جاء في الاخبار ان حكومة النيجر (بلد افريقي لا سواحل له ،معظمه من الصحراء وهو جمهورية اخذت اسمها من نهر النيجر ،وعاصمتها نيامي (390)الف نسمة و 90% من سكان النيجر مسلمون وفيهم نسبة من العرب لا يزيدون عن 5 % ومساحة النيجر تزيد عن مساحة مصر ..ويزيد عدد السكان فيها عن (11) مليون نسمة والقبائل العربية وابرزها المحاميد حملت الاسلام الى النيجر والدول المجاورة وهي قبائل مرتحلة تعيش على الرعي وتربية الماشية كما القبائل العربية في تشاد وفي دارفور وغيرها من البلدان الافريقية الاخرى ..وتعتمد القبائل العربية في النيجر ومعظمها في الاقاليم الشمالية من البلاد في غذائها على منتجات الالبان التي توفرها قطعان الماشية الضخمة التي يملكونها وهم يقايضونها بالحبوب والخضراوات.. عرب المحاميد اذن هم عرب من البدو الرحل يجري الان زعزعة استقرارهم او بالاحرى وجودهم وانتشارهم ضمن صراع تأجيج العداوات المفتعل بين القبائل العربية والاخرى الافريقية رغم ان الاسلام قاسم مشترك بينها وهذا الصراع تأجج في دارفور وانتقل الى تشاد وها هو يعبر عن نفسه في قرار النيجر ترحيل القبائل العربية ويمثل ذلك انعكاسا للصراع الاستعماري الاميركي ـ الفرنسي اذ تعتبر هذه المناطق الافريقية مناطق نفوذ فرنسية الى ما قبل اكتشافات النفط والمعادن الثمينة وهذا ما يحرك الولايات المتحدة الامريكية الان في دارفور وهي تسحب وراءها الكثير من دول العالم تحت شعارات حقوق الانسان الدفاع عن سكان دارفور من المذابح والقتل والحقيقة ان الاطماع في الثروات هو المحرك وكذلك محاولة طرد فرنسا وعدم السماح للصين بالتنقيب عن النفط او بناء استثمارات منافسة ..وهي نفس الدوافع التي ادت الى حروب اهلية رهيبة في بورندي قبل عشر سنوات بين قبائل التوسو والهوتو ادت الى قتل اكثر من مليوني نسمة . لقد وصل الاسلام الى تلك المواقع عن طريق التجار العرب والقبائل العربية التي وطأت تلك البلاد منذ موجات متعاقبة كانت الاولى من المسلمين مع عقبة بن نافع ثم من خلال الهلاليين الى تونس ومنها من توجه جنوبا الى النوبة والسودان وغرب السودان حيث اقيمت عدة ممالك توارثت الحكم طويلا ومازالت تلك القبائل العربية التي تواجه الان حروبا واقتلاعا وتمييزا وتصفية بسبب تصاعد صيحات العداء للعرب وربطهم بالاسلام وبسبب مواجهة الاسلام الذي اصبح مسيسا كما في الصومال والسودان كردة فعل على التعامل مع العرب والمسلمين في تلك البلاد لو ان الامة العربية متماسكة فيما بينها ولو ان لاقطارها ونظامها العربي ما يكفي من الهيبة لما حدث الذي يحدث الان ولما فكرت النيجر ان تطرد العرب وقد تقدم دول افريقية عديدة على طردهم وتصفية مواقعهم التي بدأت منذ انتشار الاسلام حتى عام 1973. في حرب اكتوبر كان النفوذ العربي مجتزئا ،وقد استطاع الرئيس عبد الناصر ان يدافع عن المصالح العربية وحتى الافريقية في افريقيا وان يجعل مصر قائدة في القارة وقد انعكس ذلك عام 1973 حين اقدمت اكثر من (25) دولة افريقية على قطع علاقاتها مع اسرائيل بعد حرب اكتوبر عام 1973 بين مصر واسرائيل زمن الرئيس السادات وكان عبد الناصر من قبل