د. بديع العـــــــــــابد - ينعقد في عمان المؤتمر السابع لتاريخ العلم في الحضارة العربية الاسلامية: البدايات - التشكل - تكوين الظاهرة او المنظومة - الواقع والمستقبل.
يهدف هذا المؤتمر إلى التعريف بدور الحضارة الإسلامية في تشكيل وتكوين ظاهرة تاريخ العلم وذلك لتحرير وعينا المستلب وإبراز دورنا الحضاري وإظهار منجزاتنا العلمية المغيبة وتوظيف أساليبنا ومنهجياتنا العلمية التي ابتدعها مفكرونا وعلماؤنا وتسلسلوا فيها من البداية حتى تشكل الظاهرة وتكوين المنظومة التي هي تاريخ العلم. وذلك للانعتاق من سطوة الحضارة الغربية ومرجعيتها وحضور منهجياتها في تفكيرنا وإنجازاتنا العلمية.
ولتحقيق ذلك يجب أن نتجرد كليا من مقولات الحضارة الغربية، وأن ننحي حضورها في تفكيرنا، وأهمها سلطة احتكار بدايات الظواهر الحضارية ومنها بداية ظاهرة تاريخ العلم. مخالفة (الحضارة الغربية) بذلك أبسط مناهج التفكير وهو أن الظواهر الحضارية و المنظومات الفكرية ما هي إلا معان ومفاهيم وأعراف تمارس بمستويات مختلفة من الوعي قبل أن تكون مصطلحات ذات مفاهيم مجردة خاصة بظاهرة معينة ومن ثم بحضارة معينة هي الحضارة الغربية.
وانطلاقا من فهمنا لتشكل بنى الظواهر الحضارية والمنظومات الفكرية وبصفة خاصة ظاهرة تاريخ العلم وهو:(بداية - تأسيس و تشكل - ظاهرة أو منظومة - عنوان - تصنيف). فقد جاءت محاور المؤتمر متطابقة مع هذا الفهم، ولتعزيز حقيقة أن ظاهرة تاريخ العلم هي عربية إسلامية البداية والمنشأ والتكوين.
فالبداية: هي لحظة في الزمن وهي مشروع فكري تحت التأسيس، ففي شقها الأول معنى تاريخي وفي شقها الثاني معنى بنائي. وإذا تساءلنا في أي المعنيين تقع بداية ظاهرة تاريخ العلم، لوجدنا أن المعنى البنائي مرهون بالمعنى التاريخي أي أن المعنيين متلازمان في النشأة، ولكن المعنى التاريخي ينحصر بعد تسجيل حضوره الزمني ليترك للمعنى البنائي حرية المسار، فتتشكل الظاهرة حتى تصبح منظومة فكرية أو علمية، ومن ثم تكتب مسار تاريخها فيتشكل بذلك تاريخ العلم.
ولتوضيح تشكل المنظومات الفكرية أو العلمية نأخذ علم الآثار كمثال. فنجد البداية في تشكل عناصر ظاهرة علم الآثار في الشعر الجاهلي من: تنقيب، وتوثيق، واستنطاق، وتوظيف، للإنسان وللمكان، والزمان، واللغة، وللتفسيرين العلمي والأسطوري للآثار. ثم جاء القرآن الكريم فعزز التفسير العلمي للآثار كما في سورة أهل الكهف. ثم أعقبه الجاحظ في كتاب الحيوان فوضح أسس التفسير العلمي للآثار ولعلم الاجتماع. فتشكلت الظاهرة أو المنظومة العلمية (علم الآثار) لنجدها علما قائما بذاته كتب فيه الغرناطي (تحفة الألباب ونخبة الإعجاب)، والبغدادي (الإفادة والاعتبار)، والقزويني (آثار البلاد وأخيار العباد) وغيرهم الكثيرون. ثم جاء العلم الحديث فأضاف تقانات جديدة قوت بنية ومنهجيات كتابته، لكن بداية وأسس ومنهجيات علم الآثار ولدت في رحم الحضارة العربية الإسلامية، وعليه فلا يستقيم بالعقل السليم إنكار هذه الحقيقة والادعاء بأن علم الآثار من إبداعات الحضارة الغربية.
وما ينطبق على علم الآثار ينطبق على معظم العلوم. فإذا لم نجد في منجزاتنا العلمية تأطيرا لبعض ظواهر العلم تحت عنوان معين فإن هذا لا يعني أنه لا يوجد للحضارة العربية الإسلامية إسهام في هذا العلم. ويكفينا عناوين العلوم التي وردت في تصنيفات العلوم عند أكثر من عالم عربي كالفارابي وأخوان الصفا وابن سينا. إن ما نهدف إليه كما وضح سابقا هو التحرر من مركزية الحضارة الغربية والانعتاق من سطوتها وإنكارها لمنجزات الآخرين وهذا لا يتم إلا بتحرير عقولنا من أننا حضارة تابعة لا نرى أنفسنا إلا في منجزات غيرنا. وإن إظهارنا لمنجزاتنا العلمية بعيدا عن مقولات الحضارة الغربية كفيل بأن يعيد لحضارتنا شيئا من نورها وبريقها ويعمل على تفعيل انجازاتها. والأهم من هذا كله هو إعادة الثقة إلى نفوس وعقول ووجدان أبنائها لكي تكون محفزا وواعزا على الإنتاج والمشاركة لا على الاجترار والتبعية.
وفيما يلي عرض لمحاور المؤتمر الذي تنظمه الجمعية الاردنية لتاريخ العلوم:
1- تاريخ العلم: ماهيته، بنيته، أهدافه 2- بدايات تاريخ العلم في الحضارة العربية الإسلامية 3- تشكل وتكوين ظاهرة تاريخ العلم 4- منظومات تاريخ العلم ومصطلح تاريخ العلم 5- تطور كتابة تاريخ العلم 6- المؤلفات العربية الإسلامية في تاريخ العلم: ابن النديم، ابن جلجل، ابن القفطي، ابن أبي اصيبعة ... الخ.
7- تصنيف العلوم، جابر بن حيان، الفارابي، ابن سينا، أخوان الصفا ... الخ.
8- الموسوعات العلمية :
الوطواط، مباهج الفكر ومناهج العبر العمــري،
مسالك الابصــــــــــــــــار النـويري
نهــــــــــــــــــــــاية الأرب القلقشندي
صبــــــــح الأعشـــــــــــى
9- المؤلفات العربية الإسلامية المعاصرة في تاريخ العلم وموقعها من الإسهام العربي الإسلامي في تاريخ العلم على ضوء المحاور السابقة
E-Mail:badi@go.com.jo
تاريخ العلم في الحضارة العربية الإسلامية... التطور والواقع والمستقبل
12:00 21-12-2009
آخر تعديل :
الاثنين