عمان - هلا العدوان -يسعى مهندس زراعي أردني إلى جذب الأنظار نحو زراعة نبات الهوهوبا ذات المردود الاقتصادي بشكل موسع في المملكة في ظل الظروف الجوية الصعبة الراهنة التي تعيشها الاردن.
وفي هذا الصدد كشف المهندس عبد الحافظ طلال ابوعرابي في حديث الى الرأي انه يعكف حاليا على الترويج لنبات الهوهوبا او الجوجوبا السحري لكي يجد طريقا لزراعته في الاردن لان لتميز زيتها وارتفاع اسعاره في الاسواق العالمية.
ولا يتردد أبو عرابي بوصف هذا النبات بالذهب الخالص على غصن الاشجار في اطروحة الدكتوراة التي يعدها حاليا حول طرق الاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالج في انتاج شجيرات الهوهوبا في الاردن من خلال برنامج التبادل الثقافي بين الدول العربية في محطة الحسين الزراعية في البقعة.
وعلى صعيد متصل يشدد على أن المناخ والظروف البيئية بالأردن مناسب جدا لزراعتها وان استخداماته لا حصر لها ومواصفاته تجعله أفضل أنواع الزيوت خصوصا وانه مادة خام لكثير من مستحضرات التجميل والصناعات الدوائية وان ثمن كيلو الزيت الخام بعد العصر يزيد عن 30 دولارا مما يدفعه الى ان يقترح البدء فورا وخلال هذا الموسم بزراعته.
ويبين أن هذا النبات يسمى الهوهوبا أو الجوجوبا وهو عبارة عن نبات صحراوي موطنه الأصلي صحراء السونارا في ولاية أريزونا وقد اثبت نجاح زراعتها بالأردن والدول المجاورة والمشابهة لمواصفاتنا البيئية وكذلك في جميع الأراضي الصحراوية العربية والخليجية على وجه الخصوص ويعتبر نباتا ذا مردود اقتصادي عالي جدا لارتفاع أسعار زيته عالميا.
ويضيف أن ارتفاع نسبة الزيت في البذور التي تتجاوز 50% يجعله مجدي اقتصاديا بالإضافة إلى إن كسب البذور تعتبر مادة علفية غنية بالبروتين الذي يصل إلى 33% وتعتبر بديل لكسب فول الصويا في أعلاف الدواجن الذي يقدر ثمن الطن لكسب فول الصويا أكثر من 300 دينار حيث يمكن استخدام الكسب أي المادة المتبقية بعد عملية عصر الثمار والمعروف بالزيتون بالجفت في الخلطة العلفية بديلة لفول الصويا بعد استخلاص مادة كيماوية تسمى السيموندسين التي تعتبر مادة غالية الثمن تستخدم في عقاقير التنحيف.
وفي السياق ذاته يرى ابو عرابي إن أكثر من 92% من مساحة الأردن هي أراضي صحراوية مما يجعلها مناسبة جدا لزراعة نبات الجوجوبا الذي يصل عمره إلى 150 سنة ، حيث انه يتحمل مدى واسع من درجات الحرارة ما بين 50 إلى 5 درجات تحت الصفر وهذا المدى الحراري متوفر بنسبة 80% من الأراضي الصحراوية بالأردن غير المستغلة لقلة الأمطار فيها ولتربتها غير المناسبة لإنتاج أي نبات آخر إلا أن هذا النبات يعتبر من النباتات التي تتحمل بشدة الجفاف.
ويوضح أنه تبلغ احتياجاته المائية لكي ينمو معتمدا على الأمطار حوالي 150 ملم سنويا وهي نسبة متدنية جدا وينمو بالتربة الرملية الفقيرة بالإضافة إلى انه يتحمل المياه المالحة التي تصل نسبة الملوحة فيه لغاية 10 آلاف جزء بالمليون.
كذلك ينبه الى ان الأردن تعتبر من أكثر أربع دول العالم ندرة بالمياه وتستهلك الزراعة حاليا حوالي 70% من المياه رغم إن مردودات الزراعة لا تزيد مساهماتها بالدخل القومي عن 4% بشكل مباشر مما يدفعها الى ضرورة زراعة هذا النبات في الاردن.
كما يشير الى أن نبات الهوهوبا يعتبر من أكثر النباتات الاقتصادية تحملا للجفاف حيث يحتاج إلى 150 ملم سنويا من الإمطار لينمو نبات مكافح للتصحر وتثبيت الرمال ويحتاج إلى اقل من 350 ملم سنويا لإنتاج نبات اقتصادي أي بما معناه ريه مرتين بالصيف ريا متوسطا يكفي لهذا الغرض عندما يكون الموسم المطري متوسطا.
ويضيف انه تعتبر صفات زيته الفيزيائية والكيميائية ممتازة للعمليات الصناعية فمن المتوقع ازدياد الطلب العالمي له ومن المتوقع ارتفاع أسعار زيته إلى أكثر من 50 دولارا للكيلو الواحد.
وفي حال تم زراعته توقع ابو عرابي سرعة انتشاره بحيث يصبح موجودا في حديقة كل بيت بالأردن وأن تصل مساهمة القطاع الزراعي بالدخل القومي إلى أرقام قياسية وان يقل نسبة الاستهلاك المائي بالزراعة إلى نسب قريبة من النصف الموجودة حاليا.
دعــــوة للتوســــع بزراعــــة (الهوهــــوبــا) .. مردود اقتصادي واستغلال للاراضي الصحراوية
12:00 21-2-2009
آخر تعديل :
السبت