جمال عياد - يلعب المسرح الوطني الفلسطيني في القدس دورا مهما في تطوير المسرح في مدينة القدس المحتلة، لجهة دعم المسرحيات، واجتماعات المسرحيين الفلسطينيين وتدريبهم، وخصوصا ذلك الجهد الهام المتصل بإنشاء مدرسة صيفية لتدريب الطلاب على فنون المسرح المختلفة. ويقدم المسرح بانتهاء المرحلة الأولى من مشروع تدريب طلاب المدرسة الصيفية، عرضا خاصا لمتدربي هذا العام بعنوان ''صور من القدس'' وذلك في العشرين من الشهر المقبل، يقدمون فيها القدس من وجهة نظرهم.
''الرأي'' التقت مدير المسرح جمال غوشة، الذي تحدث عن دور هذه المدرسة للمسرحيين المقدسين، فقال: المتابع للحركة الثقافية عموما والمسرحية على وجه الخصوص يعرف أهمية مشروع مدرسة المسرح الصيفيةTAM 1 الذي أنجزه المسرح الوطني الفلسطيني العام الماضي، بدعم إيطالي، وما له من اثر ايجابي على الحركة المسرحية الفلسطينية وعلى فئة الشباب المقدسيين بشكل خاص ، حيث ساهم في بلورة شخصيتهم ورفد الحركة الفنية بعناصر شبابية فاعلة وواعية لدورها .
وأضاف: وقد تم تمويل هذا المشروع من مؤسسة التعاون الإيطالي، ونظرا للنجاح الباهر للمشروع على كافة المستويات، وإدراكا منه لأهميته تابع القنصل الإيطالي العام بشكل شخصي المشروع ، حيث حضر شخصيا لتسليم الشهادات للخريجين كما قام بزيارتهم أثناء تواجدهم في البندقية العام المنصرم وشاهد عرض مسرحية على خطى هاملت، التي كانت تتويجا لمشروع المدرسة، كما وعد ببذل كافة الجهود لضمان استمرار دعم المشروع وتم وضعه على أوليات المشاريع الثقافية المتبادلة بين فلسطين وايطاليا ليتم تمويله للأعوام القادمة.
وبين: أنه وبناء على النجاح الكبير الذي حظي به المشروع، وإدراكا منا لأهمية المشروع كونه أول تدريب مسرحي محترف في مدينة القدس وعلى صعيد الوطن، وبناء على التطمينات والوعود التي حصلنا عليها أعلن المسرح الوطني عن مشروع تدريب المدرسة الصيفية TAM2 لهذا العام 2009، ولكن الزلزال المؤلم الذي تعرضت له ايطاليا مؤخرا، أخر الموافقة على تمويل المشروع، مما وضع المسرح في مأزق لا يحسد عليه، وقد تم إعلامنا بأنه من المفترض أن تجتمع اللجنة الخاصة في وزارة الخارجية الايطاليه لإقرار المشاريع في نهاية شهر تموز، وإذا ما انتظرنا ذلك الموعد فان هذا يعني خسارة العطلة الصيفية التي نعتمد عليها لتنفيذ هذا المشروع.
مشيرا إلى أننا قررنا المجازفة ضمن مواردنا المحدودة وبالاعتماد على تطوع المدربين المحليين ( على أساس أن يتم الدفع لهم في حالة إقرار التمويل للمدرسة)، وبعض الضيوف الأجانب من فنانين وأعلنا عن التسجيل للالتحاق بالمدرسة، وأجرينا المقابلات لاختيار الطلاب، حيث تقدم للمشاركة في المدرسة الصيفية لهذا العام ما يزيد عن ستين شابا وفتاة تتراوح أعمارهم بين 15 و 25 سنه، وابتدأت التدريبات في بداية تموز مع 17 طالب وطالبة نجحوا في اختبار القبول .
وأضاف غوشة : علما بأن المدرسة سوف تستمر حتى بداية كانون أول بحيث تنتهي الدورة بعمل مسرحي يشارك فيه طلاب من السنة الثانية مع طلاب من خريجي السنة الأولى إلى جانب فنانين محترفين، ويشارك في تدريب الطلاب من الفنانين الفلسطينين، كل من: ريم تلحمي في أداء الصوت والإلقاء والتكوينات الحركية المرتبطة بالصوت، و رائدة غزالة في و حسام أبو عيشه في التمثيل، وعبد السلام عبده في تصنيع الأقنعة، ورمزي الشيخ قاسم، في التعامل مع الإضاءة، والمخرج السينمائي أكرم الصفدي في لغة الصورة، و كامل الباشا في إخراج وتاريخ المسرح.
