هي العقبة .. واسمها التاريخي آيلة (فتحة على الهمزة وسكون على الياء وفتحة على اللام وتاء مربوطة ) وقد اخذ اسمها من اسم ابنة مدين ابن ابراهيم عليه السلام وقد دفع صاحبها في زمن الرسول (ص) واسمه يوحنة بن رؤبة للرسول جزية وقد صالحه عليها عن كل نفر «حالم» أي بالغ دينارا واحدا فبلغ ذلك ثلاثماية دينار أي كان رجالها ثلاثماية وجاء في العهدة معهم أن يطعموا كل من يمر بهم من المسلمين وقد جاء في كتاب ياقوت (معجم البلدان ) أن ايلة ظلت في امان ولم يزد الخليفة عمر بن عبد العزيز الاموي على اهلها شيئا فوق ما كانوا يؤدونه للرسول (ص) وفي تحديد الابعاد جاء ان جوارها بئر عميرة ويبعد ستة اميال و منزل لرجل يقال له عجرود وفيه بئر مالحة .. وبئر اخر اسمه «تجر» واخر يعرف بالكرسي وماء الكرسي غزير .. وفي ايلة كانت نقطة تلاقي الحج الشامي مع المصري وفيها عسكر انصار الخليفة عثمان بن عفان الذين جاءوا لنصرته حين ثار عليه جند مصر .. وفيها كما ذكرت كتب التاريخ «بردة» أي عباءة للنبي اهداها ليوحنة بن رؤبة حين سار الى غزوة تبوك .. وايلة غير إيلياء التي هي القدس ..
وحتى لا يذهب التاريخ بهذه المقالة التي اريدها للمشروع الكبير الذي يبدأ الآن فيها في عهد الملك عبد الله الثاني في السنة الخامسة من القرن الحادي والعشرين بعد الميلاد فإنني سأترك ما للعقبة من تاريخ الى كتاب اعمل عليه منذ فترة قد تنتهي قريبا واعود الى أيلة المشروع الذي قيل انه قسمان أيلة (1) وأيلة (2) وقد سماها المستثمرون وهم شركة اردنية ـسعودية مشتركة هي (استرا ) (واحة إيلة ) وارادوها أي هذه الواحة الممتدة على مساحة (300ر4) مليون م2 منتجعا بحريا مميزا على خليج العقبة وتحديدا على الشاطئ الشمالي الجميل من الخليج .. وحتى يضمن المستثمرون في مشروع واحة ايلة شطوطا اوسع فقد هدفوا الى نقل البحر الى اليابسة ليقيموا سلسلة من البحيرات الاصطناعية ابرزها ثلاث يؤسس وجودها شواطئ اضافية بطول 17كم إذ تبلغ مساحة البحيرات 750 دونما وبالتالي تتغير الخارطة للموقع تماما إذ يعبر الماء للبحيرات عبر قناة وتقام على البحيرات منشآت فندقية وشقق وفلل سكنية وإعادة استحضار لمدينة حديثة وقديمة الطراز .. وتستطيع احدى البحيرات وهي الاكبر ان تحمل زوارق وسفنا صغيرة تقل السائحين في حين يمكن للقوارب الفردية عبور البحيرات الاخرى حتى تبقى نظيفة كما يستهدف المشروع تدوير الماء في البحيرات عن طريق اعادة ضخه بطاقة كهربائية متوفرة ..
وعلى البحيرة تقام قرية سكنية هي المرسى وقد ادهشني معمارها في المجسم المشار اليه على خريطة الموقع ويوفر المرسى الاتصال مع خليج العقبة حيث تعبر القوارب وبموازاتها ممر للمشاة عليه مطاعم ومقاه ومرافق تجارية وثقافية وترفيهية تخدم رواد المكان ..
آيلة تقام كموقع سياحي رئيس يحمل خمسة فنادق من ذوات النجوم الخمسة لتكون سعتها الاجمالية (1540) غرفة وكل فندق يمتاز عن غيره بطرازه المعماري وبما يحويه من برك سباحة من مياه عذبة ومياه البحر
ويستطيع الراغب ان يشتري من شقق وفلل واحة ايلة او يمتلك فيها عقارا وسيكون في خلفية البيوت المطلة على البحر ملعب بمواصفات دولية للغولف هو الاول من نوعه في المنطقة كما يعتبر الاول في الاردن اذ تبلغ مساحته 2ر1 مليون م2 وسيكون نقطة جذب للاقليم كله ولمنطقة الشرق الاوسط لما سيوفره من تميز وحتى من يرغبون في بناء بيوتهم بأنفسهم يستطيعون شراء الارض والاستعانة بالمطورين في واحة ايلة والتي ستضم كما شرح المهندس سهل دودين المدير التنفيذي للمشروع (3) آلاف وحدة سكنية .. وأيلة التي تسترجع التاريخ وتحاول استحضاره كروح تقيم له جسدا حديثا نابضا بالحيوية ليس من خلال ملعب الغولف الاخضر ذي الحفر الـ (18) وانما من خلال اقامة اكاديمية للغولف ايضا ..
المشروع الذي جرى الاقدام على الشراء والاستفادة منه بشكل ملفت للانتباه وبسرعة قياسية اختصر مراحله الثلاث الى اثنتين حدد للاولى أربع سنوات يتم انجاز بحيرة المرسى الرئيسية فيها وكذلك القناة المائية والمرافق التجارية والترفيهية على الواجهة المائية الصناعية حيث يقام فندق القلعة في معمار نادر جوار وحدات سكنية مميزة على واجهات مائية في ''اللاغون'' سيجد الزائر بعد انجاز المشروع كيف اقيمت الابنية وارتفعت وسط الماء المحيط من كل جهة وستكون كما جاء في التصاميم قاعة رحبة متحركة السقف تستضيف العروض الفنية في الهواء الطلق ..
العقبة بعد اتمام المشروع ستكون مدينة اخرى وستكون الاجمل في كل المنطقة من حيث نوعية الجمال ومواصفاته المعمارية .. وهناك مشاريع اخرى عرفتها العقبة كان منها مشروع تالابي الذي استكمل معظمه في الشاطئ الجنوبي على «لاغون» ساحر أيضا .. ومثل هذه المشاريع الكبيرة والجميلة تغير ملامح العقبة الاصلي تماما وتنقل المكان ليكون موقعا سياحيا حضاريا مميزا .. لقد قلنا قبل ثلاث سنوات ان على هواة حفظ التاريخ وصوره ان يسارعوا لالتقاط صور للعقبة في وقت مبكر لأن العقبة التي نتحدث عنها ستكون شيئا اخر وشكلا اخر لا يمكن لاحد فيما مضى ان يعتقد انها ستصل اليه .. ألم نقل ان رحلة الالف ميل تبدأ بخطوة واحدة .. ورحلة العقبة الحقيقية باتجاه التقدم ستضع رحالها في واحة ايلة .. فلنعمل وننتظر ..!!