الطـب النبـوي

تاريخ النشر : الجمعة 12:00 24-2-2006

لقد تجلى معنى الطب النبوي من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء». «ولكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل». لقد كان هناك مجموعة من أحاديث الرسول تبلغ ثلاثمائة، وقد شكلت لدى العلماء والباحثين ما يسمى «بالطب النبوي». وقد قام بعض العلماء بجمعها على شكل مؤلفات مثل أبو نعيم بن عبدالله الأصفهاني المتوفي عـام 432هـ، وأبو العباس جعفر بن محمد المستنصري المتوفي عام 432 هـ، وشمس الدين محمد بن أحمد الذهبي المتوفي عام 748 هـ، وجلال الدين عبد الرحمن السيوطي المتوفي عام 911 هـ، وأبو الحسن نور الدين علي بن محمد الجزار المصري المتوفي عام 984هـ (صاحب كتاب السر المصطفوي في الطب النبوي). لكن أكثرهم شهرة كان الإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الملقب بإبن قيم الجوزية (691هـ/1292م-751هـ/1350م) صاحب كتاب (الطب النبوي) الصادر عن مؤسسة عزالدين للطباعة والنشر (بيروت/عام 1411هـ-1991م). ولقد كان الطب النبوي قد اشتهر في صدر الإسلام والعهد الأموي (661-750م) ولقد تناولت كل المؤلفات عنه الأحاديث النبوية المتعلقة بقواعد الصحة وطرق معالجة بعض الأمراض مثل : إعطاء النصح في الإعتدال في المأكل والمشرب وضرب المثل «المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء»، وكذلك «نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع». وكذلك الوصايا بإستخدام الفصد (Venesection) أو الحجامة (Cupping) لعلاج بعض الأمراض، وأكل العسل كحل لكثير من العلل. لقد أدرك العلماء العرب أن ما ورد في النصوص الدينية-فيما يعرف بالطب النبوي هو من قبيل التوجيهات العامة، وعليهم أن يبحثوا في الأحوال العلمية له. فالمؤرخ الفيلسوف العربي عبد الرحمن بن خلدون (1332-1406م) يقول في «المقدمة» صفحة (346) وهو «كتاب مقدمة إبن خلدون» حول هذا ما نصه: «الطب المنقول في الشرعيات من هذا القبيل (أي من قبيل الطب المبني على الخبرة/على قانون طبيعي)، وليس من الوحي في شيء، وإنما هو أمر كان عاديا للعرب، ووقع في ذكر أحوال النبي وأن الرسول إنما بعث ليعلمنا الشرائع ولم يبعث لتعريف الطب ولا غيره من العاديات». ولقد قال : «أنتم أعلم بأمور دينكم». فلا ينبغي أن يحمل شيء من الطب الذي وقع في الأحاديث الصحيحة المنقولة على أنه مشروع، فليس هناك ما يدل عليه اللهم إلا إذا استعمل على جهة القصد الإيماني فيكون له أثر عظيم في «النفع». لكن بعض فلاسفة الدين لا يوافقون إبن خلدون على أن الطب النبوي يستخدم في التبرك فقط. صحيح أنه لا يتضمن أي نظرية طبية محددة، ولكن قيمته راجعة إلى أنه يحدد للمسلمين الطريقة إلى إكتساب الصحة، خصوصا عن طريق الوقاية من الأمراض وإكتساب العادات الغذائية الصحيحة. لقد قام الإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الملقب بإبن قيم الجوزية بإنجاز هام في مجال الطب وذلك في كتابه المشهور «الطب النبوي» الذي ركز فيه على ما تطبب به الرسول ووصفه لغيره، فكانت معالجات ناجحة وفيها شفاء للناس حيث يحتوي الكتاب على سبل للعلاج بواسطة الغذاء والدواء والإعتماد والتوكل على الله، والإلتجاء إليه، والدعاء والتوبة والإستغفار. لقد ذكر إبن جوزية أن المرض نوعان: (1) مرض الأبدان و (2) مرض القلوب. وهناك ثلاث قواعد لطب الأبدان: حفظ الصحة، والحمية عن المؤذي، وإستفراغ المواد الفاسدة. فلقد جاء في آية الصوم : (فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) (سورة البقرة/الآية 84). فأباح الفطر للمريض طلبا لحفظ صحة وقوة المريض لئلا يذهبها الصوم في السفر. كذلك آية رقم 196 من سورة البقرة فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه، ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) فأباح للمريض ومن به أذى من رأسه (من قمل أو حكة) أن يحلق رأسه في الإحرام، وهو ما يعني إستفراغ الرديء. أما طب القلوب : فمسلم إلى الرسل، ولا سبيل إلى حصوله إلا من جهتهم وعلى أيديهم. فإن صلاح القلوب أن تكون عارفة بربها وأسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه ، وأن تكون مؤثرة لمرضاته ومتجنبة لمناهيه ومساخطه. وقسم طب الأبدان إلى (1) أمراض الفطرة : كالجوع والعطش والبرد والتعب، والتي تحتاج إلى معالجة طبيب، (2) أمراض المزاج، وهو ما يحتاج إلى فكر وتأمل. أما أنواع العلاج النبوي للمرض فقد ذكر عنه ما يلي : العلاج بالأدوية الطبيعية، فالحمى «أبردوها بالماء شربا واغتسالا». ونصح بإستعمال العسل كملين وجلاء الأوساخ التي في العروق والأمعاء، ويزيل البلغم، ومدر للبول، ويحفظ جثة الميت، ويقتل القمل والصئبان، ويطيل الشعر، ويحسن بصر الأطفال، ويصقل الأسنان، ويدر الطمث. ولقد تم ذكر مرض الطاعون في الحديث الشريف «الطاعون شهادة لكل مسلم». وقال أسامة بن زيد أنه سمع الرسول قال «والطاعون زجـز أرسل على طائفة من بني إسرائيل، وعلى من كان قبلكم، فإذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها، فلا تخرجوا منها فرارا منه» وقصد الرسول عدم التعرض للطاعون. كما تم ذكر الإستسقاء أنه «ناتج عن وجود سائل مصلي داخل التجويف البريتوني» يؤدي إلى إنتفاخ البطن، ومن أسبابه هبوط القلب، والدرن، وقد يكون من البلهارسيا. ونصح الرسول بشرب أبوال الإبل وألبانها لأنها تساعد على الإدرار. أما مداواة الجروح فكان بإستعمال الرماد، وهذا ما فعلت فاطمة بنت رسول الله للمرضى في موقعة أحد. وأما رعاف الأنف فيقطع بالرماد مع الخل. وقد ذكر الرسول الكي لعلاج الآلام كما استخدم «الرضف» أي الحجارة الساخنة. وحرم الوشم لأنه يؤدي إلى الألم. وحلل الحناء المستخرج من مواد طبيعية. أما الحجامة «فإن الرسول قد احتجم وأعطى الحجام أجره» وقال «نعم العبد الحجام». الحجامة تستخرج الدم الفاسد من الجلد وتنقي البدن. ونصح بالفصد الذي ينفع الأورام وأمراض الرئة وذات الجنب والصداع. أما علاج الصرع بالطب النبوي فكان يعتمد على قوة النفس وصدق توجهه إلى البارئ والتعوذ. أما علاج عرق النساء فكان بالإسهال على أساس أن المرض يحدث من تيبس. وعلاج الشقيقة والصداع بالإستفراغ والسكون والدعة، والتضميد بالحناء المدقوق مع الخل. لقد ذكر إبن الجوزية في كتابه عدة فصول عن الطب النبوي ونصائح عامة حول الصحة والغذاء قد تجد معظمها مفيدا كالطب البديل ويمارسه الناس في عصرنا الحالي (القرن الحادي والعشرين). وأخيرا فإن هناك عدة معالجات تتعلق بالطب النبوي وهي كما ذكر إبن خلدون نصائح عامة ولم يقصد بها الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعطيها للناس كطبيب، فلقد كان معلما للشرائع. لقد نصح الرسول بالأكل بالأصابع الثلاثة، وعدم الجمع بين مختلفين من الطعام (كاللبن والسمك)، ونصح بالمشي بعد العشاء، ولا شرب الماء على الطعام، ونصح بالرياضة كركوب الخيل، ورمي النشاب، والصراع والركض. كما نصح برياضة النفوس بالتعلم والتأدب والفرح والسرور، والصبر، والثبات، والإقدام والسماح، وفعل الخير، والحب والشجاعة والإحسان. إن نصائح الرسول صلى الله عليه وسلم حول الصحة والغذاء هي بمثابة نوع من الطب البديل، لا يزال الناس يمارسونها حتى اليوم رغم مرور 1350 عاما، ومعظمها مفيدة للعقل والبدن. وفي ختام ما كتب الإمام إبن قيم الجوزية قال «أربعة مسببة لمرض الجسم : الكلام الكثير، والنوم الكثير، والأكل الكثير، والجماع الكثير» والله أعلم. E-mail: [email protected]

.alrai-related-topic { width: 100%; } .alrai-related-topic .wrapper-row { gap: 27px; flex-wrap: nowrap } .alrai-related-topic .item-row { padding-right: 1px; width: 280px; } .alrai-related-topic .item-row .item-info { padding: 15px 15px 28px 16px; border: 1px solid rgba(211, 211, 211, 1); height: 118px; } .alrai-related-topic .item-row .item-info a { color: #000; color: color(display-p3 0 0 0); text-align: right; font-family: Almarai; font-size: 15px; font-style: normal; font-weight: 800; line-height: 25px; text-decoration: none; -webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; display: -webkit-box; overflow: hidden; } @media screen and (max-width:768px) { .alrai-related-topic .wrapper-row { flex-wrap: wrap } .container .row .col-md-9:has(.alrai-related-topic) { width: 100%; } .alrai-related-topic { margin-top: 10px; } .alrai-related-topic .item-row { width: 100%; } }
.alrai-culture-art-widget{border-right:1px solid #d9d9d9;padding-right:11px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1 a{color:color(display-p3 0 .6157 .8745);text-align:right;font-family:Almarai;font-size:24px;font-style:normal;font-weight:800;line-height:39px;text-decoration:none;padding-bottom:5px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1{margin-bottom:26px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1::after{content:"";position:absolute;left:0;right:0;bottom:0;background:linear-gradient(90deg,rgba(0,85,121,.05) 0,#009ddf 100%);z-index:1;height:3px;width:100%}.alrai-culture-art-widget .img-row{width:100%}.alrai-culture-art-widget .img-ratio{padding-bottom:58%}.alrai-culture-art-widget .item-info{padding:23px 0}.alrai-culture-art-widget .item-info a{color:#000;color:color(display-p3 0 0 0);text-align:right;text-decoration:none}.alrai-culture-art-widget .item-row:not(:first-child)>a{display:none}.alrai-culture-art-widget .item-row a{color:#000;color:color(display-p3 0 0 0);text-align:right;text-decoration:none;-webkit-line-clamp:3;-webkit-box-orient:vertical;display:-webkit-box;overflow:hidden}.alrai-culture-art-widget .item-row:not(:last-child){border-bottom:1px solid #d9d9d9}@media screen and (min-width:1200px){#widget_1703 .alrai-culture-art-widget{border-right:0px;padding-right:0}}
