أنماط التعلم لطلبة المدارس والجامعات

أنماط التعلم لطلبة المدارس والجامعات

د. محمد مسلم الضمور- تعد معرفة المدرس لطريقة التدريس المناسبة لتعلم طلبته من المبادئ الهامة في نجاح العملية التعليمية. ففي الوقت الذي تناسب طريقة تعليم معينه بعض الطلبة نجد أنها لا تناسب لغيرهم. إذ أن إتاحة الفرصة للطلبة في أن يتعلموا بالأسلوب الذي يمارسونه في تعلمهم له أثر ايجابي في توليد الحوافز لديهم والرفع من درجة الدافعية الى التعلم عندهم.
ونتيجة لاهتمام مؤسسات التعليم العالي بتوفير بيئات تعليمية أكثر إيجابية وفاعلية للطلبة المتنوعين في خلفياتهم الاجتماعية والثقافية، تزايد الاهتمام بتوظيف نتائج الدراسات والبحوث المتعلقة بأنماط التعلم، وبدأ الباحثون يطرحون أسئلة حول تأثير الثقافة والمستوى الاجتماعي في أنماط تعلم الطلبة حيث تلعب الثقافة بشكل عام دورا في تطوير أنماط التعلم.
ويتفق معظم التربويين على ان الطلبة يتعلمون بطرق مختلفة غير ان الانتقال من الافتراض إلى تطوير نموذج يستند إلى نظرية التعلم مدعوما بالبحث والأدب التربوي ليس بالأمر السهل، وقد أفاد المسح الذي أجرته إدارة اتحاد المدارس الأمريكية على الممارسين لعملية التعليم بأن أنماط التعلم تشير إلى السلوكيات المتكررة التي يمارسها كل طالب لكي يحصل على تعلم أفضل.
ويذهب الاتحاد القومي لمدراء المدارس الثانوية الأمريكية إلى تقديم تعريف أكثر شمولية لنمط التعلم، إذ ينظر إليه على أنه مزيج من المميزات العقلية والانفعالية والجسمية التي تعمل كمؤشرات ثابتة نسبيا على السلوكات التي يقوم بها المتعلم أثناء استقباله وتفاعله واستجابته للبيئة التعليمية.
وعرف نمط التعلم بأنه طريقة الفرد الطبيعية، في معالجته واسترجاعه للمعلومات الجديدة، والمهارات التي تستمر بصرف النظر عن طرق التعليم أو المحتوى.
وعرف جراشا Grasha,6991)) أنماط التعلم أنها الصفات الشخصية التي تؤثر في قدرة الطالب على اكتساب المعلومات، والتفاعل مع الزملاء والمعلم، والمشاركة في الخبرات التعليمية.
وترى لندسي (lindsy,7891)، أن النمط التعلمي يتكون من سلوكات ملاحظة تشير إلى كيفية ارتباط الفرد بالعالم، وإلى طريقته في التعلم، تلك الطريقة التي تعكس صفات عقلية محددة وتظل باقية معه حتى لو تغيرت أهداف التعلم ومحتواه، فالنمط التعلمي يصف الطالب بدلالة الشروط التعليمية التي يكون تعلمه منها أفضل ما يمكن، وعندما يمتلك الطالب نمطا تعليميا معينا يعني أن أساليب تدريسية معينة أكثر فاعلية في تعليمه من غيرها، فبعض الأفراد لا يسهل دفعهم إلى عمل شيء إلا إذا كانوا مستعدين لذلك، وبعضهم يحب المغامرة والإثارة، ويتكيفون بسهولة مع الأوضاع الجديدة، وبعضهم يبحثون عن التطبيقات العملية للأفكار، ويفضلون التعامل مع الأوضاع التي تحمل حلا واحدا، وبعضهم يبحثون عن الخبرات السابقة ليتعلموا منها.
