من منا لا يصارع الحياة فترة بقائة فيها؟؟
ومن منا يقضي حياته سعيدا بدون هموم؟ حتى وان بدت للعيان بسيطة انما هو يعيش مرحلتها بعذاب يعصر قلبه، فتارة يشكو همه وتارة يكبته لشعوره بان ما من احد يدرك حجم معاناته، ويحاول الهروب من وقائعها ويتجنب اذاها لكنها تلاحقه باستمرار في كل ساعات ليله ونهاره رغما عنه حتى وهو يأكل ويشرب وينام ويمرح.
وتمر الايام ويتكفل الزمان بدمل الجراح ليبدأ من جديد.. مع هموم.. اخرى.. ولنسميها تجارب ربما تكون اصعب لكن لسعاتها تصبح اخف لانه يبدأ التداول مع الحياة فتعطيه فرحة النجاح وقهر الفشل.. وحلاوة الحب،.. ومرارة الغدر.. وبهجة اللقاء ولوعة الفراق.
تخلط له السعادة بالاسى فيتذوق طعم الشهد لحظات ويتجرع مرارة العلقم، ايام تعطيه ما يتمناه بيدها وتأخذ ما هو اغلى باليد الاخرى.. وهكذا.. حتى تصهره التجارب فيخرج من بوتقتها وهو في قمة معاناته اكثر قوة واوسع ادراكا وقدرة على التحمل «كالذهب الاصيل» فاكثر الناس معاناة اكثرهم حكمة وابداعا.
حينها يرى ان ما مر به كان اتفه ان يستهلك صحته واعصابه ويستنزف حيويته وانه اسهل مما رآه، ولو ان الواحد منا يدرك ذلك قبل ان تترك الهموم بصماتها المؤذية والابدية على صحته وتفتك به الامراض التي لا تزول ويدرك تماما ان «الشيء الذي يستحيل تغيره.. لا تغيره ابدا عذاباته بل تزيده سوءا وتعقيدا» ويكتشف انه حجب عنه جانبا جميلا ومشرفا في حياته لا يملكه الكثيرون من حوله والذين تبدو عليهم السعادة او يدعونها كل منهم محروم من اشياء يحبها.
هذه هي الحياة وهذه هي ادوارها التي يجب ان تمارسها علينا وتنفذ كل ما هو مطلوب منها ومكتوب من اقدارنا علينا.
وما نحن الا مخلوقات ضعيفة امام عظمة الكون واسراره وخفاياه التي تجهلها تماما ولا بد ان تنتصر علينا في النهاية وتصرعنا فلا نملك الا ان نسرق منها لحظات واياما جميلة بينما هي تسرق عمرنا وتجري بنا حتى نستطيع تكملة المشوار كي نعين انفسنا ونتحمل «وبالصبر نتحمل».
وننظر دائما الى الجانب المضيء في حياتنا ولا بد اننا نستطيع ذلك ولا بد وان هناك جوانب مضيئة دائما ومشرقة حتى في احلك الظلمات.