وأعلن غوشة عن نية المسرح الوطني لتحويل مشروع التدريب الصيفي إلى مدرسة دولية للتدريب المسرحي في العام المقبل، بمشاركة طلاب ومدربين من دول مختلفة ويعمل للتنسيق مع الفنانين والمسارح والهيئات المسرحية الدولية في هذا الاتجاه، كما و شارك طلاب المدرسة من السنة الأولي والثانية خلال نفس الفترة في ورشات متخصصة في التمثيل والإخراج مع كل من لفلسطيني سامر الصابر الذي يحضر لرسالة الدكتوراه في الإخراج المسرحي بجامعة واشنطن ، وتناولت أسلوب تدريب الممثل حسب نظرية ( View Points )، وشارك فيها 15شابا وفتاة من طلابنا إلى جانب بعض الضيوف من الفنانين المحلين لمدة خمسة أيام بمعدل أربع ساعات في الأسبوع حيث تم تقديم عرض في نهاية الورشة يمزج بين نصوص محمود درويش وأسلوب تدريب الممثل المعروف عالميا باسم view points وذلك يوم الخميس 23/7 الساعة السابعة بحضور الجمهور
ومن الإنجازات الأخرى: قيام المخرج الفلسطيني كامل الباشا بتقديم أمسية خاصة بمناسبة مرور عام على رحيل شاعرنا محمود درويش بعنوان ''أرض قصيدتي''، وهي عبارة عن مراجعة إبداعية لمجموعة من قصائده شارك فيها مجموعة كبيره من الفنانين الشباب، في رغبة منهم لتأكيد أثره العميق في حياتنا ووجداننا الوطني ووعينا الإنساني، وعمق تأثيره في الأجيال الشابة المرتبطة بأرضها وقضيتها والمدركة لأثر الثقافة العميق في تشكيل وجداننا في عرض فني مميز، ربط الجيل المؤسس بجيل جديد يبشر بوطن حر ومواطن يدرك أهمية دوره في تشكيل الوعي، بما يخدم تطلعاتنا وأهدافنا الوطنية، وتم المزج فيها بين قصائد درويش وتقنيات فنية حداثية مؤثرة في الثقافة الإنسانية
ونوه غوشه بالقول: علما بان هذه المرة الثانية والتي يقوم فيها طلاب المدرسة، بتقديم عرض مسرحي مخصص لشاعرنا الكبير حيث تم في العام المنصرم تقديم أمسية تأبينية له ، ومن الجدير بالذكر أن المسرح أنتج لشاعرنا الراحل مسرحية ألجداريه، والتي قدمت عدة عروض في فلسطين وفي دول مختلفة منها الدنمارك، سويسرا، بريطانيا، فرنسا سوريا، وتونس والتي حضر فيها درويش نفسه العرض وألقى القصيدة قبل عرضها.
وتابع حديثه عن نشاطات المدرسة الصيفية: أقيمت ورشة في الإخراج المسرحي مع المخرج الألماني كاي شومان : تم فيها العمل على بداية المشهد الأخير من مسرحية عطيل للكاتب وليام شكسبير في عدة صياغات من إخراج طلبة مدرسة المسرح الصيفية.
ويقدم بانتهاء المرحلة الأولى من مشروع تدريب طلاب المدرسة الصيفية، عرض خاص لمتدربي هذا العام بعنوان ''صور من القدس'' وذلك في العشرين من الشهر المقبل، يقدمون فيها القدس من وجهة نظرهم، وتقوم مجموعة من خريجي العام الماضي بالاشتراك مع فنانتين إيطاليتين، بإجراء ورشة عمل بمبادرة خاصة من المجموعة، وفي إطار المسرح الوطني لاستكمال تدريبات بدأت في ايطاليا، بهدف بلورة عمل مسرحي يتناول الفروق بين الثقافتين الفلسطينية والإيطالية وتنتهي الورشة في نهاية شهر أب الحالي .