وعرف نمط التعلم (learning Style)أنه تركيب مفاهيمي يحدد طرق الإدراك والتذكر وحل المشكلات، ويتضمن نمط تعلم الفرد طريقته في جمع المعلومات، ومعالجتها، ودمجها في بنائها المعرفي وخزنها في ذاكراته طويلة المدى، واستعمالها في مواقف حياتيه جديدة، ويتضمن مفهوم أنماط التعلم طريقة معالجة الفرد للمشكلات التربوية والاجتماعية بالاعتماد على الخبرات المعرفية المخزونة لديه والبيئة الخارجية المؤثرة فيه، ولا يعني ذلك أن نمط التعلم مجرد طريقة للدراسة، أو وسيلة فهم واستيعاب مجموعة من الأفكار، بل يشمل الأسلوب الذي يستعمله الطالب لحل المشكلات التي تواجهه في المواقف التعليمية، ويتكون نمط التعلم من مجموعة من صور الأداء المميزة للتعلم، والتي تعد دليلا على طريقة تعلمه، وطريقة تلقيه للمعلومات الواردة من البيئة المحيطة، بهدف التكيف معها.
وصنفت أنماط التعلم عدة تصنيفات يحتوي كل منها على مضامين تربوية، ومن هذه التصنيفات ما يأتي:.
أولا:- تصنيف كولب (Kolb) تتضمن قائمة كولب أربعة أنماط تعلمية :.
ذوو التفكير التجميعي.:(Converging) وهم الطلبة الذين يمكن تصنيفهم على أنهم يريدون حل مشكلة أو يعتمدون كثيرا على التفكير ألاستنتاجي والنظري للتركيز على مشاكل معينة، ويفضلون التعلم عن طريق حل المشاكل، والقيام بالواجبات التقنية، جيدون في الاستخدامات العملية للأفكار والنظريات، متعلمون تحليليون، وهم نظاميون في عملهم يضعون أهدافا ويسعون إلى تحقيقها وذلك من خلال جمع الحقائق والمعلومات ذات الصلة (تفكيرهم تقاربي استدلالي).
2- ذوو التفكير المتشعب(Diverging):.
وهم الطلبة الذين يمتازون بالتفكير التباعدي، الذين يمكن تصنيفهم على أنهم يريدون حل مشكلة بالنظر للمواقع من وجهات نظر عديدة، والذين يعتمدون كثيرا على العصف الذهني وتولد الأفكار، حيث أن المتعلم وفقا لهذا البعد خيالي وحساس يفضل التعلم عن طريق الملاحظة، يعصف ذهنه ويجمع المعلومات، جيد في رؤية المواقف المحسوسة من وجهات نظر عديدة، يرغبون في أداء المهمات التعليمية بأسلوب تعاوني، ويبحثون عن معاني الأشياء (متعلمون متجددون).
3-المتمثلون Assimilator)):.
وهم الطلبة الذين يمكن تصنيفهم على أنهم يحلون المشاكل عن طريق التفكير الاستنباطي والقدرة على خلق النماذج النظرية، ويفضلون التعلم عن طريق وضع المعلومات بترتيب منطقي معين.
المتكيفون(Accommodator):.
وهم الطلبة الذين يمكن تصنيفهم على أنهم يحلون المشاكل عن طريق إجراء الخطط والتجارب، والتكيف مع الظروف الحالية المحددة، والمتعلم فعال، متكيف مع الناس يعتمد على الشعور الداخلي أكثر من التحليل المنطقي ويصنف كولب أنماط التعلم إلى أربعة أنواع اعتمادا على نوعية خبرات التعليم، وحددها بأربعة حلقات تعليمية، ويرى أن لهذه الأصناف مواصفات فريدة خاصة بها وهذه الأصناف هي:.
أ ? الخبرات المحسوسة (Concrete Experience) ويسود هذا النمط لدى الأفراد الذين يعتمدون على الخبرات الحسية في التعلم ويغلب عليهم إدراك الأشياء بحواسهم وعواطفهم، ويندمجون في الواقع، ويهتمون بالتجربة الحقيقية، ويعتمدون على الحدس.
