في الحديث الذي ادلى به الدكتور محمد حامد مدير عام هيئة تنظيم قطاع النقل العام، ونشرته «الرأي» في عدد امس، قرأنا افكارا جميلة وطروحات مفيدة وشعرنا بالسعادة لكل ما استقبل الزميل محمد الدويري من وجهات نظر للدكتور حامد، واعتقدنا ان كل الذين قرأوا هذا الحديث المفصل، واطلعوا على ما ورد فيه من نوايا حالية وخطوات تالية، قد شعروا بالسعادة ايضا، لان هيئة تنظيم قطاع النقل ـ اذا نفذت اجراءاتها المتوقعة ـ تكون قد قدمت خدمة عامة، ووضعت حدا بسيطا لازمة الاكتظاظ المتوغلة في الشوارع. وبعد تأكيد هذه المشاعر والتجارب مع احاديث المدير العام، فاننا نشير الى نقطة واحدة، نختلف فيها مع المتحدث المتخصص، ونعتبر اعتراضنا نابعا من جهة تطرح اجتهادا، وتعبر عن اعتقاد يؤكد عدم الاقتناع بهذه المسألة، فقد قال الدكتور حامد ان هيئة تنظيم النقل تدرس الان ادخال سيارات تكسي جديدة الى العاصمة. واضاف:«ان هذه الخطوة ستنتهجها الهيئة نتيجة لتلقيها عددا من شكاوى المواطنين خلال فترة الصيف الماضية، ازاء نقص عدد سيارات التكسي في العاصمة، بحيث انها لا تكفي للطلب، لا سيما بعد وجود عدد كبير من الوافدين وما زال مستمرا». وهذا الاجراء او هذه الدراسة، اذا تم تنفيذها، فان مشكلة الازدحام سوف تتصاعد، ومشكلة كثرة السيارات الصفراء سوف تتصاعد ايضا! فالسيارات الصفراء، التي اصبحت كثافتها شبيهة بالاسطول الاصفر، لا تحتاج الى زيادة لعدة اعتبارات اولها ان عددها الحالي الذي لا يقل عن اربع عشرة الف سيارة يساعد على «تطوير» الزحمة، وثانيها ان اي مواطن من المشاة يعثر على سيارة خلال عدد قليل جدا من الثواني، وثالثها ان حل مشكلة التنقلات للمواطنين لا يصح ان تكون من خلال التكسيات فقط، لان حجم كل سيارة لا يخدم سوى شخص واحد غالبا، في حين ان الباص الواحد يخدم العشرات.. ورابع هذه الاعتبارات ان زيادة عدد سيارات التكسي سوف تقلص من دخل السائقين الحاليين ومن دخل اصحاب المكاتب الحالية.. ومع اننا طرحنا في سنة سابقة فكرة تحديد حركة سيارات التكسي ذوات الارقام الزوجية في الايام الزوجية، على ان تتحرك السيارات الاخرى ذوات الارقام الفردية في الايام الفردية، من اجل تخفيف الزحمة، ومن اجل تحسين الرأفة للسائقين الذين يصرفون البنزين بدون جدوى كافية.. واذا كان المدير العام يعتقد اننا انزلقنا في خطأ، وانه مطلع على الحقيقة، فاننا نأمل ان يصلنا توضيح منه، على ان يكون التوضيح مفندا لمزاعمنا!