رسمي الجراح - حافظت ريشة الفنان التشكيلي الأردني والعربي والأجنبي، على هوية عمّان منذ أن تشكلت نواتها الأولى في سفوح جبالها السبعة، وبالتوازي مع رصد التشكيليين لأبرز ملامح السيل والقلعة وروابي المدينة، كان المصور الفوتوغرافي يرقب تطورها بالصورة ويحفظ تبدل ملامحها، فقد سجل المصورون والفنانون وقائع نمو العاصمة.
كان هاجس أولئك الفنانين والمصورين بناء علاقة جمالية مع المكان، وإبراز تفاصيل المدينة التي كانت تغير وجهها بسرعة، وإن كان جانب من رصد الفنان والفوتوغرافي توثيقياً، إلا أنه حقق مع الأيام حفراً بصرياً شكّل ذاكرة تشكيلية للمدينة، وأخرى بصرية لحركة التشكيل الأردنية.
رسامو عمّان كثرٌ، ومصوروها أكثر، لكن يصعب رصد نتاج الأوائل منهم لعدم توفر الوثائق. وقد كان للمؤسسات الحكومية جهد لا يمكن القفز عنه في هذا المجال، حيث يضم أرشيف بعض هذه المؤسسات ومؤسسات القطاع الخاص والأجهزة الأمنية، صوراً مهمة لمدينة عمّان.
يمكن القول إن عدداً كبيراً من الفنانين التشكيليين، سواء كانوا عرباً أو أجانب ممن حلّوا زوّاراً على عمّان، أو أقاموا فيها لفترات طويلة، رسموا عمّان إلى جانب فناني المدينة وأبنائها المقيمين فيها، بدءاً من مطلع القرن العشرين، وحتى بداية تشكل نواة الحركة التشكيلية الأردنية، أي قبل أن يصبح في المدينة حراك تشكيلي فعلي.
حضرت عمّان كمدينة في اللوحة، في وقت متأخر بعض الشيء، وكانت البداية من خلال الطابع البريدي، وكانت اللوحة التي تنجَز، تُعلَّق على أبواب المتاجر وصالونات الحلاقة، ما أنشأ حالة من التفاعل البصري، وكان من رواد الحراك الفني: الروسي جورج أليف، واللبناني عمر أنسي، ومواطناه حبيب سرور وخليل صليبي، والتركي ضياء الدين سليمان، وحلمي حميد، ويعقوب السكّر الذي قام بتصميم العملة الأردنية في بداياتها، وأنطون ياسيل، ومحمد كرد علي. وقد استقبل فندق فيلادلفيا في العام 1938 أول معرض فني لتركي سليمان الذي أقام في الأردن ورسم مواضيع مستوحاة من طبيعته، وبورتريهات لأشخاص من وسط البلد.
بعد ذلك بسنوات، جاء جيل من الشباب الذين تلقوا تدريباً في الفن في دول عربية وأجنبية، ومنهم: فاليريا شعبان، وإحسان أدلبي، وكوثر شاهد، ومهنا الدرة، ورفيق اللحام، وهشام حجاوي، وفاطمة محب، وروبيكابهو، ونعيمة عصفور، وعيسى أبو الراغب، وعبدالله السعودي، وليلى مغنم.
وبعد نشاط تشكيلي فعلي، وعلى إثر تشكّل ملامح المدينة، بات الفنانون يرسمون المدينة، أو بعض رموزها، أو بعض أحيائها، أو أشخاصاً منها. من الفنانين الذين رسمو ا من عمّان أو لعمّان: هند ناصر، وهاني علقم، وميشيل عجيلات، ومهنا الدرة، ومها المحيسن، ومنى السعودي، ومصطفى اليوسف، ومحمد الجالوس، ومحمد العامري، وهاني الحوراني، ونعمت الناصر، ومحمد أبو عزيز، ولحاظ أبو كشك، ومأمون ظبيان، وكايد عمرو، وفيصل عبد العزيز، وفخر النساء زيد، وفاروق لمبز، وعمر حمدان، وعمار خماش، وعلي الجابري، وعلي الغول، وصالح أبو شندي، وصباحات الرشدان، وسهيل بقاعين، وسناء المصري، وسلام كنعان، وروان العدوان، وخلدون أبو طالب، وإبراهيم شاكر، وأحمد أبو هاني، وأحمد صبيح، وأديب عطوان، وآلاء يونس، وبشارة النجار، وجانيت جنبلاط، وحفيظ قسيس، وحكيم جماعين، وجمان النمري، وأيمن غرايبة، وحازم نمراوي، وحسني أبو كريم، وإبراهيم أبو الرب، وسعيد حدادين، وعبد الرحيم واكد، وديانا شمعونكي، وعالمة العبدلات، ومكرم حاخندوغة، ويوسف البداوي، ويوسف الصرايرة.
يمكن اعتبار جميع الفنانين الأردنيين مساهمين في صياغة ذاكرة عمّان التشكيلية، وذلك عبر مساهمتهم الفنية في المعارض وورشات الفن، وإنجازهم الفني في ميادينها أيضاً من جداريات ومنحوتات، فهنالك الكثير من الفنانين ممن لهم بصمة في المدينة، ومنهم: رمضان عطون، وسامية الزرو، وهيلدا الحياري، وعبد العزيز أبو غزالة، وكرام النمري، وسامر الطباع، ورجوة علي، وعاهد يونس، وأنيس المعاني، وخالد خريس، وجلال عريقات، وحازم الزعبي، ومحمد أبو زريق.
