(خيرات وادي عربة) محاصيل زراعية بلا مبيدات .. وتنتجها عائلة واحدة

(خيرات وادي عربة) محاصيل زراعية بلا مبيدات .. وتنتجها عائلة واحدة

وادي عربة - كايد المجالي - قصة نجاح جسدها أبناء جمعية قاع  السعيديين في وادي عربة بحصول مزرعتهم النموذجية على  الشهادة الدولية في الزراعة العضوية.
 في قلب الصحراء وبين جبال وادي عربة السوداء القاسية أينعت الثمار  العضوية التي لا تستخدم فيها المبيدات الكيماوية مطلقا في المزرعة   التي يملكها ابناء المنطقة من عائلة واحدة.
 تعتبر المزرعة لاولى من نوعها في المملكة التي تحصل  على شهادة الزراعة العضوية التي تتطلب شروطا محددة في عملية الزراعة و  التغليف و النقل لتقدم للمستهلك منتجا خاليا من المبيدات و المواد  الكيميائية و ليكون الاسم التجاري للمنتجات  «خيرات وادي عربة» .
 مساحة  المزرعة  الكلية تبلغ مئتي دونم تتمثل بزراعة 30 دونم ليمون , 30 دونم  عنب , 3 دونم ميرمية , 10 دونم بطيخ , دونم ريحان , دونم زعتر , نصف  دونم كزبرة , نصف دونم جرجير , نصف دونم بقدونس , نصف دونم خيار , و  نصف دونم بندورة جميعها لا تدخل المبيدات الكيماوية في زراعتها نهائيا

 مراحل التأسيس

 «تبلورت الفكرة من مؤسسة نهر  الأردن و مجموعة من أبناء المنطقة  لعمل مشروع تنموي لخدمة المنطقة من  خلال تأسيس جمعية تعاونية»، يقول رئيس الجمعية محمد السعيديين الذي  اضاف أن وزارة التخطيط و التعاون الدولي دعمت الفكرة «لتكون منطقة وادي  عربة منطقة خالية من المبيدات الكيماوية».
وتاسست الجمعية عام 2002 بقوام مئة عضو مؤسس جميعهم من أبناء  المنطقة.
و أشار السعيديين الى أن مؤسسة نهر الأردن قامت بإنشاء سد «وادي أبو  برقة» داخل المزرعة بسعة تخزينية تبلغ ربع مليون متر مكعب بالإضافة  لإنشاء أربع برك تجميعية للمياه من السد بسعة تخزينية تبلغ مئتي متر  مكعب، مبينا أن السد خدم المنطقة بشكل كبير للحد من السيول التي  تداهم المنطقة في فصل الشتاء و بالإضافة أن هناك عدد كبير من سكان  المنطقة يقومون بسقاية ماشيتهم منه و يخدم المزرعة باكتفائها ذاتيا  بالمياه حتى في مواسم الانحباس المطري.
 «بعد  تلمس ابناء المطقة لخدمات الجمعية    ارتفع  عدد أعضائها الى  ألف عضو»، يقول السعيديين ، حيث يعمل حاليا  في المشروع 10 عمال من أبناء المنطقة متواجدين بشكل دائم في المزرعة في  حين تصل العمالة الموسمية التي لا تقتصر على الذكور إلى 30 عاملا و  خصوصا في موسم العنب الذي يحتاج إلى التقليم و القطف و التشذيب .
   و أضاف السعيديين « قمنا سابقا بتربية عدد من المواشي داخل المزرعة و  لكن بسبب قلة المراعي و ارتفاع أسعار الأعلاف تم بيعها لعدم جدواها  الاقتصادية «.
بدوره أشار مدير وحدة الزراعة العضوية و البيئية في مؤسسة نهر الأردن  المهندس أنور حلح أن الفكرة بدأت بمبادرة من جلالة الملكة رانيا  العبدالله المتمثلة بإطلاق البرنامج الوطني للزراعة العضوية في الأردن  , لتبدأ المؤسسة بتنفيذ أول مشروع للزراعة العضوية في وادي عربة بسبب  خلو المنطقة من الآفات الزراعية.
 و وقال أن المؤسسة تهدف إلى إنشاء مزارع مشابهة  في كل من مناطق  المدورة , عجلون , و منطقة الشفا , كما تقوم حاليا بدور المنسق ما بين  المزرعة و شركات التسويق الزراعي لترويج منتجاتها العضوية بالشكل  المطلوب.
 
  كلفة مالية أقل 

و عن الجدوى المادية للزراعة العضوية، يلفت المشرف على المزرعة المهندس  ايمن الحيصة  أن الزراعة العادية مكلفة بشكل كبير عن الزراعة العضوية  التي لا تستخدم  المبيدات بكافة أنواعها و أيضا لأن المنتجات  العضوية تحتاج لكميات أقل من المياه عن تلك المستخدمة في الزراعة  العادية ناصحا المزارعين بالتجربة التي تعد أكبر برهان.
 و أكد الحيصة أن الدعم المقدم من وزارة التخطيط ينطوي تحت «مشروع  النباتات الطبية و العطرية « المنتجة عضويا , و أضاف « كنا في السابق  نستخدم الزبل البلدي كسماد و لكننا حاليا نستخدم سمادا عضويا حصل على  موافقة من الشركة المانحة للشهادة بواقع لتر لكل دونم «.
 
 «حققنا المستحيل» 

 بحماسة تجاه المشروع، يقول  مراقب العمال سليمان السعيديين-32 عاما- « كان لا بد من المشروع ان ينجح نتيجة الإحساس العالي بالمسؤولية من العمال تجاه منطقتهم و خصوصا أن معظم العاملين من عائلة واحدة».
 ويضيف:» قمت  بالتقدم لامتحان الثانوية العامة خلال عملي في المزرعة و حصلت على معدل  64% و كانت معظم دراستي داخل البيوت البلاستيكية بسبب طبيعة مهنتي  كمراقب عمال «.
  و يطمح  الشاب سليمان في مواصلة مسيرته التعليمية بدراسة إدارة  الأعمال في إحدى الجامعات بالعقبة.
 من جانبه يقول مراقب العمال الاخر عبدالله السعيديين-25 عاما- « لقد كنت  في السابق عاطلا عن العمل لحين إنشاء المشروع الذي أسعد الكثير من  أهالي المنطقة بتوفير فرص العمل لأبنائهم «.
  يشعر عبدالله بسعادة  غامرة خصوصا بعد حصول المزرعة على الشهادة العضوية، مشيرا الى أن  الجهود المتضافرة لأبناء المنطقة» حققت المستحيل».