كتبت - سهير بشناق - اظهرت احصائيات دار الوفاق الاسري للعام الماضي ان نسبة النساء المتزوجات دون سن الثامنة عشرة واللواتي تعرضن للعنف وصل الى 57% وان 47% منهن تزوجن دون 16 سنة .
هذه الاحصائيات المتغيرة عاما بعد عام تعتبر مؤشرا على ارتباط ظاهرة العنف بالزواج المبكر اضافة الى عوامل اخرى كغياب الام عن المنزل و التفكك الاسري.
وبينت احصائيات العام الماضي ان هناك ارتباطا بين العنف والتفكك الاسري حيث بلغت الحالات التي راجعت الدار للعام الماضي بسبب التفكك الاسري بنسبة 38% و 40 % بسبب عدم وجود الام في الاسرة ،و37% بسبب وجود زوجة الاب و قيامها بسلوكيات عنف ضد الاطفال او الفتيات المتواجدات في الاسرة .
ويرى اخصائيون اجتماعيون ان العنف الاسري يبدا من اللحظة التي تسود اجواء التفكك الاسري في الاسرة وغياب الام عن المنزل وتشتت الاطفال.
واضافوا ان غياب الام له تأثير كبير على حياة الاطفال والفتيات بالاسرة منها دفع الفتيات للزواج المبكر خاصة دون سن الثامنة عشرة مما يترك اثارا سلبية على حياتهن .
هناك حالات عديدة لاطفال وفتيات في عمر المراهقة يتعرضن للعنف داخل الاسرة البعض منهم يلجأ الى المؤسسات المعنية بالدفاع وحمايتهم والبعض الاخر يبقي تحت وطأة العذاب والمعاناة .
( اسماء ) ؟ احدى ضحايا العنف تم تزويجها وهي في سن السادسة عشرة بعد طلاق والدتها وتركها للمنزل فقد تزوج والدها مرة اخرى وعاشت حياة مضنية مع زوجة ابيها تم اخراجها من المدرسة وهي في عمر الرابعة عشرة وتعرضت لعذاب من زوجة الاب التي كانت تستغلها في جميع اعمال المنزل وتحرمها من تناول الطعام وتتركها تنام في المطبخ .
اسماء تزوجت من رجل يكبرها بخمسة عشر عاما بعد تهديد والدها لها ان رفضت الزواج برميها بالشارع .. لقد انجبت اسماء طفلين وتعيش حياة لا تختلف كثيرا عن حياتها السابقة الا انها - حسب وصفها - تبقى اخف من العذاب الذي تعرضت اليه في بيت والدها ومن قبل زوجة ابيها .
تقول اسماء التي نقلت معاناتها الى (الرأي) : لست سعيدة لكن زوجي لا يضربني انما يكتفي بتوجيه الاهانات اللفظية لي و لا يخرجني من المنزل ويمنعني من الخروج الا برفقته لكن هذه هي حياتي فمن اللحظة التي تركتنا امي ادركنا ان الحياة انتهت وافتقدنا الراحة والآمان .
اسماء لم تلجأ الى أي دار او مؤسسة بسبب خوفها من هذه الخطوة لكنها احدى الفتيات اللواتي عانين من التفكك الاسري .
دار الوفاق الاسري معنية باستقبال الحالات التي تتعرض للعنف سواء من النساء المتزوجات او الفتيات ولعل استقبال الفتيات غير المتزوجات احدى الظواهر الجديدة على المجتمع مغلفة بجراة ووعي عن سلبيات العنف وضرورة ايقاف هذا العذاب الذي تتعرض له الفتاة .
وتؤكد مصادر مختصة بدار الوفاق الاسري ان هناك فتيات يلجأن للدار اما بسبب تعرضهن للعنف او بسبب تغيبهن عن المنزل وخوفهن من العودة اليه
وتتراوح اعمار هؤلاء الفتيات من الرابعة عشرة الى الثامنة عشرة ويتم التعامل معهن باهتمام كبير من قبل القائمين على الدار بحيث يتم التركيز على الحوار معهن واشعارهن بالآمان واستدعاء اولياء امورهن .
واكدت مصادر الدار ان لجوء الفتاة الى الدار او الى الجهات الاخرى المسؤولة عن حمايتهن يقيهن مخاطر الشارع مؤكدين ان الدار تحرص على الحديث مع اسرهن وازالة اسباب الخلاف او أي مظهر من مظاهر العنف الموجود بالاسرة والذي ادى الى خروجهن من المنزل .
حالات عديدة تستقبلها دار الوفاق نتيجة العنف وغياب الام و التفكك الاسري وسلوكيات زوجة الاب مما يؤكد ان الحفاظ على كيان الاسرة امنا مستقر بوجود الوالدين هو اهم اسباب زوال العنف عن المجتمع و الحفاظ على حياة الاطفال وخاصة الفتيات بعمر المراهقة واللواتي يحتجن الى اهتمام ورعاية ومراقبة خاصة من قبل الام التي تقضي اوقاتا اكبر مع اطفالها .
الزواج المبكر وجه للعنف ضد المرأة وينذر بخطر التفكك الاسري
12:00 28-3-2009
آخر تعديل :
السبت