فالديمار فيبر *
الترجمة من االألمانية: علي عودة
(1)
من تلك الأراضي الروسية المنخفضة
لم يصلنا خبر
كنا نضع آذاننا على
قضبان السكك الحديدية وعلى
جدار المعبد المدمر ونصغي
ونصغي..
(2)
طفولة
أرض ذات رمز غريب
ووجه أم يافع
(3)
دفاتر مدرسية تملؤها ملاحظات رديئة
دفنت في الثلج، كانت سببا لحزن الوالدين
عندما يحل الربيع يذوب الثلج،
وستحمل جداوله الدفاتر إلى عتباتنا..
يتطلع الوالد إلى صفحاتها وأحرفها وأرقامها التي انمحت
متأملا متحسرا كما في الكتابات القديمة
(4)
تسأل، كيف تعامل الشعب
مع حظائر من أسلاك شائكة
بلا هدف أو رغبة بتجاوزها
أو خلق فرصة التخلي عنها
(5)
أحلام
إنهم عطشى إلى الدم
لكنهم لا يريدون الاعتراف بهذا
واكتفوا بالتحدث عن أرجوانية
حمرة الفجر القادمة
(6)
قبور الآباء،
تربى جيل كامل دون قبور الآباء،
ثمة إحساس مختلف بالحياة
أن يكون محلقا بلا جذور
جزعا
عند رؤيته السحاب وهي
تحلق صوب الأموات
(7)
تضاريس القلب محروقة من شدة الظمأ
يعتقد المرء كل مرة
أنه لن يفلح أبدا في هذا المدى المقفر،
لكن انظر،
فنبات القريص ينمو ثانية
على الرماد
(8)
ليالي بطرسبورغ البيضاء.
احتسيت هذا النبيذ أيضا،.
فهذا الغسق الأبدي،.
خليط من ضوء يائس.
وعتمة ملتبسة.
(9)
المقبرة في بيريدل كينو**
أزيلت الطحالب عن شاهد القبر،
فانكشف إصبع،
استقر على الشفتين... صه!
كم هو رائع،
أنهم لم يعودوا يتذكروننا
(10)
بالليل
شاحنة نقل ثقيلة
عبرت قرب نافذتي
فارتج كل شيء
زجاج النافذة صوت الأسطوانة
فنجاني
ريشتي
وقلبي
(11)
حلم ثقيل
في أواسط الصيف السعيد
قال، رائحة الأرض الطيبة تضلل،
في هذا الحلم اللون الأسود هو السائد،
وهو اللون الأبدي نفسه،
أما حضورنا على هذه الدنيا،
فهو مجرد ومضة ضوء في ليل،
وفتحة في السور الأسود اللامتناهي..
(12)
حطام
أبيات شعر
إناء محطم
أوحى لنا بالكل
فقط.
بدا الماضي أنه مشروع
أخفقت في سبر أغواره حتى الآن
** مدينة قرب موسكو.
* ولد لأبوين من روسيا وألمانيا العام 1944 في منطقة ''ساربال'' غرب سيبيريا. يعيش منذ العام 1994 في ميوينخ. يكتب الشعر والقصة القصيرة، ويعمل في الترجمة.
(المصدر: مجلة ''الأدب الألماني الحديث''، العدد 4، 2002)