الكتاب: النسق الثقافي- قراءة ثقافية في أنساق الشعر العربي القديم.
الناشر: علم الكتب الحديث للنشر والتوزيع - اربد
المؤلف: د. يوسف عليمات.
صفحات الكتاب: 216 من الحجم الوسط
مراجعة: ماجد جبارة - يمثل كتاب النسق الثقافي لمؤلفه د. يوسف عليمات، نهجا جديدا لدراسة الأنساق من خلال فحص العلاقة بين الكتابة والمجتمع في بنى النصوص، واستجواب القيم والأعراف والمرجعيات السائدة في الثقافة الغربية.
وكان توصل الباحث في إشكاليات الفكر الغربي إلى أن الثقافة، تتأسس في سيرورتها النسقية على قانون الجذب والإقصاء ، لذا فان عملية الفهم لهذا القانون ألضدي ، يستوجب تفعيلا لملكة النشاط العقلي بفعل احتواء تاريخ الثقافة أو ثقافة التاريخ من قبل المحلل الثقافي لكي يتسنى له كشف ممارسات الأنساق الثقافية ونقدها.
المؤلف د. عليمات أشار إلى أن هذا الكتاب يشكل خيطا ناظما لعناوين فصوله، إذ تمكنت القراءة الثقافية لموضوعات فصوله من الكشف عن فاعلية النسق الثقافي في تأسيس الخطابات الإيديولوجية المتضادة، والتمثيلات السلطوية ، والسياقات الثقافية المختلفة.
وبين أن حالة التصادم بين الطبقات الاجتماعية في المجتمعات الغربية، كما تبدو في الدراسات الثقافية، تسهم دون شك في ولادة عدد من المفاهيم ذات المرجعيات والأشكال السلطوية، كالصراع بين المركزي والهامشي، والذكوري والأنثوي، ومفهوم خطاب السلطة، وآليات القمع السلطوي، وهيمنة الإنسان الثقافية، مشيرا إلى أن مفهوم الخطاب يرتبط إلى حد بعيد بالسلطة، وبالمعنى نفسه الذي يشير فيه الخطاب إلى شكل أو صيغة ما للغة المنظمة اجتماعيا.
وأعرب المؤلف عن اعتقادده أن القراءة الثقافية، تسعى إلى إعادة قراءة النصوص الأدبية في ضوء سياقاتها التاريخية والثقافية، حيث تتضمن النصوص في بناها انساقا مضمرة ومخاتلة قادرة على المراوغة والتمنع، ولا يمكن كشفها أو كشف دلالاتها النامية في المنجز الأدبي إلا بإنجاز تصور كلي حول طبيعة البنى الثقافية للمجتمع، وإدراك حقيقة هيمنة تلك الأنساق المؤسسة على فكرة الايدولوجيا ومفهوم المحتمل في صراع القوى الاجتماعية المختلفة.
جاء الفصل الأول للكتب بعنوان جماليات التحليل الثقافي: اعتذاريات النابغة الذبياني نموذجا ، حيث تجلت في هذه الدراسة مظاهر الصراع بين نسقين متضادين هما: سلطة الملك/ النعمان بن المنذر، وسلطة الشعر/ النابغة الذبياني، وقد دحضت القراءة بجلاء، المقولة النقدية التي وصفت النابغة بالخوف والرهبة في اعتذارياته، وبينت الكيفية التي تؤسس بها لغة الشعر المختالة عالم ألذات/ سلطة الشعر لمواجهة مؤامرات السلطة المضادة.
أما الفصل الثاني فعنوانه الظغينة في قصيدتي الهجاء والمديح عند بشر بن أبي حازم ألأسدي : قراءة تأويلية ثقافية وقد أثبتت القراءة الثقافية في هذا الفصل ، أن الظغينة في قصيدتي الهجاء والمديح عند بشر ألأسدي تمثل نموذجا في إضمار الأنساق الثقافية ذات الأبعاد الفكرية والإيديولوجية المرتبطة بثقافة الحرب في الشعر الجاهلي.
الفصل الثالث الذي حمل عنوان صورة المرأة عند الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي- قراءة ثقافية ، فقد تمكنت القراءة النقدية من الكشف عن فاعلية الصورة ودورها في تشكيل الأنساق الثقافية في نص الصعلكة؛ إذ وظف الشعراء الصعاليك المرأة بوصفها رمزا يجسد تجربتهم الواقعية في ضوء صراعهم مع ثقافة القهر والاضطهاد التي يمارسها المجتمع بحقهم.
وخلص المؤلف في الفصل الرابع والأخير عن صورة المكان في شعر ابن قيس الرقيات، إلى أن المكان في شعر ابن قيس ، يمثل نسقا أيديولوجيا يجسد موقف المعارضة السياسية التي يتبناها الشاعر ضد فكرة تحول الخلافة من الحجاز إلى الشام.
وخلص المؤلف عليمات في كتابه،إلى أن الثقافة، تمثل قطبا حيويا في تشكيل المرجعيات الثقافية والمعرفية والجمالية والتاريخية، فهي كما يشير غرينبلات تجسد نظام صياغة ألذات من خلال الإشارات النسقية.