ب- المشاهدة التأملية :(Reflective Observation) ويسود هذا النمط لدى الأفراد الذين يتأملون في الأشياء الجديدة ويستخلصون منها المعاني ببطء، وبشكل مفصل، وعند إعطائهم مسألة لا يأخذون منها موقفا نهائيا، ولا يتحيزون لفريق دون الآخر ويفضلون مراقبة الآخرين دون أن يشاركوهم (انطوائيون).
ج- التجريد المفاهيمي :(Abstract Conceptualization) ويسود هذا النمط لدى الأفراد الذين يغلب عليهم الاهتمام بالأبعاد المجردة للواقع، ويعتمدون على التفكير المنطقي، ويقيمون الأشياء بعقلانية، ويفضلون الصورة العامة للأشياء، ويتفاعلون مع الرموز.
د- التجريب النشط: أصحاب هذا النمط هم منفتحون على الآخرين، ويفضلون العمل على حل المشكلات عن طريق التجريب والعمل، كما أنهم يستخدمون المعلومات الجديدة حالا ويتأملونها فقط بعد تجريبها .
ويرى كولب أن الفروق في أنماط التعلم هي نتاج لتفاعل مجموعة من العوامل الوراثية مع الخبرات البيئية ومتطلباتها، إذ تتعزز مثل هذه الأنماط لدى الأفراد عن طريق التفاعل والتواصل الاجتماعي داخل الأسرة والمدرسة وبيئة العمل.
وتتضمن قائمة كولب سلوكات المتعلم والعمليات المعرفية التي يستخدمها المتعلم أثناء تفاعله مع مواقف التعلم والشكل(1) الآتي يوضح أساليب الإدراك ومعالجة المعلومات عند الطلبة وقد حدد لكل منهما قطبان متعاكسان، فالادراك يكون عن طريق الخبرات المحسوسة، أو التجريد المفاهيمي، ومعالجة المعلومات تكون بالملاحظة التأملية، أو باستخدام التجريب النشط،ومن تقاطع البعدين باقطابهما تكون الحصيلة أربعة أنماط تعلمية(lindsy,7891).
ثانيا :- تصنيف دن ودن (Dunn & Dunn):- يعتقد دان ودن(1979) أن الأفراد والدافعية يتحسنان عندما تتطابق أساليب التدريس مع أنماط التعلم، فالمعلمون لا يقومون فقط بالتدريس كما تم تدريسهم، ولكن كما تعلموا، وغالبا يشعرون أن هناك فقط طريقا صحيحا واحدا للتعلم وأن هنالك فقط طريقة واحدة صحيحة للتدريس، وتعديل أسلوب التدريس يعد صعبا، ولكن يمكن تحقيقه إذا فهم المعلم لماذا لا يصل النمط بشكل فعال لجميع الطلبة، وتتضمن عناصر أسلوب التدريس التي يمكن تكييفها لتفضيل الطالب على: التخطيط التعليمي، مجموعات الطلبة، وتصميم الغرفة الصفية، وبيئة التدريس، مميزات التدريس، وأساليب التدريس وأساليب التقيم.. يعتمد هذا التصنيف على تقدير السلوكات الإجرائية للمتعلمين أثناء تفاعلهم مع الموقف التعليمي، حيث اهتم دن ودن في دراستهما لأنماط التعلم بعدة عوامل متداخلة ومتفاعلة معا تتمثل في مجموعة من المجالات تدخل في نمط التعلم وتتوزع على مجالات أربعة هي :.
مجال الحاجات البيئية: وتتضمن عوامل الصوت، والحرارة، والضوء، وتصميم الأثاث والمقاعد.
مجال الحاجات الانفعالية: وتتضمن الدافعية، والمسؤولية، والمثابرة، والتصميم.
