كتبت - سهير بشناق - اكتشاف حالات العنف والتعامل معها بطرق سليمة خاصة ضحايا العنف الجنسي تحتاج الى وعي وتدريب ومتابعة من قبل الاطباء الذين يعاينون هؤلاء الضحايا للمرة الاولى.
فقد يكون الطفل الذي تعرض للعنف يعاني من اعراض مرضية اخرى ترتبط ارتباطا مباشرا بما تعرض اليه الا ان عدم وجود دليل تدريبي ومنهج واضح يتبعه الاطباء لاكتشاف هذه الحالات والتعامل معها بمسارها الصحيح يزيد الامر سوءا ويؤجل الحلول المناسبة لضحايا العنف.
المؤسسات والجهات المعنية بقضايا العنف تعمل حاليا على تطبيق الدليل التدريبي لضحايا العنف الجنسي الذي اعدته منظمة الصحة العالمية مؤخرا.
الدكتور مؤمن الحديدي اخصائي الطب الشرعي ورئيس المركز الوطني للطب الشرعي اعترف ان الخدمات الصحية التي كانت تقدم للضحايا لم تكن على المستوى المطلوب كما لم تكن مستدامة بالرغم من التقدم الذي وصل اليه الاردن في التعامل مع قضايا العنف بكافة اشكاله مشيرا الى اهمية وجود واعتماد دليل اجراءات واضح ومجرب ومتناسب مع إمكانياتنا وثقافاتنا.
واضاف الحديدي ان الاردن قد تنبه الى ضرورة تحسين نوعية الحياة لمواطنيه وتنبه لضرورة تحسين الخدمات المقدمة للأسرة في جميع جوانب الحياة اضافة الى عمله على ايجاد منظومة متكاملة لمعالجة الازمات التي تمر بها بعض الاسر وخاصة فيما يتعلق بالعنف الداخلي بكافة اشكاله.
واشار الى ان الجرائم الجنسية هي الاكثر خطورة من حيث الاثار السلبية على شخصية المصاب وهي الاكثر تعقيدا لصعوبة اكتشافها خاصة ان ضحايا الاعتداءات الجنسية التي تاتي من داخل الاسرة لا ياتون طلبا للمساعدة الا بعد فوات الاوان.
واوضح الحديدي ان الخدمات الصحية التي كانت تقدم للضحايا لم تكن على المستوى المطلوب كما لم تكن مستدامة بالرغم من التقدم الذي وصل اليه الاردن في التعامل مع قضايا العنف بكافة اشكاله مشيرا الى اهمية وجود واعتماد دليل اجراءات واضح ومجرب ومتناسب مع إمكانياتنا وثقافاتنا.
واكد ان الاهتمام بالمراة والطفل لا يدل على ان اطفال الاردن في خطر وان ظاهرة العنف في الاردن تختلف عن غيرها من الدول الاخرى لكن حرص الاردن على توفير منظومة متكاملة لعمل مؤسسي واضح المعالم هو الهدف الاساس اتجاه هذه القضايا.
ويشير الدكتور هاني جهشان اخصائي الطب الشرعي ان هذا الدليل الذي سيتم عقد العديد من الورشات لتدريب الاطباء عليه والاخذ بارائهم حوله سيسهم في التعامل مع قضايا العنف الجنسي باطار موحد وبمنهجية التشارك والمعرفة والدارية الكافية من قبل المعنيين والتي تصب بالنهاية لمصلحة الضحية.
واوضح جهشان ان هذا الدليل يهدف الى تحسين مستوى الخدمات الصحية لجميع الافراد والذين هم ضحايا العنف الجنسي من خلال تزويد العاملين في مجال الرعاية الصحية بالمعارف والمهارات اللازمة للتعامل مع ضحايا العنف الجنسي.
وبين ان الدليل يعمل على توفير المعايير اللازم توفرها لدى مقدمي الرعاية الصحية والعاملين في مجال الطب الشرعي حيث تم تطوير المبادىء التوجيهية من خلال عمليات تشاورية واسعة النطاق اضافة الى استعراض اراء الخبراء على مستوى العاملين.
المجلس الوطني لشؤون الاسرة يتعبر المظلة لجميع البرامج الخاصة بحماية الاسرة والهادفة الى تحسين نوعية الاسرة الاردنية وحماية كافة افرادها من العنف حيث تم مؤخرا اعتماد المجلس كمركز متعاون لمنظمة الصحة العالمية في مجال الوقاية من العنف الاسري على المستوى الاقليمي.
وسيعمل المجلس بالتعاون مع وزارة الصحة والمركز الوطني للطب الشرعي ومنظمة الصحة العالمية بضمان تطوير هذا الدليل بشكله النهائي بعد تعديله وتطويره بصيغته النهائية ليسهم في احداث تغير واضح في طبيعة الخدمات المقدمة لضحايا العنف وخاصة العنف الجنسي وتحسينها وتوعية الاطباء حول كيفية التعامل مع هذه القضايا ليحصل من تعرض للعنف على خدمة يستحقها ومساعدة تصل الى حجم الالم النفسي والجسدي الذي تعرض اليه جراء العنف.