.alrai-epaper-widget{margin-top: 20px; max-width:250px}
Tweets by alrai
.alrai-facebook-embed{margin-top: 70px;}
#widget_2097 .alrai-section-last-widget {padding-top:35px;margin-top:0;} .alrai-section-last-widget .row-element .item-row .img-ratio{ display:flex; } /* Horizontal scroll container */ .alrai-section-last-widget .full-col { overflow-x: auto; overflow-y: hidden; -webkit-overflow-scrolling: touch; width: 100%; } /* Flex container - critical changes */ .alrai-section-last-widget .content-wrapper { display: flex; flex-direction: row; flex-wrap: nowrap; /* Prevent wrapping to new line */ align-items: stretch; width: max-content; /* Allow container to expand */ min-width: 100%; } /* Flex items */ .alrai-section-last-widget .item-row { flex: 0 0 auto; width: 200px; /* Fixed width or use min-width */ margin-right: 7px; display: flex; /* Maintain your flex structure */ flex-direction: column; } /* Text handling */ .alrai-section-last-widget .article-title { white-space: nowrap; /* Prevent text wrapping */ overflow: hidden; text-overflow: ellipsis; display: block; } /* Multi-line text truncation */ .alrai-section-last-widget .item-row .item-info a { display: -webkit-box; -webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; overflow: hidden; white-space: normal; /* Allows line breaks for truncation */ } /* Hide scrollbar */ .alrai-section-last-widget .full-col::-webkit-scrollbar { display: none; } @media screen and (min-width:1200px){ .alrai-section-last-widget::after { transform: translateX(0); } } @media screen and (max-width: 768px) { .alrai-section-last-widget .row-element .content-wrapper { flex-direction: row !important; } .alrai-section-last-widget::after{ transform: translateX(100%); right:0; left:0; } }
.death-statistics-marquee .article-title a,.death-statistics-marquee .title-widget-2 a{text-align:right;font-family:Almarai;font-style:normal;font-weight:700;line-height:25px;text-decoration:none}.death-statistics-marquee .breaking-news-wrapper{width:100%;display:flex}.death-statistics-marquee .breaking-news{background-color:#7c0000;padding:22px 17px 24px 18px;color:#fff;text-align:right;font-family:Almarai;font-size:22px;font-weight:700;line-height:25px}.death-statistics-marquee .breaking-news-content{background-color:#b90000;padding:22px 18px 24px 21px;color:#fff;text-align:right;font-family:Almarai;font-size:22px;font-weight:700;line-height:25px;width:100%;position:relative}.full-container .marquee-container-widget:not(.relative-widget) .wrapper-row{position:fixed;width:100%;right:0;bottom:0;z-index:100000}.death-statistics-marquee .marquee-container-widget .title-widget-2{width:75px;background-color:#757575;color:#fff;height:60px;display:flex;align-items:center;justify-content:center}.death-statistics-marquee .title-widget-2 a{color:#fff;color:color(display-p3 1 1 1);font-size:15px;padding:16px 18px 16px 15px;display:block}.death-statistics-marquee .content-row:not(.content-row-full){width:calc(100% - 100px);background-color:#000}.death-statistics-marquee .content-row marquee{direction:ltr}.death-statistics-marquee .content-row .img-item{display:inline-flex;height:60px;align-items:center;vertical-align:top}.death-statistics-marquee .content-row .article-title{height:60px;display:inline-flex;align-items:center;color:#fff;padding:0 15px;direction:rtl}.death-statistics-marquee .article-title a{color:#fff;color:color(display-p3 1 1 1);font-size:17px}.death-statistics-marquee .title-widget-2{width:100px}#widget_1932{position:static;bottom:0;width:100%;z-index:1}