مجال الحاجات الاجتماعية: وتشمل مجموعات التعلم، وأشكال السلطة.
الحاجات الجسمية:وتتضمن الطعام، والوقت، والحركة، والوضع المفضل من قبل الفرد (سمعي وبصري وحركي).
واعتمادا على ذلك قسم دن ودن(Dunn& Dunn,3991) المتعلمين حسب ميولهم في أداء العمليات إلى الأصناف الآتية: النمط الشمولي (Global ) وهو الذي يركز على كافة التفاصيل في معالجة موضوع أو محتوى فهم.
النمط التحليلي (Analytical) وهو الذي يعتمد على التحليل للموضوع ويسعى لعمل استنتاجات وخلاصات حوله.
النمط الحركي النشط (Impulsive) وهو نمط يمتاز بالاندفاع والاعتماد على التجربة والعمل.
النمط التأملي (Reflective) وهو نمط يعتمد على التأمل الذاتي في معالجة الموضوعات.
وهنالك أفرادا يستعملون في تفكيرهم الجزء الأيسر من الدماغ(يساريون)، ومعظم الأفراد يفكرون باستعمال أحد جوانب الدماغ أكثر من الآخر ولكن هذا لا ينفي أن البعض لا يستعملون الجانبين بصورة متكافئة.
ثالثا : تصنيف مكارثي (McCarthy).
نموذج الفورمات لمكارثي الذي بني اعتمادا على نظرية ديفيد كولب التي تفيد بأن الأفراد يتعلمون المعرفة الجديدة، ويواجهون الخبرات بإحدى طريقتين : أما اعتمادا على المشاعر، أو على التفكير، وتم تقسيم بعدي التعلم هذين إلى أربعة أنماط رئيسة هي:.
المتعلم التخيلي : يفضل المتعلم في هذا النمط استراتيجيات التعلم المرتبطة بالاستماع، والتحدث، والتفاعل، والعصف الذهني، فالمتعلم في هذا النمط يسعى إلى المشاركة الشخصية، والبحث عن المعاني والترابطات في كل ما يتعلمه، ويتفاعل على نحو جدي مع خبرات التعلم ويتأمل فيها، ومن الأنشطة الملائمة لهذا النمط هو استخدام الخرائط الذهنية، والعصف الذهني، وعمل القوائم والمناقشة، وعمل الاستنتاجات، والمتعلم في هذا النمط يسعى للإجابة عن سؤال: لماذا يتعلم شيئا معينا؟.
2- المتعلم التحليلي:.
هذا الفرد يبحث عن الحقائق والمعلومات ويشكل الأفكار، والتفكير عن طريق الأفكار المجردة، ويفضل المتعلم العمليات المجردة والتأمل والتركيز على محتوى ما يتم تعلمه، تتضمن استراتيجيات التعلم المفضلة لهذا النمط المشاهدة، والتحليل، والتصنيف، ووضع النظريات، فإن الأنشطة المناسبة للمتعلم في هذا النمط هي البحث عبر الإنترنت، والمؤلفات ذات علاقة بالموضوع ومشاهدة الخرائط ومقابلة الخبراء والمختصين.
3- المتعلم المنطقي:.
في هذا النمط تتمثل استراتيجية التعلم المناسبة للمتعلم في التجريب والتفاعل الحسي مع الخبرات، ويتم التعلم من خلال الفعل والتجريب، وتطبيق النظريات، والبحث عن سؤال: كيف؟ ومعرفة كيفية تطبيق ما يتعلمه، ومن الأنشطة الملائمة للمتعلم في هذا النمط هي : التكليف بواجب كتابي، مثل: كتابة رسالة، أو قصة، أو مقالة، وتأليف الأغاني، والقصائد، وتصميم لوحات ومتابعة رحلات على الخريطة، أما استراتيجيات التعلم الملائمة لها المتعلم فهي: التجريب، والتفاعل، ولعب الأدوار.
4- المتعلم الديناميكي:.