وفي اواسط الستينيات وقبل ان يجلو الاستعمار عن افريقيا قد قال ''على الاستعمار ان يحمل عصاه ويرحل ''كما دعم ناصر ثورة الكونغو ودعم زعماء افريقيا في حركات تحررهم ووقف الى جانبهم بالمال والسلاح كما ساعدهم في بناء المشاريع والاسراع في التحرر .. اليوم والنفوذ العربي يتراجع ويضمحل وتنكفئ الانظمة العربية القطرية على نفسها وتصمت ازاء ما يصيب الامة في اكثر من موقع في الصومال وحتى في النيجر بترحيل العرب فإن السؤال اين النفوذ المصري؟ واين النفوذ الليبي؟ الذي لا نراه مترجما الآن رغم الملايين التي دفعتها وما زالت تدفعها ليبيا للدول الافريقية ليكرس العقيد القذافي نفسه زعيما افريقيا بعد ان سحب مطالبته بالزعامة في العالم العربي ومازلنا نذكر حروبه مع تشاد وهزيمته فيها على يد الرئيس حسين حبري الذي استطاع ان يأسر آلاف الليبيين قبل ان يطلق سراحهم .. ليبيا لم تحرك ساكنا ازاء موقف النيجر الذي اراد سوق القبائل العربية الى تشاد في صراع له علاقة بالاصابع الاميركية التي تريد اعادة ترتيب افريقيا وهو الترتيب الذي لم يتجاوز ليبيا منذ استسلام البرنامج النووي الليبي وفتحه للتفتيش طوعا على خلفيات لامجال لذكرها .. هان العرب على أنفسهم وهاهم يواجهون في المراكز والاطراف حرائق وتدمير وحروب واشتعالات وتضيق عليهم الارض العربية بما رحبت سواء في عواصمهم التي تعاني الاحتلال او ديارهم المغتصبة او المحاصرة او المرشحة للحصار.. في كل ديار العرب يواجه العرب تحديات قاسية واعتداءات ليس في النيجر فقط وانما في مواقع عديدة تطرح سؤالا لماذا ؟ ومن المسؤول واين من يدافع عن الحق العربي او يحفظه او يصونه؟.. ما أصاب ويصيب العرب جعلني اتوقف عند الكلمة ''العرب'' لاتأملها لغة واصطلاحا واشتقاقا.. وقد وجدت ان العرب قد ورد ذكرهم في اقدم الوثائق الاشورية حوالي عام 850 قبل الميلاد وهي تصفهم بأنهم قوم رحل ورعاة واقدم مواطن العرب ونشؤوهم كان في الاردن وفلسطين ومنها امتدوا للجزيرة العربية التي اصبحت موطن العرب..ومن الاردن بدأ العرب ليمتدوا جنوبا للجزيرة وشمالا لبلاد الشام والعراق.. وفي عام 400 قبل الميلاد بدأ العرب يشكلون دويلات وممالك صغيرة اشهرها البترا (الانباط) في الاردن وتدمر في بادية الشام والتي وقعت تحت حكم الرومان عام 160 م .. والعرب نوعان عاربة اي اصلية خالصة ومستعربة اي دخيلة والعربي منسوب الى العرب وان لم يكن بدويا وهو غير الاعرابي .. البدوي والبدو هم الاعراب والاعاريب جمع الاعراب والعربي اذا قيل له يا اعرابي غضب ليميز نفسه ..لقوله تعالى فيهم (اي في الأعراب وهم قوم من بوادي العرب جاءوا الرسول من اجل الصدقات لا الايمان) ''الاعراب اشد كفرا ونفاقا'' والذي يخلط بينهم انما يكره العرب ولا يفرق ولم يكن المهاجرون والانصار من الاعراب ..واول العرب هو يعرب بن قحطان وهو ابو اليمن كلهم ، ومنهم اسماعيل بن ابراهيم الذي نشأ بتهامة وللعرب خمسة انبياء جاءوا منهم هم محمد واسماعيل وشعيب وصالح وهود وكلهم من الجزيرة العربية واطرافها ..وللعرب حديث طويل ذكرنا به عرب المحاميد الذين اصبحوا لاجئين في نكبة جديدة !!!