د . ادوارد عبيد - يتضمن هذا النموذج خطوات أساسية لإدارة الصف الدراسي بفعالية كما يرغب عادة المعلمون وبالتالي سوف تنعكس هذه الفعالية على تحسين التعلم لدى الطلبة . هنالك عدة تعاريف لمفهوم إدارة الصفوف، فهي تعني الانضباط، واستراتيجيات التدريس والمهارات التي يستخدمها المعلم في غرفة الصف. كما تعني أيضا إجراءات التعديل على الاستراتيجيات التدريسية بما يناسب احتياجات الطلبة . ان استخدام الاستراتيجيات التعليمية دون تعديل يمكن أن لا يساهم في عملية الانضباط لان حاجات الطلبة تختلف من صف إلى آخر ، وهنا تبرز قدرة المعلم في تطويع تلك الاستراتيجيات لخدمة عملية الانضباط وبالتالي تحسين التعلم . وخطة إدارة الصف ينبغي أن تعكس فلسفة التعليم وفلسفة المدرسة، لذا ينبغي التركيز خلال الإعداد المهني على معرفة المعلم بتلك الفلسفات .
وهنالك ستة مجالات لإدارة الصفوف الدراسية وهذه المجالات هي : البيئة المادية، إجراءات التعلم والتعليم الروتينية، التفاعل بين التعليم والتعلم، الخطة المبرمجة للتعلم،المسؤوليات والواجبات والنتائج .
البيئة المادية وأهميتها في الغرفة الصفية : وتشمل ترتيب غرفة الصف من حيث أماكن جلوس الطلبة، والمساحات التي يتحرك فيها الطلبة، مكان وقوف المعلم أثناء التدريس وهو ما يعرف بالمنطقة التعليمية التي هي محور اهتمام الطلاب خلال الاستماع للمعلم بحيث تكون واضحة لجميع الطلبة، تحديد أماكن وجود الوسائل التعليمية وحرية استخدامها من قبل الطلبة وتوفير أماكن خاصة لحفظ أعمال الطلبة والمعلم . وهذه الترتيبات داخل الغرفة الصفية تساعد المعلم على ضبط كل ما هو ثابت ومتحرك فيها مما يعطيه أفضل الفرص للتواصل مع طلبته خلال التدريس .
ومن مجالات الإدارة الصفية إجراءات التعلم والتعليم الروتينية التي يقوم بها المعلم يوميا في التدريس وتشمل تحضير الدروس، وبدء وانتهاء اليوم الدراسي، أما بالنسبة للطلبة فتعني كيفية دخولهم وخروجهم من الغرفة الصفية في بدء وانتهاء اليوم الدراسي، والنشاطات التعليمية اليومية التي يقومون بها مع كيفية المحافظة على نظافة وترتيب الغرفة الصفية . ويراعى ان يتم تدريب الطلبة على هذه الإجراءات في بداية العام الدراسي، وهي تزيد من قدرة المعلم على التنبؤ بمسار اليوم الدراسي ، وتستمر كأفعال روتينية طيلة العام الدراسي مع تركيز المعلم من حين لآخر على ضرورة التقيّد بها.
وقضية التفاعل بين التعليم والتعلم تمثل احدالإجراءات الهامة في إدارة الغرفة الصفية التي يجب على المعلم الاهتمام بها من خلال العمل على زيادة فعالية هذا التفاعل ويساعد في ذلك توضيح ما هو مطلوب من الطلبة القيام به داخل غرفة الصف وما هو متوقع منهم من خلال عملية التدريس، مع التركيز على الاحترام المتبادل ما بين المعلم وطلبته وما بين الطلبة أنفسهم ، وهذا يشجع على تنمية عادة الإصغاء للآخرين، كما يشجع الطلبة على طرح الأسئلة المختلفة والاستماع لأجوبة تلك الأسئلة في الغرفة الصفية .
ويبرز دور آخر للمعلم في إدارة الغرفة الصفية من خلال تحديد البرنامج التعليمي الذي يقوم به والذي يتمثل في معرفته بمحتوى المنهج والمهارات التعليمية التي سوف يدرسها للطلبة والتي تعكس هذا المحتوى، والتأكيد على مشاركة الطلبة في مهمات تعليمية تعزز من فعالية نشاطات الغرفة الصفية، ومتابعة تلك المهمات من خلال الحقائب التعليمية للطلبة للاطلاع على مدى التقدم في تحصيلهم الدراسي.
ونتيجة لتلك العوامل تحدد الواجبات والمسؤوليات التي تقع على كل من المعلم والطالب، فمعرفة ما هو مطلوب من المعلم كواجبات تدريسية ومهارية سوف ينعكس ايجابيا على سلوك الطلبة في الغرفة الصفية، وبالتالي فان على الطلبة أيضا ادراك المطلوب منهم ، وهذا الإدراك الذي يصل إليه الطلبة محكوم بالبيئة الايجابية لما يدور في الغرفة الصفية، لذا أصبحت إدارة الغرفة الصفية مسؤولية مشتركة ما بين المعلم والطالب وكلاهما مسؤول عنها .
مدير مركز تدريب المعلمين في الأمانة العامة للمؤسسات التربوية المسيحية في الأردن
[email protected]