في هذا النمط يعتمد المتعلم على التعلم عن طريق البحث والاستكشاف وباستخدام المحاولة والخطأ، ويفضل التجريب واختبار نتائج تجاربه عمليا، ويحب تطبيق ما تعلمه في مواقف جديدة، وتبني ما يتعلمه وتعديله من خلال طرح أسئلة مثل : ماذا، وإذا، ويستخدم هذا النوع من المتعلمين استراتيجيات التعلم التي تستند إلى التعديل وحب المغامرة والإبداع، ومن الأنشطة الملائمة لهذا النمط هي: سرد القصص، والمشاركة في المشاريع، وعمل التقارير، وتصميم الملفات، والمشاركة بالأنشطة الكتابية، وسرد القصص شفويا، ومراجعة القصائد، والمشاركة في الأغاني.
رابعا: تصنيف جريجورك (Gregorc Style Delineator).
لقد اقترح جريجورك (Gregorc,9791 ) أن أغلب الناس لديهم أفضلية لشيء ما، إذ أن كل واحد يمتلك بعض المقدرة في أي من الأبعاد الأربعة الآتية: التفكير التتابعي المادي، والتفكير التتابعي المجرد، والتفكير المجرد العشوائي، والتفكير المادي العشوائي.
أكد جريجورك أنه وبصورة عشوائية يوجد لدى الأفراد ميل طبيعي (فطري) تجاه واحد أو اثنين من هذه الأنماط والتي تخدم وتسهل كيفية تعلم الأشخاص من البيئة المحيطة وتفاعلهم معها.
هناك انتقاد بأن الذين يتعلمون نمط التفكير التتابعي المجرد (Concrete Sequential)إذ أنهم يفضلون التتابع المنطقي والتسلسل، ويفضلون المادة الترابطية الملموسة، ويفضلون اتجاهات الخطوة خطوة، ويبحثون عن التعليمات ويتبعونها، ويفضلون الشروحات المنتظمة بطريقة تسلسلية واضحة، والجو الهادئ، وأصحاب هذا النمط يفضلون أنماط تعلم مثل الكتب التوضيحية بالرسومات، والكتب العملية (موضحة بصورة عملية أكثر)، والمحاضرات، والمادة المتوفرة، والاختبارات ذات الاختيار من متعدد.
بينما أوضحت تقارير جريجورك أن متعلمي التفكير المجرد العشوائي Random) Concrete) يلجؤون لاستخدام طريقة التجربة والخطأ في اكتساب المعلومات، ولا يستجيبون بصورة جيدة لسرد المعلم، ويعملون بصورة أفضل لوحدهم أو في مجموعات صغيرة، ويفضلون طرق تعلم الألعاب والمحفزات، ودراسة المشاريع المستقلة والقراءة الإضافية، والمشاريع كمجموعات وإجابة الأسئلة القصيرة.
بينما متعلمو نمط التفكير التتابعي المادي (Sequential Abstract) يمكن وصفهم بأنهم يمتلكون مقدرات ممتازة في الكتابة، والمحادثة، والتصور المتجانس، وهم قادرين على استخلاص الأفكار الأساسية من التقديم والشرح المنطقي، ويمتلكون القدرة ويفضلون طرق التعلم المعتمدة على الوظائف المبالغ فيها(الصعبة) للقراءة، واستخدام أشرطة الكاسيت في الشرح والمحاضرات الجوهرية وتدريس الفصول ذات التفكير التحليلي.
وأخيرا يمتاز متعلمو التفكير المادي العشوائي (Random Abstract) بأنهم يعطون عناية خاصة لسلوك الإنسان ويعتمدون على المزاج، والمحيط المجاور، ويربطون الأمور بطريقة التكلم، الإنتاج (المحصلة) والشخصية، ويفضلون طرق التعلم بالأفلام والمناقشات الجماعية، والمحاضرات القصيرة، والمناقشة بطرح أسئلة وإجابات، واتباع طرق متعددة في ذلك.
