظم ما أنجزه بني أمية في فلسطين، وهما مفخرة من مفاخر العرب والمسلمين حتى زماننا هذا.
سنة (96ه ـــ 714م):
 تسلم(سليمان بن عبد الملك) الخلافة من أخيه الوليد، وقد أحب سليمان (فلسطين) والقدس حباً عظيماً، وكان يقيم في مدينة (الرملة)، التي كان والياً عليها عندما جاءه خبر موت أخيه الوليد، وقد بايعه الناس وهو يقف على سطح الصخرة، وحاول أن ينقل عاصمته من دمشق إلى الرملة أو (القدس)، ولكنه وجد معارضة شديدة من أقاربه الأمويين وغيرهم من الأمراء، فعدل عن ذلك، ولكنه جاء إلى القدس، وجلس في صحن (قبة السلسلة) وجاء الناس ليبايعونه ويسلمون عليه، وكان يجلسهم من حوله على الكراسي والوسائد، ويوزع عليهم الأموال والهبات السخية.
سنة (99ه ـــ 717م):
 مات سليمان وهو يبني مدينة الرملة، فبويع إبن عمه (عمر بن عبد العزيز)، الذي اشتهر بالعدل والحلم والصبر والإيمان، ولكنه أحس بما كان يخطط له اليهود في بيت المقدس، فأمر بإخراجهم منه، وإبعادهم عن المدينة المقدسة.
سنة (101ه ـــ 720م):
 توفي الخليفة (عمر بن عبد العزيز) وتولى الخلافة من بعده، عدد من الخلفاء من بني أمية، كان أولهم (يزيد بن عبد الملك) وتبعه خمسة خلفاء، كان آخرهم (مروان بن محمد)، ولم يحدث في فلسطين أومدينة القدس، أية إنشاءات تستحق الذكر، سوى أن أهلها قد ثاروا في زمن الخليفة (يزيد بن الوليد)، على أميرهم فقتلوه سنة (126ه).
سنة (132ه ـــ 750م):
 وفي عهد الخليفة (مروان بن محمد) وهو آخر خليفة أموي، ثار أهل (فلسطين) ضد الخلافة الأموية، بقيادة (الحكم بن ضبعان بن روح بن زنباع)، زعيم فلسطين في ذلك الوقت، والذي تعاون مع (أبو العباس الهاشمي)، بعد مبايعته من أهل العراق وخراسان، فجمع (زنباع) جيشاً كبيراً، وحارب به جيش (مروان بن محمد) وتغلب عليه، وهرب مروان إلى مصر، فلحق به وقتله، وبموته انتهت (الدولة الأموية)، وأصبحت (القدس) وفلسطين كلها تابعة (للدولة العباسية) الجديدة.
القدس في زمن الدولة العباسية                     ــسنة (132ه ـــ 750م):
عين أبو العباس الملقب (بالسفاح)، المدعو(صالح بن علي) حاكماً على فلسطين، بدلاً من زعيمها (الحكم بن ضبعان بن زنباع)،الذي انخرط تحت لواء الدولة العباسية.
سنة (136ه ـــ 754م):
 وفي عهد (أبوجعفر المنصور) عين المدعو(محمد بن الأشعث) والياً على فلسطين والبلقاء والأردن، بدلاً من (صالح بن علي)، وعندما وصل إلى القدس، بعد الهزة الأرضية التي أوقعت الجدار الشرقي والغربي من المسجد الأقصى، طلب منه أهلها أن يبني ماتهدم من المسجد، ولم يكن لديه المال ليبنيه، فخلع الصفائح الذهبية والفضية عن أبواب المسجد، وحولها إلى دنانير ودراهم، وأنفقها على ترميم ماتهدم من المسجد، وقد فرغ من الترميم سنة (154ه ـــ 775م، ومات محمد بن الأشعث بعد أربع سنوات من ترميمه للمسجد.
سنة (158ه ـــ 775م):
بويع (محمد المهدي بن المنصور)، وفي عهده عمر (المسجد ألأقصى)، وجعل من جنوب المسجد، قبة مزينة بالفصوص الذهبية الملونة، وأمر بإبعاد بطريرك المسيحيين المدعو(الياس الثالث)، إلى بلاد الفرس، وأسكن المسيحيين في حارة واحدة، وأخذ منهم الفدية.
سنة (169ه ـــ 785م):
  مات (محمد المهدي) وتسلم الخلافة من بعده (موسى الهادي)، ولم يهتم بالقدس أبدأً، وظلت على ماهي عليه.
