عندما يسود الكذب في أي مجتمع اقرأ على ذلك المجتمع السلام في كل المجتمعات هناك أناس يكذبون ان كانت مجتمعات متقدمة او متخلفة او تدين بالديانات الموحدة او غيرها ولكن تختلف نسبة الكذب والكذابين بين مجتمع وآخر. في بعض الدول المتحضرة لا يخاطبك الفرد ليقنعك أنه صادق الا بكلمة واحدة صدقني يعني بالافرنجي »بيليف مي« لا يقسم لك لا بالله ولا بالانبياء والرسل والملائكة ولا برحمة والده ولا بالشرف!! وغيرها ويكون صادقا!! بعكس بعض المجتمعات!! بين كل جملة واخرى هناك قسم »بهد الحيل« والمحصلة تكون كذب في كذب!!. الكذب دخل في كل مناحي الحياة في الاقتصاد والتعامل التجاري في السياسة والسياسيين!! في العلاقات الشخصية والمهنية!!. الطريش والموسرجي يكذب والمحامي والطبيب والمهندس والمسؤول لدرجة أنه يبدو لك ان من مقومات الرجولة الكذب!! وان المثل الشعبي الكذب ملح الرجال!! اصبح حقيقة ضرورية من أجل التعامل المجتمعي وبدون الكذب لا تستطيع ان تحصل او تنهي أي أمر!!. بالرغم ان كل الديانات تقول لا تكذب وتأمر بعدم الكذب والحلفان بالباطل!! وقد سألت وبحثت في إحدى الدول المتحضرة عن سبب قلة عدد الكاذبين فيها نسبة لعدد السكان فكان الجواب أن الطفل وهو يرضع تقول له أمه لا تكذب وفي المدرسة اول درس في الحضانة هو عن الكذب!! وان المجتمع في تلك الدولة ينبذ الكذابين!! ويشيرون بأصابعهم على كل فرد يكذب فالكذاب منبوذ في مجتمعه ولا أحد يتعامل معه!! وأكبر جريمة يحاسب عليها الفرد ان كان سياسيا او غيره هي جريمة الكذب!!. فالسياسي يفقد منصبه اذا كذب!!. وكلمة الشرف عندهم هي كلمة الصدق!! ليس هذا مهما ولكن المهم في الأمر والأخطر ان يصدق الكاذب في مجتمعه ويكذب الصادق!! ويخون فيه الأمين ويؤتمن فيه الخائن لأنه في هذه الحالة سيتكلم الرويبضة ويسود ويتزعم!! عندها نكون قد دخلنا في السنوات الخداعات كما يقول الرسول العربي الكريم!!. الزمن الذي يسود فيه الخداع والكذب هو الزمن الرديء وفي الزمن الرديء العملة السيئة تطرد العملة الجيدة ويطفو الفلين على السطح أما الرصاص فيهبط في الأعماق!!. [email protected]