خامسا: تصنيف جراشا ? ريتشمان (نموذج التفاعل الاجتماعي): يتطرق هذا النموذج لكيفية تفاعل الطلبة في الغرفة الصفية، وفيه تم تطوير ثلاثة أنماط للتعلم متناقضة :- اعتمادية/مستقلة، و تنافسية/ تعاونية، وتجنبيه/تشاركيه، وأصبحت ستة أنماط لاستجابة الطلبة.
الطلبة المستقلون: يفضلون الدراسة المستقلة، والتعلم الذاتي، كما أنهم يفضلون العمل لوحدهم في مشاريع المساق بدلا من العمل مع الطلبة الآخرين، ويحب الطلبة المستقلون  التفكير والعمل لوحدهم لكنهم يستمعون للآخرين.
الطلبة الاعتماديون: ينظرون للمعلم وللزملاء على أنهم مصدر للإرشاد، ويفضلون شخصية ذات سلطة ونفوذ لتخبرهم بما عليهم القيام به.
الطلبة التنافسيون : ينظرون للتعلم على أنه مواجهة فوز أو خسارة، ويتم دفعهم للتعلم من أجل التميز مقارنة بالآخرين، وبأنهم يتعلمون من أجل الأداء الأفضل نسبة أقرانهم، ومن أجل تلقي المديح على إنجازاتهم الأكاديمية.
الطلبة التعاونيون: يفضلون التعلم في بيئة اجتماعية أو مع الزملاء عن طريق الأنماط التعاونية، ويكتسبون المعلومات عن طريق المشاركة، والتعاون مع الزملاء والمعلم، وهم يفضلون المحاضرات، مع نقاشات المجموعة الصغيرة، والمشاريع الجماعية.
الطلبة التجنبيون: لا يشتركون بشكل فعال في الصف، وغير مهتمين بتعلم محتوى المادة الدراسية، وغير متحمسين لحضور الدرس أو اكتساب المحتوى الدراسي، فهم غير مهتمين، وأحيانا يرتبكون في النشاطات الصفية.
6- الطلبة المشاركون: يدركون بيئة التعلم على أنها فرصة للتفاعل مع الآخرين وأيضا تعلم محتوى المادة الدراسية، ويتشوقون للقيام بأعمال صفية قدر الإمكان، ويدركون بحرص، إذ ان لديهم الرغبة بتلبية توقعات المعلم.
أن الأنماط التي يصفها جراشا (Grasha) تعود لمجموعة من المميزات تنطبق على جميع الطلبة (Grasha، 1996) يمتلك كل شخص بعضا من كل أنماط التعلم، بشكل مثالي، وربما يمتلك الشخص توازنا لجميع أنماط التعلم، وقد ينجذب الأشخاص نحو واحد أو اثنين من تفضيلات أنماط التعلم، ومن المحتمل أن تتغير التفضيلات التعليمية عندما يواجه الفرد حياة جديدة وخبرات تعليمية جديدة.
سادسا: تصنيف كانفيلد (نموذج التفضيل التعليمي):.
وهو نموذج متعدد الأبعاد يتطرق للتنوعات بين المتعلمين ضمن بيئة عملية التعلم، وفيه طور كانفيلد أنماط التعلم في أربعة مجالات، الأول: يتعلق بظروف التعلم بما فيه التكيف(حاجة الطالب لتطوير علاقات شخصية مع الطلبة الآخرين والمعلم، ورغبتهم بالتنظيم والتفضيل، والأداء رغبتهم بوضع الهدف والاستقلالية،وتكيفهم نحو التنافس والسلطة).
المجال الثاني : يتعامل مع تفضيلات الطالب المتعلقة بالمحتوى وهذا يتضمن الأعداد(العمل مع الأعداد والمنطق) والنوعية(العمل مع الكلمات واللغة)، الأشياء غير العاملة(العمل مع الأشياء مثل البناء أو الإصلاح) والناس (العمل مع الناس مثل المقابلات والمبيعات).