سنة (170ه ـــ 786م):   
مات (موسى الهادي) بعد سنة واحدة من خلافته، وتسلم الخلافة من بعده (هارون الرشيد) الذي سمح لصديقه الإمبراطور(شارلمان) الفرنسي، بترميم الكنائس في القدس، وبناء (كنيسة العذراء)، وفي سنة(796م، أهدى شارلمان ساعة وفيلا وأقمشة نفيسة، وتعهد له بحماية الحجاج المسيحيين الذين يزورون بيت المقدس، وكان يقابله (شارلمان) بهدايا ثمينة إلى الخليفة (هارون الرشيد)، ويوزع الأ موال على فقراء المسلمين والمسيحيين على حد سواء، وسلمه الخليفة مفاتيح (كنيسة القيامة) والقبر المقدس، وكانت العلاقة بينهما متينة وفي أحسن حال.
سنة (193ه ـــ 809م):
  مات الخليفة (هارون الرشيد)، وخلفه إبنه (محمد الأمين)، ومن بعده جاء أخوه (عبدالله المأمون)، بعد خمس سنوات من حكم الأ مين.
    وفي عهد (المأمون)، أصاب قبة الصخرة شيء من الخراب، فأمر الخليفة بترميمها وبعد الإنتهاء من الترميم سنة(216ه ـــ 831م)، أراد المرممون أن يتزلفوا للخليفة المأمون، فاستبدلوا إسم الخليفة الأموي (عبد الملك بن مروان)، بإسم الخليفة المأمون ولكنهم غفلوا عن تغيير التاريخ الذي بنيت فيه، زمن الأمويين، وهوسنة(72 للهجرة)، ولم يذكروا السنة التي تم ترميم البناء فيها.
سنة (218ه ـــ 833م):
مات الخليفة (المأمون)، وخلفه أخوه (المعتصم بالله)، وكان ضعيفاً في الحكم، فاستعان بتجنيد الأتراك في جيشه، ولضعفه سيطر الأتراك على الجيش ومعظم المناصب الحساسة في الدولة، حتى وصل نفوذهم إليه شخصياً.
سنة (224ه ـــ 838م):
 بعث الخليفة المعتصم إلى (فلسطين) رجلاً من أتباعه، يقال له (رجاء بن أيوب الحضاري)، لقتال المدعو( تميم اللخمي ــ أبوحرب) الملقب (بالمبرقع)، وهو من أهل الغور، وتمرد على الدولة العباسية، وتبعه عدد كبير من أهالي (فلسطين والأردن)، تحارب الطرفان في (الرملة)، سنة (226ه ـــ 840م)، وكانت الغلبة للقائد العباسي، فأسر(تميم اللخمي)، وقتله مع عددكبير من أتباعه.
سنة (227ه ـــ 842م):
 مات (المعتصم بالله) وخلفه إبنه (الواثق بالله)، وفي عهده ظهرت نعرات التفرقة مابين (القيسية واليمنية)، فثار القيسيون في بلاد الشام وفلسطين، وعمت الفوضى في الدولة العباسية، وساد فيها الفساد والقتل والنهب والسلب.
    وجاء بعده عدة خلفاء ضعاف، وقد تحكم بهم الأتراك، ولم تذكر القدس في عهدهم، بسبب انشغالهم في مشاكلهم الشخصية.
سنة (320ه ـــ 932م):
 وعندما تولى الخلافة(القاهر بالله)، ولى على مصر(أبا بكر محمد بن طغج الإخشيدي)، الذي أعلن عن قيام (الدولة الإخشيدية)، التي حكمت (مصر وسورية وفلسطين)، وقبع الخلفاء العباسيون في قصورهم في بغداد، لاحول لهم ولاقوة، وظلواعلى هذه الحالة حتى زحف (هولاكو) على بغداد ودمر كل مافيها من خلافة وثقافة وحياة. ورحل الخلفاء إلى مصر، وعاش فيها (خمسة عشر) خليفة بالإسم فقط، كان آخرهم(محمد المتوكل على الله).
    وبذلك انتهت (الدولة العباسية) بعد أن عاشت نحو(767) سنة من عمر التاريخ، ولم يكن للعباسيين أي أثر في (فلسطين) أو(القدس)، وانتقلت السلطة من يدهم إلى دول الطوائف من (الإخشيديين، والطولونيين، والفاطميين، والأيوبيين، والمماليك، والأتراك العثمانيين) ...