المجالان الثالث والرابع يقيمان الحالة والتوقعات، مفضلات الطالب المتعلقة بالحالة تتضمن على الاستماع، القراءة، والخبرة المباشرة، أما مجال التوقعات فيقابل مع الدرجات التي يعتقد الطلبة بأنهم سيحصلون عليها.
سابعا : تصنيف كيث جولاي (Keith Golay) وصفت جولاي أربعة أنماط أساسية للتعلم، وذلك على النحو الأتي : نمط الشخصية الحسي يقابله نمط التعلم الواقعي النمط البراجماتي يقابله نمط التعلم الواقعي المهتم بالنظريات وتطبيقاته.
نمط الشخصية العقلاني يقابله نمط التعلم المفاهيمي المهتم بالأفكار التأملية والمعلوماتية.
نمط الشخصية المثالي يقابله نمط التعلم المفاهيمي المهتم بالعواطف المصنفة الشاملة.
ويمكن بيان صفات كل نمط على النحو الآتي، علما بان المعلم الناجح يضع كل هذه الصفات في حسابه لدى تنسيق الاستراتجيات التعليمية التي يتبعها واختياره للمحتوى والأهداف وسبل تحقيقها الخاصة : 1-النمط الطبيعي (ذو نمط التعلم الواقعي التلقائي
(Actual- Spontaneous Learning) يميل أصحاب هذا النمط إلى الاستفادة من الخبرات السابقة، ويعدون التجربة أفضل معلم، والعمل أساسا للحياة، وينظرون لاكتساب المعرفة كهدف ثانوي وأهمية المعرفة عندهم تكمن في فائدتها المباشرة، ويؤكد الأفراد على الحاضر لأنهم ينظرون إلى الماضي على أنه مندثر وأن المستقبل شيء محقق، ويميلون إلى المشاركة في الأنشطة الجماعية والأعمال التنافسية ومواقف المرح، لذا نجدهم لا يطيقون النظام الصفي الذي يتطلب منهم المثابرة والتركيز مما يجعلهم يندفعون إلى الفكاهة والمرح واللهو.
2-النمط البراجماتي (ذو نمط التعلم الواقعي الروتيني) (Actual Routine Learning) في هذا النمط يهتم المتعلم بالبحث عن المعرفة عن طريق الوقائع المادية الملموسة، وهو في العادة يعمل على حفظ المعرفة باستخدام التكرار والتدريب، ويهتم أصحاب هذا النمط بالجوانب العملية للمعرفة مع التركيز على منطلقاتها النظرية وهم يميلون إلى الاستبصار والاستنتاج والبحث عن الحقائق المادية والنظرية، ويعد أصحاب هذا النمط على الصعيد الاجتماعي ميالين الى إشباع حاجاتهم عن طريق التفاعلات الاجتماعية، وتكوين جماعات الصداقة، ويسعون إلى الحفاظ عليها، وهم يشاركون في النوادي، وفرق الكشافة، ويطيعون التعليمات، ويحرصون على النظام الصفي، ويتوقعون من الآخرين الالتزام بذلك، ويمتازون بتحمل المسؤولية أيضا.
3-النمط العقلاني (ذو نمط التعلم المفاهيمي المحدد)(
(Conceptual- Specific Learning) .
يتصف أصحاب هذا النمط بالكفاءة والموضوعية وحب الاستطلاع، ويمثل الفرد في هذا النمط عالما صغيرا يسعى إلى المعرفة، ويعتمد على الاكتشاف والتجريب، ويعمل على جمع البيانات، واشتقاق النظريات، والتميز، والمقارنة فيما بينها، للتوصل للمعرفة الحقيقية والموضوعية.
ويمتاز أصحاب هذا النمط بالموضوعية والكفاءة، وحب الاستطلاع، والدافعية الشديدة للحصول على إجابات محددة للتساؤلات التي تدور في أذهانهم،ويمثل اللعب لديهم نوعا من الأداء أو العمل ويصعب على أصحاب هذا النمط التعبير عن مشاعرهم وإظهار ودهم نحو الآخرين، لذا يعدهم الآخرون انعزاليين، عديمي الإحاسيس، وهم أقل الأنماط الأربعة حسا اجتماعيا.
4- النمط المثالي(ذو نمط التعلم المفاهيمي الشامل) (Conceptual- Global Learning) يهتم أصحاب هذا النمط بالمفاهيم المجردة والأشياء المطلقة أكثر من اهتمامهم بالواقع وفرص تحقيقه، ويهتمون بالمستقبل أكثر، وغالبا ما يتفوق أصحاب هذا النمط في المجال الأكاديمي، وهم متحدثون بارعون، ويستمتعون بعمليات التواصل اللفظي والكتابي، ويمتازون عن ذوي الأنماط الأخرى بقدرتهم على الكتابة والكلام بطلاقة ويسر، ويصل بهم الحد درجة العصيان لرؤسائهم ومعلميهم.
أما على الصعيد الاجتماعي فهم يتصفون بالود والصداقة، والعاطفة الصادقة، وشدة الحساسية والانفتاح على الآخرين، والاستقامة، وصدق التعامل، والتفاعل الاجتماعي الايجابي، ورفض العقاب ويشكلون محط إعجاب واحترام الآخرين، لا سيما أقرانهم ومعلميهم.
ثامنا: تصنيف تورنس وزملاؤه:.
صنف تورنس وزملاؤه أنماط التعلم بناء على نصف الدماغ المستخدم من قبل المتعلم في عمليات الاكتساب ومعالجة المعلومات.
توصل تورنس وزملاؤه إلى ثلاثة أنماط من أنماط التعلم، هي:.
1:النمط التعليمي المرتبط بالنصف الأيسر من الدماغ.
وفيه يستخدم المتعلم وظائف النصف الكروي الأيسر بحيث يمتاز بالقدرة على : التعرف على الأسماء وتذكرها والاستجابة للتعليمات اللفظية، والثبات والنظام في التجريب والتعلم والتفكير، وكبت العواطف والشعور، والاعتماد على الكلمات لفهم المعاني، والتفكير المنطقي، والتعامل مع المثيرات اللفظية، والجدية والنظام والتخطيط لحل المشكلات، والتفكير المحسوس، و التعامل مع مشكلة واحدة في الوقت الواحد، والنقد والتحليل في القراءة والسمع، والمنطقية في حل المشكلات وإعطاء المعلومات بطريقة لفظية، واستخدام اللغة في التذكر وفهم الحقائق.
2: نمط التعلم المرتبط بالنصف الأيمن من الدماغ.
وفيه يعتمد الأفراد على استخدام النصف الأيمن من الدماغ في عمليات التعلم، ويمتاز الأفراد بالتعرف على الوجوه وتذكرها، والاستجابة للمثيرات الوجدانية، وتفسير لغة الإشارة، والتفكير بالأشياء الفكاهية، وفي قدرات التخيل والابتكار، وهم ذاتيون في إصدار الأحكام ويتصرفون بتلقائية، ويميلون إلى استخدام المجازات، والاستعارات، والتخمين في التعامل مع المعلومات.
3.: نمط التعلم المتكامل.
ويمتاز أفراد هذا النمط بقدرتهم على استخدام نصفي الدماغ الأيمن والأيسر معا في عمليات التعلم والتفكير، فهم يمتازون بالتساوي في استخدام النصفين في تنفيذ المهمات العقلية، مما يعني أنهم يمتازون بالخصائص والقدرات التي تتواجد لدى الأفراد مستخدمي النصف الأيسر والنصف الأيمن.
- دكتوراه في علم النفس التربوي
Mohammad.dmour@yahoo.com